الأنظمة المحترمة تستخدم السجون لإصلاح المخطئين، حتى الأعمال الشاقة ليست إلا حيلة لتعليم المذنب بأن هناك ما يمكن أن يعمله بدل أن يقوده الفراغ إلى الجريمة.
المليشيات والأنظمة الديكتاتورية، تستخدم السجون لنزع الأظافر، للتعذيب، لتأديب المعارضين وإرهاب من ينوي الاعتراض على طريقة إدارة المليشيات للحياة.
والخاطفون يبحثون عن الفدية.. يخوضون حربًا لأجل المال.
يا للمأساة.. النائب البرلماني المقيم في صنعاء يشعر بأنه في خطر، القاضي الذي كان، صار يحكمه ويحكم عليه متهمون، وهو الذي صفق لهم وانتقل معهم من جبهة إلى جبهة في أول الأمر.
شعور مضطرب هذا الذي يجعلك متحيراً، أن تقف مع أحمد سيف حاشد هاشم، أو أن تدعه لمواقفه وتصمت، ذلك أنه ينوي الاعتصام قرب البرلمان، وقد حمل فيما حمل، بأنه إذا تعرض لأي مكروه، فإنه لا يحمل المسؤولية سلطة الأمر الواقع في صنعاء أو أي جهة أخرى، وإنما المسؤول عبدالملك الحوثي رأساً.
حمولة ثقيلة، ذلك أن القاضي البرلماني أقرب جغرافياً وعاطفيًا بعبدالملك منا، نحن الذي نسينا شكل العاصمة صنعاء، وبدت لنا مكونة من شارع ومعتقل..
في المعتقل يتواجد أصحابنا الذين يتحاكمون ويتعذبون ويلاقون أصناف النكال.
وفي الشارع الخالي من المارة، هناك أمهات المختطفين وشقيقاتهم، يذرعن الشارع ويصرخن كما لو أنهن في صحراء، ومنذ أربع سنوات لم تلفت تلك الأصوات شفقة أحد، لا شفقة المجتمع الدولي، ولا شفقة الوسطاء المحليين، ولا شفقة عبدالملك الحوثي.
سمعنا هذا الأسبوع، خروج سبعة جنود سعوديين من معتقلات الحوثي، الأمر جيد لبناء أرضية للمفاوضات، غير أن المحزن ما تؤكده أخبار الصفقة، أنهم خرجوا السعوديين مقابل مال.
لا يوجد للمعتقلين اليمنيين أموالاً وإلا كانوا من المطلق سراحهم إذن، أنتم تحتجزون شبانًا يعولون أسر فقيرة، يجب أن تدركوا ذلك، صاحبي هشام ـ مثلاً، أوقف قيد الدراسة لسنة كاملة، عندما كنا في الجامعة، لم يستطع التكفل بالمصاريف، لقد ذهب للتجنيد وقتئذ.
لا أعرف لمن أقول هذا الكلام، ربما نجد واسطة ما، وحيال ذلك أشعر بالإحباط كلما مررت على الصرخة المكتوبة لأحمد سيف حاشد، إذا كان القاضي يصرخ خوفًا من البطش، فممن نطلب الإنصاف..
لقد أطلقتم من قبل، أبناء صالح، وسمعنا أن الحوثيين استلموا صفقة مالية كبيرة مقابل ذلك، هؤلاء كانوا في نعيم، وبكل تأكيد لم يتعرضوا للتعذيب، من يمتلك المال يملك الراحة في الأقبية حتى، كما يمتلكها في الخارج، وإذن فمن يتلقى التعذيب هم المواطنين الكادحين، البسطاء غير المذنبين، الذين لا تقف خلفهم دولة ولا قبيلة ولا تجارًا، هناك حسن عناب الذي ماتت أمه كمدًا، هشام طرموم، عصام بلغيث، اليوسفي، الشهاب، والعزيز الذي كان يذرع شوارع صنعاء ليلًا على قدميه، للاطمئنان على أصحابه والاقتراض منهم: عبدالخالق عمران.. وغيرهم.
هؤلاء الذين لم يتحرك أحمد سيف لأجلهم أبدًا، واحترامًا للإنسانية: لا تمسوه بسوء..
اقراء أيضاً
شقة "لوكس"
القصة التلفزيونية في اليمن
والذين لا يسألون الناس