تهبط قيمة العملة وترتفع أسعار المواد المختلفة، منها المواد الغذائية الأساسية للمواطن. مأساة فوق المأساة، ولا تدري من يفكر بجدية لحل المشكلة، ولا تدري إلى من تتجه لتشكو فكتفي برفع شكواك لأرحم الراحمين.
تشن مليشيا الحوثي حرباً شعواء على الشعب، وفي مناطق سيطرتهم منعوا تداول العملة الجديدة أما القديمة فتذهب إلى جيوب المشرفين، والجديدة تذهب إلى جيوبهم أيضاً، ما يضاعف مأساة المواطن هناك، وإلى جانب منع العملة ومصادرتها لم تلتزم المليشيا باتفاق الحديدة لتتوسع الشرعية بصرف مرتبات الموظفين في مناطق الحوثيين، والمحصلة زيادة الجوعى وانتشار الشحاتين وانتفاخ كروش المشرفين وارتفاع بنايات الباباوات، لا رحموا الناس ولا خلوا فتات الشرعية يصل!.
ما يقوم به الحوثيون للشعب عامة يحد من استخدام وسائل التعبير عن الغضب على الشرعية، تخرج في مظاهرة وسط مدينة تعز وعقلك مشغول بتدبر حل، وكأن على الشعب التفكير بحلول كمخرج مشرف لقيادة الشرعية الأجلاء، الذين لم يجدوا الوقت المناسب لمناقشة هموم المواطنين واحتياجات الوطن، لأن المسؤولية تعب، وكأنهم من فرط التعب، يعيشون ربخة طويلة في الرياض.
لم يبق أمام المواطن الصالح إلا تدبر قيمة القات، والبحث عن ركن مسبوك، والاستعانة بكتلي شاي، كي يتعرق ويقوم بتجليس دماغه لالتقاط هواجس تفضي إلى منع تدهور الريال.
السبت الماضي، خرج أبناء تعز في مظاهرة ضد التدهور الاقتصادي وهبوط الريال، في أحد محلات الصرافة قام العامل بتعديل صرف الريال السعودي يدويا بمجرد سماع الهتافات، من 238 إلى 228، ولكن التراجع هذا لا معنى له، مقارنة بقيمة الريال من بداية الحرب وحتى الآن، بل بقيمته في السنة الأخيرة!
أتذكر في بداية الحرب، عندما كان البنك المركزي ما يزال تحت قبضة المليشيا الحوثية، قال عبد الهادي العزعزي بأن الله قبل ما يهلك فرعون، خسف بمركزه المالي: قارون؛ في إشارة لأهمية الإدارة المالية والاقتصادية لتحقيق النصر على الخصم، بدأت الشرعية بخطوات الإدارة المالية بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، فرحنا كثيراً بأن الشرعية نضجت وصارت تفكرـ وحدها ـ بإدارة المعركة من كافة الجوانب، لكن المحرج أن الشرعية كلما تقدمت خطوة في الإدارة المالية تدهورت العملة وألقت بأثرها المباشر على معيشة الشعب.
يبدو أن التحالف والشرعية فقدوا الحيلة، أو أنهم غير مكترثين لإدارة المعركة اقتصادياً، والكارثة أن مليشيا الحوثي هي المبادر في هذا الجانب، كما بادرت في قتل اليمنيين وتفننت في إدارة الخراب، هي أيضا من تستخدم سلاح الاقتصاد لتجويع الناس أكثر ومحاصرة أقواتهم وتوجيه ضربة لسمعة الشرعية والتحالف الداعم لها.
قرأت أن حافظ معياد، وهو محافظ البنك المركزي السابق، وأحد رجالات صالح السابقين، اقترح تشكيل لجنة لدراسة الوضع، ومن يظهر أن في جعبته حلاً يستحق الإصغاء له أياً كان، الشعب يبحث عن حل حتى من الجن.
إذا لم تمتلك الشرعية أساليب الإدارة الاقتصادية، وإنقاذ الريال، وإذا كانت النية تطويل المعركة العسكرية، فالأجدى التفاوض مع مليشيا الحوثي لإبعاد البنك المركزي عن المعركة لاعتبارات إنسانية، إذ أن من يعاني هم اليمنيون في مناطق الشرعية ومناطق الحوثيين، كما جرى في ليبيا مؤخراً.. والله الواحد يقول المقترح وهو مستحي!.
اقراء أيضاً
شقة "لوكس"
القصة التلفزيونية في اليمن
والذين لا يسألون الناس