المعني هنا، المدينة التي ينظر إليها اليمنيون كشرارة الثورة وصانعة التغيير، ويرون فيها نموذج للدولة المدنية التي يحلمون بها .
إنها تعز المقاومة، تعز الثقافة، وتعز المزدحمة فكراً وديمقراطية.
إلى كل أبناءها وأحزابها وشخصياتها الاجتماعية .. من شعر بوجع الأسر ومعانأة الأهالي طوال فترة الحرب، ومن لم يسمع .
القضايا المصيرية والمبادئ الأساسية خطوط عريضة، يراها الجميع ويعمى عنها من ضل عن الوطنية سبيلا .
توحيد الصف لمواجهة الانقلاب على الجمهورية، ولم الكلمة في صد المشاريع الضيقة، عناوين تصدح بها قلعة القاهرة ولافتات بارزة، يحملها جبل صبر وتوزع في أذهان الساكنين كآيات تتلى .
وذاك متفق عليه إلى حد كبير إلا من سفه نفسه أو باع عقله للشيطان، وهذا نادر والنادر لا حكم له .
لكن ما نلمح له هو ما شهدته تعز في الآونة الأخيرة من الوجع الداخلي وخلل ما في البنية الأساسية ومعطيات لا تحبذ في الوضع المستقر، فكيف في ظل حرب تأكل البشر وتسحق الحياة وإن لم نشعر بهذا الوصف.
إنها الاغتيالات والقتل والحوادث والتجاوزات والمطلوبون أمنياً خارج إطار القضاء ومتهمون في حماية من المعاقبة.
وهنا خلل واضح .. أليس من المفترض القانون سيد الموقف، والمسؤولية يتحملها الجميع، وكل يقوم بواجبه، والشارع والفرد والمجتمع يعرف جيدا من قام بذلك ومن حاد الطريق .
والسكوت في مثل هذه، أمر يفتح أبواب الشر كلها .. فالشرع سن القصاص لردع القتلة من تكرار الجريمة وإنصاف الضحايا، وفي ذلك عبرة وتلك حدود الله .
وما جعل ذلك إلا لحماية المجتمع وفرض الأمن وضبط التصرفات السلبية والأعمال الإجرامية بما يضمن السكينة العامة .
فوظيفة العلماء من النصح والخطابة والتوعية بحدود وأحكام الله وخطورة ترك الجناة بلا محاكمة، و الناشطون والإعلاميون مهامهم النشر والترويج للضغط من أجل كشف الحقيقة للرأي العام، والحقوقيون والمحامون على عاتقهم فتح الملفات وتشكيل لجان ليأخذ القانون مجراه.
وعلى الأحزاب يقع عبئ أكبر في تسهيل الطريق لتطبيق النظام والقانون على الكل، وفي كل بقاع المدينة.
وختاماَ السلطة المحلية والقيادات المدنية والعسكرية بتعز .. القضية من صلب عملكم ومسؤولياتكم شرعاً وقانونا وأخلاقياً.
فلنكن جميعاً من أجل إحقاق الحق وإنصاف الضحايا وتطبيق العدالة .
اقراء أيضاً
حمود المخلافي .. بوصلة وطن
علاج الجرحى .. أولاً
في تعز.. الأمن أولاً