حذر مركز أوروبي من أن استمرار ممارسات الحوثيين في تعميق الانقسامات الطائفية والمناطقية يخاطر بإضعاف التماسك الوطني لليمنيين، وبالتالي يمثل تهديدًا أساسيًا لمستقبل اليمن كدولة موحدة وفعالة.
وذكرت ورقة بحثية تحليلية للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «ECFR»، - ترجمة "يمن شباب نت" – "بأن الحوثيين عملوا بنشاط على تحويل وتبديل مذهب الزيدية، حيث أدخلوا وشجعوا وفرضوا طقوسًا وعلامات أخرى مستوردة من الشيعة "الإثني عشرية" الإيرانية.
وأشارت إلى "أن جهود الحوثيين للتفريق بين زيديتهم والزيدية "التقليدية " توسعت بشكل كبير منذ سيطرتهم السياسية على العاصمة صنعاء والمناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلاد في 2014-2015".
وقال التحليل "بأن التغييرات في المناهج المدرسية وإدخال "المخيمات الصيفية" التربوية - ظاهريًا لأغراض تعليمية دينية-، هي الآلية الرئيسية التي يستخدمها الحوثيون لتجنيد المتطوعين في قواتهم المسلحة، بما في ذلك العديد ممن هم دون سن 18".
ووفق المركز الأوربي، هناك أيضًا مجموعات وهويات سياسية كبيرة - رغم قمعها حاليًا - متنافسة داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث كانت هذه أقل وضوحًا منذ أن سيطر الحوثيون بالكامل على الجزء الخاص بهم من البلاد في أعقاب مقتل صالح في ديسمبر 2017. ربما يكون نظام الحوثي القمعي والسلطوي قد دفع بالتشرذم السياسي تحت السطح، لكن التوترات الكامنة لا تزال قائمة والتي يمكن أن تظهر مرة أخرى عندما تتغير الظروف.
وأضاف التحليل "بأن هناك قضايا عديدة تقسم المجتمع في ظل حكم الحوثيين، ويشير العنصر الإقليمي الثقافي بوضوح إلى الاختلافات معهم كتهامة والمرتفعات على سبيل المثال، إذ تتمتع تهامة بتاريخ من المعارضة ضد حكم صنعاء، التي يحكم منها الحوثيون الآن، كذلك يعتبر الحوثيون زيديين، وهو فرع من الإسلام الشيعي، في حين أن تهامة يسكنها الشافعية وهم من السنة".
إن سكان المناطق الواقعة في الجزء الجنوبي من المرتفعات من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون (مثل إب وتعز والبيضاء) هم أيضًا شافعيون ولديهم ثقافة ليبرالية أكثر تحررية من ثقافة الحكام الزيديين الحوثيين.
وفي قلب المنطقة الزيدية - المرتفعات الوسطى والشمالية - هناك مصدران رئيسيان للتشرذم والانقسام المحتملين: القبلية والتفسيرات المختلفة للأعراف والثقافة الزيدية، فيما يتعلق بالقبائل وتحالفهم مع الحوثيين، فإن أحد العوامل الرئيسية التي تربطهم معًا هو المعارضة المشتركة للتدخل الأجنبي، حيث تعني النهاية المحتملة للتدخل السعودي الإماراتي أنه من المرجح أن يراجع زعماء القبائل ولاءاتهم وفقًا لمصالحهم الخاصة والتغييرات الأوسع في ميزان القوى العام.
وفيما يتعلق بالزيدية، فإن السلطات الدينية التقليدية المتمركزة في صنعاء لها تفسيرات مختلفة لوصفاتها الرئيسية عن تلك التي ينتهجها الحوثيون، لكن موقفهم كان يضعف على مر السنين، لا سيما بعد اغتيال بعض الشخصيات الزيدية البارزة خلال فترة مؤتمر الحوار الوطني في 2013- 2014 هذه الاختلافات بين الزيدية التقليدية والحوثيين المتأثرين بإيران هي تحديات أيديولوجية محتملة لقيادة الحوثيين الحالية.
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 14 ديسمبر, 2022
"الحد من تفكك الدولة ودعم الاقتصاد".. ما الذي يمكن أن تفعله أوروبا للمساعدة في حل النزاع باليمن؟
الاربعاء, 17 نوفمبر, 2021
إلى جانب القاعدة وداعش.. الحوثيون ضمن القائمة السوداء في انتهاكات الحرية الدينية
الخميس, 12 ديسمبر, 2019
كيف بَذَر الحوثي مفاهيمه الطائفية في المناهج الدراسية؟ (تقرير خاص)