يبدو انه من السابق لأوانه التكهن بنجاح المساعي التي يبذلها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بشأن ايجاد حل سلمي للازمة اليمنية، إذا يرى مراقبون ان بريطانيا التي ظلت طوال السنوات الماضية خارج التأثير الفعلي في كثير من القضايا المحورية في منطقة الشرق الاوسط تحاول من خلال الجهود التي يبذلها وزير خارجيتها فيما يتعلق بالأزمة اليمنية واستعادة دورها ومكانتها الدولية المتراجعة تباعا لانشغالها باستكمال ملف الانسحاب من عضوية الاتحاد الاوربي.
ومن ناحية اخرى يري مراقبون اخرون ان بريطانيا تريد ان توظف علاقتها الاستراتيجية مع سلطنة عمان التي تحظى باحترام لدى جماعة الحوثي اضافة الي العلاقة الايجابية التي تربط سلطنة عمان مع إيران الحليف والداعم الاساسي لجماعة الحوثي، في تحقيق اختراق في ملف الازمة اليمنية.
كل هذه العوامل اضافة الي النمو المطرد في العلاقة الايرانية البريطانية والذي برز جليا في مواقف بريطانيا الاخيرة المعارضة لتوجهات الرئيس الامريكي الساعية الي الغاء الاتفاق النووي الذي ابرم قبل عامين بين إيران والولايات المتحدة الامريكية وقوى دولية اخرى تغري كثيرا القائمين على راس الدبلوماسية البريطانية في امكانية التوصل الي حل سياسي يفضي الي ايقاف الحرب وحل الازمة اليمنية.
استبعاد النجاح
في حين يرى محللون سياسيون انه من غير المتوقع ان تنجح المساعي التي يبذلها وزير الخارجية البريطاني استنادا الي مواقف مليشيا الحوثي المتعنته واصرارها على افشال كل المحاولات التي من شانها ان تودي الي ايقاف الحرب وانهاء الانقلاب اذ من غير المتوقع ان ترضخ مليشيا الحوثي الي قرارات مجلس الامن دون ان يتم إلجائها الي ذلك من خلال القوة.
وحول الجهود التي يبذلها وزير الخارجية البريطاني وجدوى نجاحها يقول الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي في حديث لـ يمن شباب نت "ان الشيء الجديد في تحرك وزير الخارجية البريطاني هو ان بريطانيا هي التي تتصدر التحرك الدبلوماسي المتصل بالأزمة والحرب في اليمن.
واضاف التميمي "انه يغلب على اهتمامات الوزير البريطاني الجانب الإنساني الناجم عن الحرب مشيرا ان الحل الذي يسعى اليه يبدو أنه محكوم بهذا البعد الذي لا يلقى في الغالب ترحيبا من جانب التحالف".
وبحسب اعتقاد التميمي فان الوزير البريطاني ليس لديه أفكار جديدة قابلة للتنفيذ ولن تتوفر لديه فرصة لاختبار أفكار جديدة للحل إذا لم تخضع للتفاهم في إطار الرباعية، مضيفا "تساورني الشكوك في امكانية ان تنجح جولة جونسون في تحقيق اختراق مهم، خصوصا ان تحركاته لا تحظى بالاهتمام الإعلامي من الإعلام السعودي".
جولة جونسون
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد بدء الأربعاء 24يناير/ كانون الأول الجاري، زيارة للمنطقة استهلها بزيارة مسقط حيث كشف دبلوماسيون بريطانيون عن نتائج لقاء وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، بالسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان أمس الخميس في العاصمة مسقط بشأن الأزمة اليمنية.
وقالوا في تصريحات لصحيفة" "The National الإماراتية الناطقة باللغة الانجليزية، ترجمها للعربية" يمن شباب نت" إن جونسون بحث مع سلطان عمان سبل إنهاء الحرب اليمنية وإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني خلال المحادثات مع حاكم عُمان الخميس.
وتعد هذه ثاني زيارة للوزير البريطاني إلى مسقط منذ ديسمبر، وهي أولى محطاته الخليجية التي تشمل السعودية ضمن جهوده الدبلوماسية لحل الأزمة في اليمن.
وتأتي زيارة جونسون للمنطقة بعد اجتماع اللجنة الرباعية الثلاثاء الماضي في مقر السفارة البريطانية في باريس والذي ضم الي جانب وزير الخارجية البريطاني كل من وزير خارجية السعودية والامارات وامريكا.
أخبار ذات صلة
الجمعة, 26 يناير, 2018
دبلوماسيون يكشفون تفاصيل مقترح بريطاني بشأن حل أزمة اليمن بمشاركة إيران وعمان
الخميس, 25 يناير, 2018
السلطان "قابوس" يبحث مع جونسون سبل الحل السياسي للأزمة اليمنية
الخميس, 25 يناير, 2018
القربي يكشف عن تحضيرات لمفاوضات سرية بشأن اليمن