قالت صحيفة أمريكية "التحول المفاجئ في موقف الحوثيين جاء بعد سلسلة من الهزائم التي لحقت بهم على طول ساحل اليمن على البحر الأحمر، والأهم من ذلك خسارتهم لميناء الحديدة، شريان حياتهم الرئيس الذي يربطهم بإيران، حيث شنت القوات البرية الخاصة التابعة للتحالف معركة على غرار ستالين جراد (الروسية) تهدف للسيطرة على ميناء الحديدة والمستودعات والمناطق المحيطة به".
وأضاف صحيفة «The National Interest» في مقال ترجمه "يمن شباب نت" أن الأراضي في مدينة الحديدة التي اكتسبها التحالف بشق الأنفس قد تعود بالنفع الآن على طاولة السلام. لافتا "نظراً لأن انتصار التحالف في الحديدة لم يتحقق بشكل تام، فقد تمكنت العديد من قوات ميليشيات الحوثيين من الافلات من عملية تمشيط وتطهير كاملة".
وأفادت في المقال الذي كتبه "أحمد شراي" (كاتب مغربي ومستشار دولب) يبدوا بأن ذلك الانتصار الذي حققه التحالف أدى إلى دق اسافين الخطر في صفوف الحوثيين، الذين صاروا يخشون الآن خسارة معقلهم في صعدة أيضاً، المدينة القابعة وسط الجبال.
وتابعت الصحيفة "وعلى ما يبدوا فقد دفع هذا التحول في السياسة الداخلية للحوثيين -من الاتحاد إلى الانقسام- الجماعة للإعلان عن مشاركتهم في محادثات السلام للمرة الأولى، حيث جاء هذا الإعلان قبل أكثر من أسبوع من الموعد النهائي المحدد للمشاركة. وبالطبع فلا يستطيع أحد أن يؤكد ماهية الدوافع الحقيقة وراء تغير موقف الحوثيين نظراً لأنه لا توجد تقارير تصدر من داخل دوائر قيادتهم".
واستدركت الصحيفة "ومع ذلك، فإن الحقائق على الأرض وتغيير سلوكهم امور تتحدث عن نفسها".
وذلك يعيدنا - يشير كاتب المقال - إلى السؤال الرئيسي في الصراع والمتمثل في ماهية دور إيران في شبه الجزيرة العربية، حيث من المشكوك فيه أن السعودية والإمارات اللتان تمران بحرب بالوكالة مع إيران في اليمن وسوريا وعلى الجبهة الدبلوماسية فيما يتعلق ببرنامج الأسلحة النووية للجمهورية الإسلامية، ستقبلان بوجود ميليشيا مسلحة مدعومة من إيران على حدودهما الجنوبية. كما أنه من غير المحتمل أن تقبل إيران الهزيمة على طاولة السلام في ستوكهولم ما لم يتم هزيمتها بشكل كامل في ساحة المعركة في اليمن.
وخلص الكاتب شراي الى أنه "بالنسبة لملايين اليمنيين الذين يعانون ويلات الحرب، ستكون اتفاقية سلام ما في ستوكهولم بمثابة هبة من السماء. وحتى وقف إطلاق النار المؤقت سيوفر الآلاف من الأرواح".
غير أن المقال لفت الى أن الزخم الدبلوماسي الذي تتمتع به طهران في واشنطن قد يثنيها عن حث حلفاءها الحوثيين على تسوية مطالبهم على طاولة السلام.
وترى الصحيفة الامريكية أنه "سيكون من الأفضل لو أن أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ربما يرون أن رغبتهم في إرسال رسالة رمزية حول مقتل ناشط سعودي، ما هي في الواقع الا إطالة لاستعراض رعب إنساني في اليمن في حين تغيب هذه الاعتبارات والمظاهر لدى المشرعين".
واختتم المقال بالقول بأن "الولايات المتحدة محظوظة بوجود شركاء استراتيجيين إقليميين قادرين في السعودية والإمارات والدول العربية السنية التي لها مصلحة مشتركة في مواجهة طموحات إيران التهديدية وهو ما يمثل أصل يجب الحفاظ عليها".
أحمد شراي ناشر مغربي. وهو عضو في مجلس إدارة المجلس الأطلنطي، ومستشار دولي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وعضو في المجلس الاستشاري لمركز المصلحة الوطنية في واشنطن، والمجلس الاستشاري لمعهد غاتسون في نيو تاون. يورك.
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 04 ديسمبر, 2018
بطائرة كويتية.. وفد مليشيا الحوثي يغادر مطار صنعاء إلى مقر المشاورات في السويد
الجمعة, 30 نوفمبر, 2018
باحث أمريكي: مؤشرات لتقدم دبلوماسي والحوثيين يدركون خسارتهم معركة الحديدة (ترجمة)
الإثنين, 03 ديسمبر, 2018
المونيتور الامريكي: لماذا يبدو الخبراء متشائمين بشأن إمكانية التوصل الى اتفاق سلام دائم في اليمن؟