مأرب الشامخة الكبيرة بجوهرها وبأبنائها، والتي ظلت ولا تزال تُواجه القادمين من وَحل الجَهل والغباء المملوئين حِقداً وكراهية وَمَنَاطقية، والذين يتطلعون للفيد وَلِطمس مَعَالِم وَتُرَاث وَعَرَاقة مأرب كما فعلوا بغيرها.
مأرب التي وقفت ولا تزال ضد انقلاب 21 سبتمبر المشؤوم وبما يمثل من توجهات وأهداف عَفَى عليها الزمن، كما ظلت ولا تَزَال تحمل العِبْء الأكبر من مصاعب ومحن الوطن التي يَمُر بها اليوم، والتي حَبَاها الله بِمُحَافظ، هو من شَرَف العُنصرِ الكريم فالمجدُ لِسَانُ حَالِ أوصافه، جَامِعٌ لِمَا تفرَّق في مُحَافَظَته من شمل الفَضَائل، وحينما أُسِند أمرُ المحافَظَة إليه، كان ولا يزال كالأَب الحاني على أبناءِ مُحَافَظَتِه، وبقدر حرصه على مأرب بقدر حرصه أيضاً على وَطَنه كل وَطَنه، وما ذلك إلا لِأَنه لم يأتِ إلى حُكم مأرب بِرَغَبَاتٍ من خَارِجِ وَطَنِه، كَحَالُ بعض أقرَانِه.
وإذاَ محافظة تَمتازُ بِمُمَيزات اِستثنائية ومحافِظ اتعَب من سيأتي بعده بما قدم ولا يزال من عَطَاءات لمحافظته غير مَسبُوقة، تنموية وَغَيرها، بجانب تَمتُعه بِثِقة السواد الأعظم من أبناء مُحافَظته وَوَطنِه وبوطنيته المعهودة والتي لا يختلف عليها اثنان بما فيهم بعض خُصُومه.
أقول.. محافظة ومحافظ يتمتعان بمثل هذه الفَضَائل التي هي جُزء من كل، اتساءلُ هُنَا، ما الذي يدفع بحفنة ضَئيلة من نفس أبناء مآرب ذاتها، في القيام ببعض التصرفات الخارجة عن رَغَبات أكثر من 95 % من أبناء محافظتهم حيث بعض التقطعات للأبرياء وتخريب بعض المُنْشَئات التنموية والخَدَمية العامة والوقوف ضد تنفيذ بعض قرارات: (الشرعية) التي تُراعي مصلحة الجميع.
والغريب.. قيام بعض هؤلاء بممارسة مثل هذه التصرفات التي هي ضد قِيَمهم وأخلاقهم بالدرجة الأُولى.. ودون أن يَعيرُوا اهتمامهم لعدو الجميع الجَاثِم على رأس "البَلَقْ" والذي ينتظر الفُرصَة المُنَاسِبَة.. حتى يُحقق ما يتطلع إليه.. بِدءاً بالسيطرة على "مدينة" مأرب والعَبَث بها وبِتُراثِها.. وصولاً إلى "صافر".. الخ، مُستغِلاً بعض "الأميين" أو "المُتعَصبين قَبَلياً"، وبحجة الجُرعة الخاصة بزيادة سعر المُشتقات النفطية، حتى يكرر ما قام به يوم 21 سبتمبر 2014.
"فما أكثر العِبر، وأقل الاِعْتِبَار؟!".
وكل ذلك التطلع بسبب أفعال بعض أبناء مأرب غير القَانُونية، ليعطون بذلك الفُرصَة لعدو الجميع المُترَبص بهم وبمحافظتهم بكل مَا ومن تُمثل، بل يُنَفِذُون أيضاً صِرَاعاً مُمَولاً من الخارج ضد محافظتهم وضد وطنهم.. سواء بعلمهم بذلك.. أو بِدُون علمهم وهو مَا يُرَجِّحُهُ أمثالي.
وذلك ما يستدعي وقوف المحافظ كعادته كونه أيضاً على رأس هرم السلطة.. ضد أية تصرفات فردية.. يَعُمُّ ضَرَرُها ولا يخص.. وقبل أن يَصعُب الحل إن لم يَستحِيل، مع أنني على ثقة بعودة مَنْ يَقُومون ببعض تلك التصرفات إلى الجادَّة، حتى يَغِيْضُوا بعض أعداء محافظتهم وشعبهم ممن غرروا ببعضهم.. فهم أولاً وأخيراً من نفس أبناء مآرب الشموخ والإِباء. وأياً كان حجم التآمر على مآرب وعلى مُحَافِظها، وَتُراثها وَثَرَوَاتِها، وما بَاتَت تُمَثِل من أهمية استثنائية مادياً ومعنوياً، للوطن ولشرعيته، ولا أخَالُ عاقلاً يجهل مثل هذه الحقائق.
فإن ذلك، سوف لم ولن ينجح بعون الله، ولسوف ينكسِر كل ذلك التآمر وتلك الأطماع المُتعَدِدَة، والمُتْنَوِعة، الداخلية والخارجية، كما انكسرت بالأمس القريب والبعيد. فمأرب كانت ولا تزال وستظل عصِيَّةٌ على الاِنكسار، وهذا قَدَرُها.
اقراء أيضاً
مقارنة جزئية وعاجلة.. بين حكم العثمانيين وحكم الأئمة لليمن
محسن العيني.. شاهد على العصر بحق