تنصح منظمة الصحة العالمية بغسيل الأيدي حتى 20 ثانية كلما لمسنا الأسطح في أماكن يشاركنا فيها الغير، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أصاب عشرات الآلاف حول العالم.
وعادة ما يتعجب الناس من مرضى الوسواس القهري لتكرارهم سلوكيات معينة، لكن هؤلاء المرضى يعانون من حالة نفسية شائعة.
ويتوقع الخبراء ارتفاع حالات الاضطراب إذا استمر فيروس كورونا، وتحول عملية غسل اليدين من وسيلة لحماية نفسك إلى رغبة ملحة غير مبررة، وأن يصبح فيروس كورونا هو كل ما نفكر فيه.
الوسواس القهري تهديد ملائم للأوبئة
يكون لدى مريض الوسواس القهري أفكار استحواذية تؤدي إلى سلوكيات قهرية، لدرجة تتعارض بشكل كبير مع الحياة اليومية.
ووفق موقع الخدمة الصحية الوطنية البريطاني، يمكن وصف الوسواس القهري بالهوس، سواء الهوس بفكرة أو صورة أو رغبة أو الخوف من شيء يلح على عقلك باستمرار، مما يسبب التوتر والقلق، ويدفعك للقيام بشيء لتخفيف المشاعر السيئة كأن تكون سببا في وفاة عائلتك أو رضيعك.
وتتكرر أزمات الوسواس القهري في الأوقات الصعبة كالحروب والأوبئة، ففي الثمانينيات كان الخوف في ذروته من الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية "الإيدز".
وكتبت الطبيبة النفسية الأميركية جوديث رابوبورت في كتابها "الصبي الذي لا يستطيع التوقف عن الغسيل" أنه بحلول عام 1989 ركز ثلث مرضى الوسواس القهري على فيروس نقص المناعة البشرية، وخلق أسوأ خيالاتهم.
كما أبلغ الأطباء في الولايات المتحدة عن زيادة ما سموه مرض "رهاب الزهري" الذي تزامن مع حملة لتسليط الضوء على مخاطر المرض، وفي العام 2012 أبلغ العلماء الأستراليون عن الحالات الأولى للوسواس القهري لدى الأشخاص الذين يركزون على الأفكار المتعلقة بتغير المناخ.
كيف تحمي نفسك؟
1- إن غسل اليدين لتقليل خطر انتشار فيروس كورونا هو استجابة عقلانية لتهديد حقيقي، ولكن إذا تمزق جلدك والتهب أو احمرت يداك فأنت مبالغ في تنظيفهما، فاغسل يديك لكن ليس بصورة مفرطة، واتبع توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن غسيل الأيدي جيدا، وتنظيف بين الأصابع بالماء والصابون لمدة 20 ثانية والتي تعد كافية لحمايتك من فيروس كورونا.
ويمكن استخدام عبوة صغيرة إلى متوسطة من غسول الأيدي لمتابعة استهلاكك بدلا من العبوات الكبيرة، لتتفادى إدمان المطهرات والصابون.
2- إن علامات الوسواس القهري واضحة ومختلفة عن الاستجابة "الطبيعية" لفيروس كورونا، فالشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري سوف يغسل حتى يشعر بالراحة وليس النظافة.
لذا، تابع عدد المرات التي قمت فيها بغسل يديك، وهل سبق ذلك لمس أسطح يشاركك فيها غرباء؟ أم أنك في غرفتك وعلى مكتبك الذي قمت بتطهيره منذ دقائق؟
3- في بعض الحالات قد يكون الاطمئنان كافيا للتوقف عن السلوكيات القهرية، كأن تتواصل مع منظمة الصحة العالمية على رقم واتساب (0041225017023)، للتأكد من أن الطعام الصيني لا ينقل فيروس كورونا بالضرورة، أو أن زجاجة كحول بنسبة 60% كافية للتطهير، وأن فيروس كورونا لا ينتقل عبر الهواء، ولا تهزأ بأفكارك إذا كانت هناك طريقة لاختبار مدى صحتها.
4- أوقعنا فيروس كورونا في حالة من عدم اليقين، بسبب كثرة الأخبار المتضاربة حولنا، والخوف وعدم القدرة على تحمل عدم اليقين هما من الخصائص شائعة للعديد من اضطرابات القلق، لذلك من المفهوم أن العديد من الأفراد الذين يعانون من القلق الموجود مسبقا يواجهون تحديات في الوقت الحالي.
لذلك نصحت المتحدثة باسم جمعية الصحة العقلية البريطانية روزي ويذرتلي بتقليل الوقت الذي تقضيه في متابعة الأخبار، واختيار مصادر معلوماتك الموثوق بها مثل منظمة الصحة العالمية، حتى لا تصيبك نوبات ذعر، وتبدأ بالتفكير في سيناريوهات كابوسية.
5- احصل على استراحة من متابعة فزع العالم من فيروس كورونا على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تشعرك بأنك مضطر للبقاء على اطلاع والبحث عن كل الإشاعات.
ويمكنك أيضا إلغاء متابعة الحسابات التي ينشر أصحابها تخمينات سلبية بشأن المستقبل، أو ينتقدون المنظومات الصحية، وتعامل المسؤولين والحكومات، والخروج من مجموعات كورونا التي انتشرت الأيام الماضية على فيسبوك وواتساب، واستعض عن هذا كله بقراءة كتاب ومشاهدة أفلام كوميدية.
6- يمكن للعزل الذاتي الذي نفرضه على أنفسنا أن يفسح المجال أكثر للملل والوساوس والكثير من الوقت لغسيل الأيدي، وتخيل سيناريوهات مظلمة، والخوف والبكاء على الأقارب، لذا ابق على اتصال بمن تحب.
قم بسؤالهم عن أرقام هواتفهم أو حساباتهم على فيسبوك أو بريدهم الإلكتروني، وأعد الحياة لعلاقاتك مع أشخاص يبهجك وجودهم.
7- إذا اخترت عزل نفسك حتى وأنت بعيد عن الخطر تحسبا لأي تهديد فإنه يمكنك تحقيق توازن بين وجود روتين والتأكد من وجود تنوع في كل يوم، فيمكنك تنظيم مواعيد ثابتة للعمل وتناول الطعام، ولكن جرب القيام بأنشطة لم تعتد عليها من قبل كالطبخ، أو زراعة نباتات ظل، أو البحث عن طريقة تحضير مشروباتك المفضلة في المقهى لتعدها بنفسك.
8- إذا لم تكن مطالبا بالعمل من المنزل وأصبحت في إجازة لا تعلم لها نهاية فإن عليك نجدة نفسك قبل أن تتحول لشخص بلا هدف ومتوتر ومدمن على التفكير بسلبية.
يمكنك خلق روتين جديد وعادات جديدة والالتزام بها بمكافأة نفسك كلما أنجزتها، استيقظ كل يوم واستحم ونظف غرفتك، والتزم بدراسة برنامج تعليمي جديد، أو ممارسة تمارين رياضية، أو تنمية مهاراتك في وظيفتك الحالية.
9- يوصي الأطباء النفسيون دوما مرضاهم بالخروج نهارا والتعرض للشمس والتنزه في الحدائق، ولكن هل تسري تلك النصيحة في هذه الأيام؟
وترى مديرة الأبحاث في مركز الصحة العامة الأميركي كارولين كانوسيسيو أن سلامة العالم في حفاظك على مسافة متر بينك وبين الآخرين، ولكن ما زال يمكنك الخروج والالتقاء بالأصدقاء والمشي قليلا، فيمكن الاتفاق مع صديق أو أسرة على تقليل الاتصال الخارجي بشكل صارم، ثم التواصل مع بعضهما لدعم كل منكما الآخر.
كما يمكن الخروج في شوارع رئيسية غير مزدحمة، والبقاء على مسافة كافية من الآخرين وتكرار ذلك كلما شعرت بالحاجة، أما إذا كنت مريضا بأعراض برد أو إنفلونزا فالعزلة هي الأفضل حتى شفائك، وفق إرشادات مركز السيطرة على الأمراض.
المصدر: الجزيرة
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 31 مارس, 2020
لماذا يصعب علينا الإمتناع عن لمس وجوهنا بزمن "كورونا"؟
الثلاثاء, 31 مارس, 2020
تعرف على خمسة أشياء ما زلنا نجهلها عن فيروس "كورونا"
الإثنين, 30 مارس, 2020
هل سئمت من أخبار كورونا المزعجة؟.. إليك معلومات مفرحة عن الفيروس