طفى على السطح في الآونة الأخيرة منافسة حزبية في تعز في زمن اللاصناديق، بل تطورت إلى مهاترات تُضعف من بنية الدولة التي بدأت ملامحها تتشكل مؤخراً .
بالطبع تنافس الأحزاب شيء إيجابي لكن في زمن السلم والديمقراطية والاستقرار.
أما في زمن الحرب والانقلاب، فالمفترض الكل يسعى لاستعادة الدولة التي من خلالها تعود الانتخابات والمجالس المحلية والبرلمانية، وهناك استعراض الغلبة .
على كل حال في تعز حالياً لدى الأحزاب قواسم مشتركة ، كونها تهمهم جميعاً ليضمنوا استقرار المدينة من الداخل وحمايتها من الحوثي المتربص بها من الخارج.
القواسم كثيرة، ومنها دعم مؤسسات الدولة، فالكوليرا في الوضع الصحي والبيئي السيئ تفتك بالناس بغض النظر عن البطاقة الانتخابية، وقاسم ثاني وهو العمل المشترك لدعم أجهزة الأمن حتى لا تتكاثر عصابات القتل والاغتيالات، فالكل مستهدف بلا شك .
مكسب آخر وهو الجيش الوطني صمام أمان المدينة، فالإنقلابيون يتمترسون في كل زاوية وعلى كل تبة وموقع لعله يظفر بانتصار وهمي والجميع عدو في نظر الحوثي. وما وصلت المؤسسة العسكرية إلى ما هي عليه الآن من محور وألوية وكتائب إلا بعد تضحيات جسيمة وسيل من الدماء الزكية .
فلتنطلق الأحزاب إذاً من نقاط الاتفاق وتفاصيل الاختلاف تناقش بجدية وحرص، وفي النهاية لا أحد بإمكانه إلغاء الأخر، والغلبة الحقيقة بصناديق الاقتراع في وقت السلم لا الحرب .. والمهاترات لا تجلب صوتاً انتخابيا ولا تمنح مقعداً في المرحلة الحالية، بل المخاطر تتربص بالمدنيين في مجاري السيول وعلى مشارف الحوبان وفي أكوام القمامة ومكبات الفساد .
اقراء أيضاً
حمود المخلافي .. بوصلة وطن
علاج الجرحى .. أولاً
في تعز.. الأمن أولاً