قال مركز كارينجي للسلام الدولي "أن الإمارات تعزز نفوذها على التطورات السياسية في اليمن وعلى السعودية بشكل غير مباشر، ما قد ينذر بخلافات مع السعوديين مع تواصل دورها في الجنوب وفي البحر الأحمر".
وكشف المركز في تقرير له ترجمه "يمن شباب نت" أن الإماراتيون ينصحون السعوديين بالرجوع إلى الرئيس السابق صالح معتقدين أن من الممكن تشجيع خلافه المتنامي مع الحوثيين بالإضافة لحلفائه التكتيكيين ليصبحوا خرقا دائما.
وأشار التقرير"أن رغبة الإمارات في مواجهة إيران وفي تعزيز نفوذها في الشؤون المحلية للسعودية هو ما يبقيها في اليمن حيث لا تتفق مصالحها دائما مع المصالح السعودية".
وذكر التقرير "أن يخشى السعوديون الذين يفتقرون إلى التواجد البري في اي مكان في اليمن، من ان الإمارات قد تسعى للحصول على موطئ قدم إستراتيجية لها مما يقوض النفوذ السعودي في اليمن التي تعد تقليديا الحديقة الخلفية للمملكة".
نص التقرير الذي نشرة مركز كارينجي للسلام باللغة الإنجليزية ترجمة "يمن شباب نت"
الإحساس السائد بحقيقة "المهمة أنجزت" بالنسبة لدور الإمارات في اليمن، يتزايد الجدل حول انه ربما أن الوقت قد حان لتخفيض مستويات القوات (الإماراتية) في اليمن.
رغبة الإمارات في مواجهة إيران وفي تعزيز نفوذها في الشؤون المحلية للسعودية هو ما يبقيها في اليمن حيث لا تتفق مصالحها دائما مع المصالح السعودية.
تعتقد الإمارات أن تدخلها في اليمن قد نجح في مساعدة مختلف حلفاءها الجنوبيين في القتال ضد القاعدة وفي احتواء التمدد الحوثي المدعوم من إيران بالرغم من الخسائر البشرية الإماراتية الغير مسبوقة، غير أن ذلك النجاح العسكري الملحوظ لا يعني أن الإماراتيون يخططون لمغادرة اليمن خلال أي وقت قريب.
فبحسب محللين إماراتيين يثمن محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي والقائد الفعلي للإمارات، تقارب بلاده عسكريا ودبلوماسيا مع السعوديين نتيجة المصالح الإقليمية المشتركة المتمثلة في مواجهة إيران لأنه يعتقد أنها تعزز النفوذ الإماراتي على الأجندة السعودية المحلية التي تأمل الإمارات أنها تتضمن مواجهة التطرف الوهابي.
ما يتفق مع احتمالية أن الإمارات ستبقى في اليمن هو إحساس الإماراتيين بأنهم فقط وليس السعودية أو القيادة السياسية اليمنية الشرعية التي تدعمها، هم من يقوم بالعمل حقيقي في خوض الحرب وإعادة بناء البنية التحتية.
غير أنه بينما تلتزم السعودية والإمارات بالحرب في اليمن ،تدعم الدولتان أطرافا يمنية مختلفة.
ويقول إماراتي مطلع على مسائل الأمن القومي "أن تحالف الإمارات مع المقاتلين الجنوبيين ضرورة تقتضيها حقيقة أن الرئيس هادي عاجز يلازم مقره في الرياض".
بالرغم من ان ناقدي الإمارات يقولون أن الإماراتيين يتبنون بشكل متعمد قوى جنوبية انفصالية مختلفة والتي تعيق اليمن من المضي قدما.
ويبقى السعوديون ملتزمين للرئيس هادي وبالتالي لحلفائه الإسلاميين الذين يجمعهم أو (يوحدهم) اللواء علي محسن الأحمر.
وينصح الإماراتيون السعوديين بالرجوع إلى الرئيس السابق صالح معتقدين أن من الممكن تشجيع خلافه المتنامي مع الحوثيين بالإضافة لحلفائه التكتيكيين ليصبحوا خرقا دائما.
وفي أحيان كثيرة فقد خلقت تلك الاختلافات التنافس وحتى الصراع على النفوذ. ففي فبراير حصلت مواجهة بين الإماراتيين وحلفائهم اليمنيين، ومقاتلين موالون للرئيس هادي بهدف السيطرة على مطار عدن، وهو ما منع خطة الإمارات للتحرك شمالا باتجاه تعز.
ومع ذلك فإن خطر حدوث هكذا مواجهات يبقى حاضرا لان الإمارات استطاعت تأمين سيطرتها على مطار عدن في نهاية المطاف ومن المحتمل ان تركز على تعزيز قواعدها العسكرية المتواجدة جنوبا.
ويخشى السعوديون الذين يفتقرون إلى التواجد البري في اي مكان في اليمن ،من ان الإمارات قد تسعى للحصول على موطئ قدم إستراتيجية لها مما يقوض النفوذ السعودي في اليمن التي تعد تقليديا الحديقة الخلفية للمملكة.
ما يعزز تلك المخاوف هو التأييد الإماراتي للرئيس السابق صالح إضافة الى الدور الإماراتي التوسعي التدريجي في تأمين البحر الأحمر.
وتنفي الإمارات أن تكون خطتها في مارس 2017 للسيطرة على الحديدة باستخدام بعض الغارات الجوية السعودية، مع تواجد قوات معظمها قوات إماراتية خاصة على الأرض، مؤشر على محاولاتها كسب موطئ قدم في اليمن.
إلا أن السعوديين ،الذين يأخذون بعين الاعتبار تحفظهم بشأن دخول اليمن بريا بالإضافة إلى النفوذ الإماراتي العسكري السياسي والمالي في الجنوب ،يخشون من ان تكون أراضي شمال اليمن الإستراتيجية خاضعة لسلطة إماراتية فعلية.
كما أن الإمارات تعزز رؤية محمد بن زايد القوية التي تفضل وسيلة النفوذ الناعمة المتمثلة في التأثير بالمال، وهناك قليل من الاستياء الشعبي تجاه ذلك بالرغم من خسارة الإمارات لـ122من جنودها في اليمن حتى الآن.
ويشك الإماراتيون بأن القوات البرية السعودية جاهزة فقط لعبور الحدود اليمنية في أعداد محدودة دفاعا عن الأراضي السعودية وليست مستعدة للمساعدة في أي مواجهة مشتركة محتملة مع الحوثيين.
وبنهاية 2017 يحشد الطيران الملكي السعودي ويتحرك جنوبا مؤكدا إدراك الإمارات أن حليفهم يفضل حماية الحدود على مغامرة عسكرية لكسب الحرب.
وبالإضافة إلى الأساليب العسكرية المختلفة لكلا من السعودية والإمارات، يعد اليمن ساحة لمقارباتهم المختلفة بشأن الإسلام السياسي حيث تتبنى الإمارات ما يشبه علمانية متوافق عليها رسميا محليا وفي السياسة الخارجية، بحسب تصريحات العتيبة للاتحاد الإماراتية في أواخر أغسطس.
والغرض من ذلك هو التأكيد للدول الأخرى على رفض الإمارات للإسلام السياسي داخليا وخارجيا، ومن خلال البقاء قريبا من السعوديين في اليمن يعتقد محمد بن زايد أن بإمكانه تشجيع بن سلمان لإحداث تغييرات في الميثاق السعودي الإسلامي.
وبشكل متكرر، فقد شجعت الإمارات السعوديين على التخلي عن حزب الإصلاح ، وخلال حكم الملك سلمان حصل تقارب في العلاقة بين السعودية والإصلاح بالرغم من عداء السعودية المتزايد للإخوان المسلمين عموما.
قبول السعودية لحزب الإصلاح جاء نتيجة لقواعد الدعم القبلية البارزة التي يتمتع بها الحزب في اليمن والتي تميزه من كونه منظمات الحزب السياسي التي يملكها الإخوان في العالم العربي.
ولا يهتم الإماراتيون بهكذا فروق وإنما يرفضون العمل مع الإصلاح أيا كان أساس ذلك، وبينما يصر الإماراتيون على دور الرئيس السابق صالح ،تستمر السعودية في القول بان صالح تجاوز الخط بشكل واضح جدا بعد عقود من التعامل معه خشية البديل.
وبالنسبة للإمارات فإن عائلة صالح وحدها هي من يمكنها حشد القبائل والأطراف السياسية المختلفة بما فيها اتحاد حاشد القبلي الذي استخدمته السعودية ذات مرة لدعم الإصلاح.
غير أن الإمارات تقبل أيضا أن السعوديين وحدهم هم من بإمكانهم خلق تغيير استراتيجي للتحالفات السياسية .
وفي ظل هذه الظروف ،فإن من المحتمل ان تواصل الإمارات تعزيز دورها في الجنوب وفي البحر الأحمر على أمل أن تعزز بذلك نفوذها على التطورات السياسية في اليمن وعلى السعودية بشكل غير مباشر. وهو ما قد ينذر بخلافات مع السعوديين.
أخبار ذات صلة
الأحد, 22 أكتوبر, 2017
" الأمعاء الخاوية" سلاح المعتقلين للتحرر من سجون الإمارات بعدن (تقرير خاص)
الخميس, 26 أكتوبر, 2017
هيومن رايتس: على الإمارات ووكلائها اليمنيين التوقف عن سوء معاملة المحتجزين
الاربعاء, 06 سبتمبر, 2017
سيطرة الإمارات على موانئ القرن الأفريقي.. طموح اقتصادي أم مشروع سياسي؟