من عادة التسويات الدولية للحروب، التركيز على وقف إطلاق النار والعمل على ديمومته، أكثر من التركيز على أسباب الحرب والحل العادل لها، حين يتعذر تحقيق ذلك من خلال الحرب؛ سواء فشلت هي في تحقيق ذلك، أم تم افشالها.. لا فرق.
ولأنها كذلك فهي- رغم أهمية وقف إطلاق النار كفرصة لنهاية الحرب- لا تخلو من خطورة..!! من حيث أن الهدنة قد تؤسس لجغرافيات المليشيا كأمر واقع، على حساب سلطة الدولة ووحدة أراضيها وسلامة مواطنيها، في ظل هيمنة المليشيات المنتصرة..
فتسوية من هذا النوع قد تكون أقسى وأمرّ من الحرب نفسها..
إلا أنه، وقبل الوصول الى تسوية من هذا النوع، أو أفضل، ستحتاج القوى الدولية الى أمرين:
- تثبيت وقف النار بشكل دائم، وهو ما تعمل عليه الآن.
- ومن ثم القدرة على جلب الأطراف اليمنية، وخاصة الحوثي، الى الحوار السياسي، والى تفاهمات الحل النهائي الذي يمكن للحوثي أن يقبله..
فالحوثي، كما أنه حجر الزاوية في الحرب، فهو أيضا حجر الزاوية في أي تسوية دولية قادمة.
اقراء أيضاً
في مستقبل الصراع اليمني بعد غزّة؟
عن فرص السلام ومخاطره في اليمن
مشاورات الخليج في مهمة صعبة