قالت مجلة فورين بوليسي الامريكية إن هجوم الحوثيين على ناقلتي النفط السعوديتين بالقرب من اليمن يمكن أن يكون محاولة إيرانية لخلق المشاكل في واحد من الممرات الرئيسية الضيقة لعبور الطاقة.
وأشارت المجلة في تقريرها الذي أعده الصحفي كيث جونسون، مراسل شؤون الاقتصاديات الجغرافية الدولية وترجمة "يمن شباب نت" أن تعليق السعودية لشحنات النفط يؤكد الخطر الذي تشكله طهران على نقاط المرور العالمية الضيقة لمرور الطاقة في وقت يزداد فيه التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
ويربط كاتب التقرير بين كلا من الحادثة والاستجابة السعودية له باعتبارهما "مرتبطين بصورة أكبر بالصراع الإقليمي بين السعودية وإيران - وكذلك بالتوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن - أكثر من علاقتهما الفعلية بوقف شحنات النفط حيث ارتفعت أسعار النفط الخام بعد الهجوم مباشرة اذ ان المملكة العربية السعودية لايزال بإمكانها شحن النفط عبر خطوط الأنابيب إلى المحطات الطرفية الواقعة عند راس البحر الأحمر للاستمرار في امداد أوروبا أو ناقلات النفط حول جنوب أفريقيا بهدف تجنب عبور باب المندب.
وأستدرك التقرير " لكن إيران مصممة على إيجاد طرق للرد على الجهود الامريكية الهادفة للحد من صادراتها النفطية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في ربيع هذا العام حيث ان نقاط الاختناق مثل باب المندب ومضيق هرمز الأكثر أهمية، توفر أهدافًا مغرية لذلك".
وفي الشهر الحالي جددت طهران تهديدها المتواصل بإغلاق هرمز إذا ما تضررت صادراتها النفطية من العقوبات الأمريكية وكرر الرئيس الإيراني حسن روحاني هذا التهديد خلال عطلة نهاية الأسبوع قائلاً: "لا تلعب مع ذيل الأسد. فسوف تندم على ذلك إلى الأبد"
وخلص التقرير الى أن "خطاب الرئيس روحاني العدواني قد امتد إلى مضيق آخر إلى جانب مضيق هرمز، اذ انه وفي حين أن إيران لا تقع على حدود باب المندب، فإن وكلاءها الحوثيين التابعين لها لديهم تلك الميزة وقدرتهم على اعتراض شحنات النفط من خلال المضيق لطالما شكلت مصدر ازعاج منذ بدء الحرب في اليمن في عام 2015.
"يمن شباب نت" يعيد نشر نص التقرير الذي ترجمه
يمكن أن يكون هجوم الحوثيين على ناقلتي النفط السعوديتين بالقرب من اليمن محاولة إيرانية لخلق المشاكل في واحد من الممرات الرئيسية الضيقة لعبور الطاقة.
علقت المملكة العربية السعودية شحنات النفط عبر المضيق الضيق قبالة سواحل اليمن بعد هجوم واضح على اثنين من ناقلات النفط من قبل مقاتلي الحوثيين المدعومين من إيران، مما يؤكد الخطر الذي تشكله طهران على نقاط الاختناق العالمية للطاقة في وقت يزداد فيه التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وقال مسؤولون سعوديون ان ميليشيا الحوثي استهدفت ناقلتي نفط غربي ميناء الحديدة المحاصر في وقت مبكر من صباح يوم الاربعاء رغم أنه لم يتضح كيف تم الهجوم على الناقلتين. وفي وقت لاحق قالت شركة أرامكو السعودية إنها ستتوقف عن إرسال ناقلات النفط عبر مضيق باب المندب الذي يضيق في الطرف الجنوبي من البحر الأحمر ويمر منه حوالي 5 ملايين برميل من النفط يوميا.
من جانبها قالت الكويت يوم الخميس إنها ستدرس وقف شحنات النفط عبر المضيق أيضا في حين أن الإمارات العربية المتحدة التي تحالفت مع الرياض في الحرب ضد الحوثيين في اليمن، أدانت الهجوم.
وقال النقيب بل اوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الامريكية "نحن على علم بالهجوم الحوثي المبلغ عنه" مضيفا "نحن لا نزال يقظين ومستعدين للعمل مع شركائنا للحفاظ على التدفق الحر للتجارة في جميع أنحاء المنطقة".
وحيث ان كلا من الحادثة والاستجابة السعودية التي رافقتها مرتبطين بصورة أكبر بالصراع الإقليمي بين السعودية وإيران - وكذلك التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن - أكثر من علاقتهما الفعلية بوقف شحنات النفط حيث ارتفعت أسعار النفط الخام بعد الهجوم مباشرة اذ ان المملكة العربية السعودية بإمكانها بشحن النفط عبر خطوط الأنابيب إلى المحطات الطرفية الواقعة عند راس البحر الأحمر للاستمرار في امداد أوروبا أو ناقلات النفط حول جنوب أفريقيا بهدف تجنب عبور باب المندب.
لكن إيران مصممة على إيجاد طرق للرد على الجهود الامريكية الهادفة للحد من صادراتها النفطية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في ربيع هذا العام حيث ان نقاط الاختناق مثل باب المندب ومضيق هرمز الأكثر أهمية، توفر أهدافًا مغرية لذلك.
وفي الشهر الحالي جددت طهران تهديدها المتواصل بإغلاق هرمز إذا ما تضررت صادراتها النفطية من العقوبات الأمريكية وكرر الرئيس الإيراني حسن روحاني هذا التهديد خلال عطلة نهاية الأسبوع قائلاً: "لا تلعب مع ذيل الأسد. فسوف تندم على ذلك إلى الأبد ".
وقد امتد خطاب روحاني العدواني إلى مضيق آخر إلى جانب مضيق هرمز، اذ انه وفي حين أن إيران لا تقع على حدود باب المندب، فإن وكلاءها الحوثيين التابعين لها لديهم تلك الميزة وقدرتهم على اعتراض شحنات النفط من خلال المضيق لطالما شكلت مصدر ازعاج منذ بدء الحرب في اليمن في عام 2015.
وقال ماثيو ريد، نائب رئيس شركة "Foreign Reports" الاستشارية لشؤون الطاقة: "في هذه الايام يطلق المتشددون على روحاني " سيد المضائق "، وليس" رب هرمز "فقط. ومنذ ذلك الحين، تم إقرار تلك التهديدات من قبل عناصر أخرى في القيادة الإيرانية بما في ذلك رجال الدين والحرس الثوري الإيراني الذي هدد البحر الأحمر على وجه الخصوص يوم الخميس.
واضاف ريد: "الإيرانيون يواجهون حملة الضغط القصوى التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحملة تهديدات قصوى".
ولا تعتبر التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز جديدة حيث انه في الثمانينيات، خاضت إيران والعراق "حرب الناقلات " في الخليج الفارسي والتي استدرجت اليها البحرية الأمريكية.
وفي الآونة الأخيرة خلال فترات التوتر مع واشنطن فقد تعهدت طهران مرارا بمنع ناقلات النفط من عبور المضيق الضيق، سواء اكان ذلك من خلال تلغيم المضيق أو مهاجمة الناقلات بالقوارب السريعة أو الصواريخ الأرضية.
غيرانه في الواقع يتطلب منع المرور عبر هرمز جهداً هائلاً من البحرية الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، وسوف يؤدي إلى ردة فعل سريعة وساحقة من القوات البحرية الأمريكية.
ويوفر باب المندب بديلاً منخفض المخاطر لإيران للرد على الضغوط الدولية وربما لرفع أسعار النفط حيث قد يعتقد القادة الإيرانيون أن ارتفاع أسعار النفط سيضاعف الضغط السياسي على ترامب ويقلل من تضرر البلاد من خفض حجم صادراتها النفطية.
وقال ريد "ما يجعل هذا الهجوم خاصا هو التوقيت والخطاب الاعلامي لطهران" واضاف "ويعتبر البحر الأحمر - حيث يستطيعون التظاهر بأن قوة بالوكالة تتصرف باستقلالية- هو ذلك المكان الذي يعتقد الإيرانيون بأنهم يستطيعون معه الحفاظ على قدر معقول من الإنكار، بعكس مضيق هرمز".
المملكة العربية السعودية ولأسباب خاصة بها، تبدو سعيدة بالمجاملة. حيث يقول التحالف إنه تم إحباط الهجوم وتعرضت ناقلة واحدة فقط لأضرار طفيفة، كما واجهت الرياض تهديدات خطيرة لشحنات النفط في الماضي. لكنها هذه المرة أوقفت الصادرات عبر المضيق مما أدى في الأساس إلى استخدام الحادث لتركيز الاهتمام الدولي صوب دور إيران في حرب اليمن.
وقال ريتشارد مالينسون من شركة إنرجي أسبكتس للاستشارات في لندن "لا توجد أي اشارة تدل على أن الحوثيين يحاولون إغلاق كافة حركة المرور في المضيق أو أنهم يملكون القدرات اللازمة وأعتقد أن السعوديين يحاولون تدويل هذا التهديد وكلما استطاعوا تصوير الحوثيين كدمى إيرانية فتلك رواية قوية.
وحتى الان فلم يزعج الهجوم الحوثي أسواق النفط بعد حيث قال ريد إن أسعار النفط الخام ارتفعت قليلا في نيويورك ولندن لكنها قد ترتفع أكثر إذا أدت الاضطرابات المستمرة في المضيق إلى فترات شحن أطول أو أقساط تأمين أعلى.
والأهم من ذلك هو أن التوتر المتجدد في نقاط الاختناق الحرجة مثل باب المندب وهرمز هو تذكير في الوقت المناسب بأنه لا يمكن لسوق النفط أن تكون بمعزل عن المشاكل الجيوسياسية إلى الأبد. ففي السنوات الأخيرة، تجاهل سوق النفط الأحداث السيئة التي كانت سترفع أسعار النفط الخام في الماضي. وفي الواقع انخفضت أسعار النفط بعد أن استولت الدولة الإسلامية داعش على أجزاء كبيرة من العراق بينما خرجت الحرب السورية عن السيطرة، في حين انهارت ليبيا وانفصلت فنزويلا، بينما وصلت المنافسة الإيرانية - السعودية إلى درجة مرتفعة جدا.
غير أنه في الوقت الحالي لا يملك منتجو النفط الكبار مقدرة كبيرة على الإضافة إلى السوق في حالة حدوث صدمة جيوسياسية كبيرة. حيث تضخ السعودية وروسيا والولايات المتحدة مستويات شبه قياسية، وما زال النفط يحوم حول 70 دولاراً للبرميل.
ويتوقع مالينسون أن تؤدي الظروف الصعبة في سوق النفط إلى ارتفاع الأسعار المرتفعة حالما يحدث خطأ ما، ويذكر آخر مرة كان فيها العالم يملك هذه القدرة على إنتاج النفط الفائض منذ عقد مضى، عندما بلغ سعر النفط الخام أعلى مستوى له على الإطلاق عند 150 دولاراً للبرميل.
واضاف "هذه ليست اعلى الأسعار التي سيصل سعر النفط اليها حيث يرتبط ذلك الارتفاع بالمخاوف الجيوسياسية. لن يكون هناك أي إمكانية من شانها طمأنة الفنزويليين والليبيين وما شابه".
*إضغط هنا لقراءة المادة مو موقعها الأصلي
أخبار ذات صلة
الخميس, 26 يوليو, 2018
تقرير أمريكي: إيقاف السعودية لشحنات النفط يمثل نقطة تحول محتملة في حرب اليمن (ترجمة خاصة)
الجمعة, 27 يوليو, 2018
الأمم المتحدة: استهداف ناقلتي نفط سعوديتين أمر باعث للقلق وله تداعيات خطيرة
الجمعة, 27 يوليو, 2018
اليماني: سنقدم شكوى إلى مجلس الأمن حول استهداف الحوثيين الملاحة الدولية