قالت صحيفة التلغراف البريطانية الشهيرة إن "دعوة الولايات المتحدة مؤخراً لوقف إطلاق النار في اليمن في غضون 30 يوما تليها محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة، تمنح بصيصاً من الامل لإمكانية تحقيق انفراجه في الجهود الدولية لإنهاء الحرب المدمرة التي تشهدها البلاد منذ ثلاث سنوات".
 
وأشارت الصحيفة في تقرير أعده مراسل شؤون الشرق الاوسط وترجمه "يمن شباب نت" بأنه "في حين كانت هناك الكثير من الجهود لوضع حد للقتال في اليمن، الا أن الإعلان الامريكي الأخير يعد المرة الأولى التي تدعوا فيها الولايات المتحدة حلفائها العرب لوقف هجماتهم، في إطار جدول زمني واضح".
 
ورجحت الصحيفة البريطانية أن تكون الولايات المتحدة الامريكية قررت التحرك الان بخصوص الوضع في اليمن لإدراكها بتوفر فرصة سانحة للضغط على المملكة العربية السعودية في الوقت الذي لا تزال فيه المملكة تعاني من موجة الانتقادات الدولية بخصوص مقتل جمال خاشقجي، الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست.
 
وقد عبر كل من مايك بومبيو، وزير الخارجية وجيم ماتيس، وزير الدفاع الأمريكيين، يوم الثلاثاء عن رغبتهما في رؤية نهاية وشيكة للقتال بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
 
حيث قال ماتيس من واشنطن "في غضون ثلاثين يوما ًمن الآن نريد أن نرى التفاف كافة الاطراف حول طاولة سلام يرتكز على وقف إطلاق النار".
 
من جانبه دعا السيد بومبيو المملكة العربية السعودية وحلفائها لوقف الغارات الجوية على المناطق المأهولة بالسكان في اليمن ولكنه أشار الى انه يتعين على الحوثيين اتخاذ الخطوة الاولى المتمثلة بوقف هجماتهم ضد دول الخليج.
 
وقال "لقد حان الوقت الآن لوقف الأعمال العدائية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثي باتجاه ??المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة."  وتابع قائلاً "يجب أن تتوقف الضربات الجوية للتحالف في جميع المناطق المأهولة في اليمن ".
 
وشهدت حرب اليمن التي اندلعت في عام 2015 مقتل أكثر من 10 آلاف شخص فيما يقف حوالي 14 مليون شخص على شفا الموت جوعاً. كما يقدر موت 130 طفلاً كل يوم نتيجة للمرض وسوء التغذية.
 
ونقلت الصحيفة إشادة ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية بالتصريحات الامريكية باعتبارها "الاختراق الابرز في الحرب الجارية في اليمن منذ أربع سنوات. إنه اعتراف مرحب به للغاية بفشل السياسة الحالية وبضرورة تغييرها سريعاً لتتركز على الحل الدبلوماسي".
 
ودعا مليباند المملكة المتحدة، التي لديها مسؤولية اتخاذ زمام المبادرة في القرارات اليمن في الأمم المتحدة بأن تبدأ على الفور بالعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لإضفاء الطابع الرسمي على دعوات وقف إطلاق النار.
 
وعبرت الولايات المتحدة عن رغبتها بضرورة أن يتبع وقف إطلاق النار محادثات سلام في السويد بوساطة مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن اليمن.
 
وقد حاول السيد غريفيث ترتيب جولة من مفاوضات السلام في جنيف في سبتمبر ايلول ولكن المحادثات انهارت عقب غياب المفاوضين الحوثيين.
 
وتابعت الصحيفة " وكان مسؤولون أمريكيون طالبوا محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي بخطوات عملية بخصوص اليمن وخصومة السعودية مع قطر. ووسط مواجهة بن سلمان لمزاعم تفيد بإصداره أمر موت خاشقجي، فإن الولايات المتحدة قد ترى في ذلك فرصة للضغط عليه فما يخص القضايا الإقليمية الأخرى".
 
ولم تظهر هناك ايما ردود فعل من جانب السعودية أو الحوثيين بخصوص الدعوة الامريكية لوقف إطلاق النار.