ازداد الطابور واحدًا، يظن أن تنعمه في رغد العيش والتباهي بالغنى المحروس ببطائق الائتمان، يخول له التصرف بأرض ليست له، وتقسيمها كما يريد.
المعركة ليست مع الرئيس اليمني، مع أنهم يحولونها الآن معه كشخص، يقول رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان "هادي لا يستحق أن نقف معه كرئيس ولا كشخصية" يدعو الألوية المدربة عبر البطائق الائتمانية أن تواصل تمردها على هادي في شبوة، وتحذو حذو المشروع المرسوم من قبل انطلاقة معركة اليمنيين مع المليشيا: التشطير.
خلافًا لما كان في الأسابيع الماضية، عندما كانت المعركة في عدن، كانت أصوات مثل ضاحي، وخلفان، والمزروعي، والجار الله، يدعون لتشطير اليمن وينظرون لثقافتين مختلفتين في الشمال والجنوب.
كانت الحجج تتعلق بالإخوان، يعترفون بشرعية هادي وما يقومون به ليس إلا لتخليص الشرعية من شر يحيط بها.
قلب هادي الطاولة ببطء، بعد أن دعا طابور البطائق للتهدئة تحت ضغط السعودية..
وأصدر البرلمان يحمل الممولين للمجلس الانتقالي تبعات ما يجري، ثم فضحهم أمام مجلس الأمن بلا مواربة، فكان هذا التحول لمهاجمة شخص الرئيس نفسه.
هادي ليس مقدسًا.. وإدارته سيئة.. وكثيرًا ما كتبنا عنه، غير أن الهجوم الأخير من قبل شخصيات رسمية إماراتية هو نوع من غرور الغني وتسلطه، هو من قبيل الإهانة الذي يقوم به البلهاء حين ظنوا أن باستطاعتهم الاستحواذ على ممتلكات المستضعفين، وظنهم هذا راودهم لمجرد امتلاكهم ملاعق مذهبة يضربون بها على الصحون ليتسابق النُدُل متهافتين على خدمة أولي الإرادات المتخمة!
يمثل المزروعي، وهو شخصية شهيرة في الإمارات، الجانب البذيء للدولة العربية التي تعيش عام التسامح، البذاءة كسلاح دبلوماسي في عام التسامح يمكن التنظير لها من جانب سيكولوجي، لاستكناة أغوار الثري المقهور من المستضعف المشرد..
هكذا يتخيل المشهد من كان يقرأ لديستوفيسكي، ووقعت عيناه على تغريدة للمزروعي فجأة وهو يصف الرئيس هادي "بالكعله" تارة، وتارة يتفاصح من قبيل ادعاء خطورته بمعرفة قواعد الإملاء، حين يكتب "عبد ربة شاي وقهوه".
كان هذا الوصف المشين مدعاة للتجوال في حائط المزروعي، وعند تأمل تغريدات الرجل المتشعبة، فلا يمكنك أن تنظر للبذاءة التي أطلقها على هادي من نافذة الثري المقهور من ردة فعل الفقير المستضعف، المسألة ليست طبقية على الإطلاق، فما قاله المزروعي لهادي ليس شيئًا بجانب ما وصف به أم أمير قطر. نعم.. وصل الأمر في الخليج إلى الأعراض بشكل مباشر، وهذه بادرة خطرة تخرج عن أصالة العربي وشهامته، وكانت تحصد أرواحًا، أو على الأقل تقتل صاحبها، إذا ما اندلقت من لسان شاعر.
هل صارت البذاءة جزء من الدبلوماسية؟
أين العقلاء؟
وهل ندافع عن هادي، بشعور الغبن، من البذاءة الاستعلائية للمزروعي؟
لا لا.. المعركة ليست مع هادي، قد تهدأ الأمور معه، ولكن هؤلاء لديهم مشروعهم ويبحثون دائمًا عن سبب لتمديد المشروع..
أنشأوا المليشيا.. اغتالوا.. قالوا أنهم ضد الإخوان في عدن وأنهم مع شرعية هادي، اقتحموا المؤسسات وسيطروا على الثغر المدمى!
ويتحركون في شبوة، الدعم التويتري هذه المرة "علموا هادي من أنتم"؟
اقراء أيضاً
شقة "لوكس"
القصة التلفزيونية في اليمن
والذين لا يسألون الناس