تُعزِّز الإمامة حالة الطمع لدى أتباعها، توفر لهم صبغة دينية توجب نهب اليمنيين، وعلى هذا الخط يمشون لتحقيق الاصطفاء "الآري" وتطوير وهم السيطرة على العالم. منذ ابتلاء اليمنيين بهم، وهذا هو طريقهم القويم؛ لذا عند مهاجمة منطقة ما، لا يجدون حرجاً من نهب منازل البسطاء، بل الحرج عندهم ألا يفعلوا ذلك، أن يُغضبوا الرب وزعيمهم بالحفاظ على الممتلكات، إن غيرهم كفار تأويل بما في ذلك من يقف معهم وليس منهم كما يؤصلون في بطون منهجهم. أما منازل من يواجههم، فيشبكون الألغام بأركانها، لضمان عدم بقاء زاوية سليمة لطفل، يهدُّونه للأرض كأنه بيت من بيوت الله أو دور لكتابه الكريم!.
شهوة النهب زادت مع الحوثيين وزاد معها الخراب، حتى أن أحد قادتهم الناعمين ـ يبذل كل جهده لتحسين صورة المليشيا على تويترـ لم يستطع كبح جماح نظرتهم للمنازل اليمنية، فبعد أن أقسم القيل اليماني البارز سلطان العرادة، ألا يدخلوا مأرب ولو قام حسين الحوثي من قبره، قال حسين العزي: "من تحدانا لقانا حول بيته نطوف"، وهو الحوثي الحريص على إظهار مرونة المليشيا، وخطورتها في استقطاب الأتباع أو تحييد بعض المؤثرين، بخطاب يظهر أنهم "يمنيين" ويتحلون بأخلاق العربي ونُبله وشهامة القبيلي ومروءته..
ومع الحوثي ظهر الراعي الرسمي للخراب، وامتدت شهوة النهب ورغبة التدمير إلى خارج اليمن، وكلما اتسعت رقعة المليشيا بانت عمامة الممول وانقشع التمويه من الوجوه الشائهة، تدريجياً من الأصغر فالصغير، إلى الكبير فالأكبر، فلا تسمع إلا تصفيق لابسي الجلابيات الفارسية، ثم المسؤولين من الدرجة الصفر، ثم من يليهم من ضباط الحرس الثوري، ثم أدواتهم في المنطقة، وصولاً إلى مديري الملف ثم الصف الأول إلى الإمام المرجعية!.
لا يبالون بالأتباع الذين يتساقطون طمعاً وخوفاً، أو تغريراً وجهلاً ــ باعتراف قياديين حوثيين لوكالة الأنباء الفرنسية، فقد سقط ما يزيد عن 14 ألف قتيل من الحوثيين في مأرب، خلال نصف سنة. الخسائر الهائلة في العتاد والأرواح، يخفف علينا القهر عند أي تراجع. لقد أنهكته مأرب واستنزفته، وهذا يمكن المكونات الأخرى من التقدم بأريحية؛ لكن الحوثيين يريدون أن يحصلوا على ما يطيل فترتهم، أن يغيظنا أشباهه المدللين، ثم ليظهر الممول الرسمي شامتاً ليبتز بهم العالم..
لعلكم سمعتم الخطابات الأخيرة لحسن نصر، زعيم حزب الله، تطرقه لمأرب بانتشاء، كان يضغط على راء مأرب برتة لسانه ويتبسم، قريباً سيدخل الحوثي مأغب وتنقلب موازين المعركة وتتغير خارطة المنطقة، كان ضغطه على الراء، تبختراً ليس إلا، لتسخروا على المتزيي بزي آيات فارس وليصل قرينه إلى المبتغى. ايرلو، مندوب إيران يحكم الحوثيين في صنعاء، الإيرانيون يتخاطبون مع السعودية بتعال وغرور، احتشدوا لإنهاء المعركة، ظنوا أن اليمنيين منقسمين وأن اختلافهم والتحريش بينهم البين وبينهم والتحالف، يسهل المهمة. قناة الميادين، وضعت على يسار الشاشة وسم: مأرب تتحرر. هكذا تباهوا عند تقدمهم الأخير، غير مبالين بآلاف القتلى.
أين الحوثي؟
أين ايرلو؟
أين عنتريات دهاقنة فارس؟
أين وسم الميادين اليوم؟
اختفى كل ذلك..
هاهم اليمنيون يتوحدون ويستعيدون زمام المعركة، والتحالف العربي بقيادة السعودية يذلل الصعاب من الجو، وإنا بإذن الله لمنتصرون..
اقراء أيضاً
شقة "لوكس"
القصة التلفزيونية في اليمن
والذين لا يسألون الناس