قال معهد أمريكي "أن العلاقة المتطورة بين إيران والحوثيين ربما تخلق مشاكل لإنهاء الصراع اليمني"، لافتاً "بأن إيران لديها نفوذ وتأثير وتاريخ مع الحوثيين، وهي ثلاثة عوامل ستستغلها طهران لإطالة أمد الصراع في الوقت الذي تحاول فيه السعودية انتزاع نفسها من حرب اليمن".
ووفق تقرير لمعهد دول الخليج العربي بواشنطن «AGSIW» كتبه جريجوري دي جونسن، وهو عضو سابق في فريق الخبراء الأممي في اليمن "فإن الزيادة الملحوظة في الشحنات الأسلحة الإيرانية للحوثيين في أعقاب وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر والهدوء النسبي في القتال، يعد أمراً مثيراً للقلق، وقد يكون لإيران الآن ما يكفي من النفوذ والتأثير على الحوثيين لإفشال أي اتفاق سلام طويل الأجل بشكل فعال، مثل محادثات القناة الخلفية الحالية بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية".
وأشار المعهد الأمريكي في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" - "أن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين ليست بجديدة، ويعد تزود إيران الحوثيين بالأسلحة، بما في ذلك مكونات الصواريخ الباليستية التي تسمح للجماعة باستهداف الرياض وأبو ظبي ودبي، ولكن يبدو أن هناك زيادة في الشحنات مؤخراً".
وأضاف: "من حقائق الحرب في اليمن أنه كلما طالت الحرب كلما اقترب الحوثيون من إيران. هذه في حد ذاتها مفارقة مأساوية، حيث خاضت السعودية حربًا في اليمن في مارس 2015 لمنع هذا السيناريو، حيث كانت قلقة من أن الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014، قد يصبحون وكيلًا إيرانيًا على غرار حزب الله على حدودها الجنوبية".
وقال المعهد الأمريكي: "لقد دفعت الحرب التي قادتها السعودية بالحوثيين بشكل أكبر في أحضان إيران، حيث كان تخطيطها سيئًا وأسوأ من ذلك إدارتها".
سلاح إيراني نوعي للحوثيين
بين عامي 2014 و2017، خاصة مع دخول عقوبات الأمم المتحدة ضد الحوثيين حيز التنفيذ، بدأت إيران في تقديم المزيد من المساعدة للحوثيين، سواء في شكل أسلحة أو مساعدات اقتصادية. سرعان ما اعتمد الحوثيون، الذين أصبحوا معزولين دوليًا بشكل متزايد، على إيران كواحد من أصدقائهم الوحيدين الموثوق بهم.
ازدهرت تلك الصداقة وتحولت إلى تحالف في عام 2017، عندما بدأت إيران في دعم الحوثيين بمكونات الصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار والمستشارين العسكريين الإيرانيين والتابعين لحزب الله. وفق تقرير المعهد الأمريكي.
وقال التقرير "كانت هذه لحظة مهمة بالنسبة للحوثيين، فعندما سيطرت الجماعة على صنعاء عام 2014، استولت على العديد من المستودعات العسكرية اليمنية، والتي تضمنت صواريخ سكود، كان مدى هذه الصواريخ حوالي 185 ميلاً، مما سمح للحوثيين بإطلاقها عبر الحدود اليمنية مع المملكة العربية السعودية، لكنها لم تقترب من تهديد الرياض".
وتابع: "تغير هذا عندما بدأت إيران في تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية طويلة المدى بمدى يزيد عن 550 ميلاً، تم إطلاق أولها في مايو 2017، وبين عشية وضحاها كان الحوثيون قادرين على ضرب الرياض".
ومن خلال إمداد الحوثيين بهذه الصواريخ والتي أتاحت لهم نقل الحرب إلى السعودية والإمارات، وأظهرت إيران أهميتها للحوثيين فضلًا عن مكانتها المتفوقة داخل ذلك التحالف.
وكلاء طهران
خلال معظم فترات الحرب، عارض مراقبو اليمن المزاعم القائلة بأن الحوثيين كانوا وكيلًا لإيران، وكثيراً ما قيل إن الجماعة لم تتلق أوامر من طهران، بدلاً من ذلك تعاونت الجماعة وصنعت قضية مشتركة من خلال السعي وراء مصالحها الخاصة. بحسب المعهد الأمريكي.
لكن هجمات سبتمبر 2019 على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص أشارت إلى واقع متغير، حيث أعلن الحوثيون في البداية مسؤوليتهم عن الهجمات، وقدموا لإيران غطاء الإنكار في الأيام الأولى المهمة، في النهاية قالت الولايات المتحدة، ولاحقًا، محققو الأمم المتحدة، إن الحوثيين لا علاقة لهم بالهجمات.
وأثارت كذبة الحوثيين الواضحة، والتي فقدت مصداقيتها في غضون أسابيع من الهجمات، سؤالاً رئيسياً: لماذا الكذب عندما تعلم أن كذبتك لن تصمد؟ وهل كان الحوثيون ببساطة يقدمون خدمة لإيران لسداد سنوات من شحنات الأسلحة والمساعدات، أم أن العلاقة الحوثية الإيرانية تطورت مرة أخرى، وانتقلت من تحالف إلى دولة وأصل؟
هذه الأسئلة، التي لا تزال إلى حد كبير دون إجابة، مهمة بشكل خاص الآن، إذ تبحث السعودية والإمارات بشدة عن مخرج من اليمن، وكانت إيران تتعامل مع الاحتجاجات الشعبية في الأشهر الأخيرة. القلق هو أن كلا هذين العاملين قد يساهما في زيادة شحنات الأسلحة من إيران إلى الحوثيين، وأن هذا في النهاية قد يعقد ويؤخر أي اتفاق سلام محتمل.
كان دعم إيران للحوثيين سياسة منخفضة التكلفة وعالية المكاسب لسنوات، حيث تشحن إيران بعض الأسلحة وترسل بعض المستشارين، وتغرق المملكة العربية السعودية في حرب لا تستطيع النصر بها، وكلفتها الملايين ودمرت سمعتها لدى المشرعين الأمريكيين.
في الوقت نفسه يتطلع النظام الإيراني إلى تخفيف الضغط بعد شهور من الاحتجاجات، ويلقي باللوم على السعودية في تأجيج الاضطرابات الداخلية بأدوات مثل قناة إيران الدولية الفضائية، التي يعتقد أنها تتلقى تمويلًا سعوديًا، ولذا من غير المرجح أن تجعل إيران خروجها من اليمن أمرًا غير مؤلم أو سهلاً على المملكة العربية السعودية.
الزيادة الأخيرة في شحنات الأسلحة هي شيء واحد، لكن القلق الأكبر بالنسبة لصانعي السياسات هو أن الحوثيين قد لا يشعرون بالحرية لعقد صفقة مع السعودية بأنفسهم، بدلاً من ذلك قد يطبقون الشروط من خلال اتصالاتهم في طهران، والذين من المرجح أن يضيفوا مطالب جديدة في محاولة لإعاقة السلام في اليمن.
إيران لديها نفوذ وتأثير وتاريخ مع الحوثيين، وبينما تحاول المملكة العربية السعودية انتزاع نفسها من اليمن، ستستغل طهران الثلاثة العوامل تلك لإطالة أمد الصراع.
أخبار ذات صلة
الخميس, 09 فبراير, 2023
مع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثي.. ما فرص نجاح الجهود الأممية والإقليمية لتحقيق السلام في اليمن؟ (تقرير خاص)
الخميس, 09 فبراير, 2023
لماذا ستبذل إيران ما بوسعها لمنع التوصل لأي تسوية دبلوماسية للصراع في اليمن؟
الاربعاء, 08 فبراير, 2023
وضع 3 خطوات لمنع التهريب.. معهد أفريقي: تدفق الأسلحة الإيرانية إلى اليمن يظهر الطبيعة العابرة للجريمة البحرية