يدافع غزوان عن نفسه، يصدر بيانًا، ويتلو توضيحًا للرأي العام في موقع التواصل الاجتماعي، يواكب التكنولوجيا ليبرز أنشطته وما يريد، إن احتجت شيئًا فللشاب العشريني صفحة اسمها "المكتب الإعلامي للشيخ غزوان"، وذلك لم يفعله حسين الأحمر شخصيًا وهو الذي ينشر تباريك الجمعة كل أسبوع.
على مدى أيام الأسبوع الماضي، كان غزوان هو الحكاية، الجندي الصغير الذي يمشي بموكب مهيب، اتُهم بعمل كمين لمدير الأمن، ولأن ما حدث كان كبيرًا حيث أسفر عن إحراق ثلاث سيارات، فقد ظهر غزوان ليبرر موقفه: أن الأمن لم يحترم العوائل التي كان يسعفها للمستشفى، وما حدث عيبًا لا يرضى به أحد ولا قبيلي.
"العيب" هذه الحجة التي أشهرها غزوان ورددها المتعاطفون معه. كيف ذهب الأمن للمستشفى حيث أنهم كان يسعفون "عوائل".
هناك حلقة مفقودة ينساها الشيخ الجندي، لم يتحدث أحد عن تفاصيلها، فبعد مواجهة الأمن مع غزوان واحتراق سيارتين تابعتين له، ذهب أنصاره إلى أمام مستشفى الصفوة، وهناك أحرقوا طقمًا، كان الطقم في مهمة اسعاف طفلة وأمها، بداخل الطقم طفل بعمر أربع سنوات وآخر أكبر منه، أنقذهم رجل قبل أن تصل النار إلى مقدمة السيارة، أصيب الطفل وأغمي على الأم.. أليس هذا عيبًا؟
تعد تقنية العيب، أخطر الألعاب الاجتماعية في المجتمع اليمني المحافظ، العيب يتعدى بمفهومه هذا انتهاك الأخلاق، وفي أخطر حالاته يشعل حربًا ويودي بأرواح، لتتضخم المشكلة التي قد تبدأ بشتيمة، أو تبدأ بعيب صغير، لتندلع حربًا وقتلى، وحين يتساوى عدد ضحايا الأطراف، تتحرك الأطراف المحايدة لإطفاء المشكلة بثور على سبيل المثال.
اليمني مجبول على الأخلاق، ومن هذا المدخل يجد هواة المشاكل شاقوصًا لجلب حلفاء ومتعاطفين، وفي أحسن الأحوال يجدون مشجبًا لتعليق أخطائهم وخطاياهم وما يفعلونه من فظاعات..
قال غزوان أنه غير معصوم من الخطأ، وقال أنه مستعد لتسليم نفسه لأي جهة عدا مدير الأمن. وفي البيان الغزواني الأول والتوضيحي الشفهي، كان يكرر "اعتدوا على العوائل، واحنا بالمستشفى".
لم التكرار؟ ببساطة: تركيزًا على العيب..
طيب، وما فعلته أنت، "مو حُمر"، كما يقولون باللكنة الشعبية.
للأسف، لأن تفاصيل ردة الفعل لم يذكرها أحد، ما جعل الشاب يستخدم، بذكاء، تفاصيل واقعته، ويستخدم التكنولوجيا بدبلوماسية ليظهر بمظهر المظلوم، صدق عبدالوكيل زوج أنيسة: زمن أغبر، هذا الذي يجعلنا نصف غزوان بالدبلوماسي.
لتظهر الصورة واضحة حسب رواية غزوان: تم الاعتداء علينا واحنا في مستشفى الدقاف نسعف عوائل، وفجروا السيارتين، فذهب الغزوانيون إلى مستشفى الصفوة وأحرقوا طقمًا كان يسعف امرأة وطفلة، وأصيب طفل كان بداخل الطقم".
عندما بلغ أبو العباس قمة تسلطه المتشدد، ودخل في مشاكل مع غزوان، وقفنا مع الأخير، لأن غزوان لايحمل أفكارًا متطرفة، وقفنا معه نكاية بأبي العباس كما وقفنا مع أبو العباس نكاية بالحوثيين، ولو كان هناك شرعية قوية على الأرض لما احتجنا أن نقف مع أي طرف ضد أي طرف..
على كل، غزوان حالة صغيرة يمكن حلها، حالة طارئة ستنتهي بانتهاء الحرب، وللتغلب على مصاعب حلول الخواتيم يمكن حلها الآن أفضل، تعز بحاجة إلى رجال يستخدمون شجاعتهم في مواجهة الانقلابيين، رجال يستحوذ عليهم الهم الوطني أكثر من أي مشروع آخر، غزوان بحاجة إلى أنشطة مكثفة لذلك، خاصة وأن مخه "عاده لوع" كما يقال بالشعبي..
اقراء أيضاً
شقة "لوكس"
القصة التلفزيونية في اليمن
والذين لا يسألون الناس