تحدث مركز ويلسون الأمريكي عن تداعيات استمرار هجمات الحوثيين ضد السفن بالبحر الأحمر على الحسابات الأمريكية الأمنية في الشرق الأوسط ، حيث أدى تصعيد الحوثيين إلى شل حركة المرور في البحر الأحمر، مما يهدد الطرق البحرية العالمية.
ونشر المركز مقالا لديفيد أوتاواي، مراسل واشنطن بوست السابق للشرق الأوسط، وترجمه "يمن شباب نت" قال فيه إنه على الرغم من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، لا تزال هجمات الحوثيين مستمرة، بدعم من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.
واعتبر بأن هذا التطور غير المتوقع يسلط الضوء على التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، لافتا إلى أنه تم التغاضي إلى حد كبير عن فشل استراتيجية إدارة بايدن في التعامل مع التحدي الحوثي بسبب تركيز واشنطن الأساسي على الحرب بين إسرائيل وحماس وإيجاد طريقة لإنهائها.
ووفقا للكاتب، فلا يزال من غير الواضح ما إذا كان التصعيد الحوثي الأخير قد جاء استجابة لطلب من إيران. حيث يعكف الإيرانيون حالياً على انتخاب رئيس جديد بعد وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث طائرة هليكوبتر الشهر الماضي.
وقال الكاتب إن مصالح حكومة الحوثيين باتت على المحك، وتحديداً الفوز بالاعتراف الدولي واكتساب النفوذ على المملكة العربية السعودية ومصر المدعومين من الولايات المتحدة، والقوتين العربيتين الرئيسيتين في البحر الأحمر.
يشار إلى أن الدولة الأكثر تضرراً من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هي مصر، التي حققت في عامها المالي الأخير (2022-2023) 9.4 مليار دولار من رسوم المرور، مما يجعلها واحدة من أهم ثلاثة مصادر لعائدات الإيرادات الأجنبية .
وأفاد صندوق النقد الدولي أن حركة السفن عبر قناة السويس انخفضت بنسبة 50% في الشهرين الأولين من عام 2024. وقدر تقرير آخر الانخفاض بنسبة 66% بين منتصف ديسمبر وأبريل.
أما الدولة الأخرى التي قد تتأثر بشكل خطير هي المملكة العربية السعودية، التي تنفق مئات المليارات من الدولارات لبناء منتجعات فاخرة للسياح على طول ساحل البحر الأحمر وبناء مدينة جديدة بالكامل تسمى “نيوم” بالقرب من حدودها مع الأردن.
ووفقا للكاتب قد تصبح عواقب ما وصفه بـ"البجعة السوداء "الحوثية أكثر وضوحًا قريبًا في واشنطن. حيث تقول إدارة بايدن إنها تقترب من التوصل إلى اتفاق أمني ثنائي مع السعودية لحمايتها من إيران.
ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق الأمني المقترح بعد، لذلك ليس من المعروف ما إذا كان الضمان الأمني الأمريكي سيمتد ليشمل حماية المملكة العربية السعودية من هجمات الحوثيين وكذلك الهجمات الإيرانية.
لكن الحوثيين وإيران حليفان وثيقان، وقد أطلقوا مئات الصواريخ على المنشآت النفطية والعسكرية السعودية خلال الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ تسع سنوات.
وأخيراً شدد الكاتب الصحفي ديفيد أوتاوا على ضرورة أن تكون المواجهة الحالية بين القيادة المركزية الأمريكية والحوثيين بمثابة تذكير واقعي بالمخاطر والتعقيدات التي تنتظر إدارة بايدن والكونغرس بمجرد أن يصبح اقتراح الاتفاقية الأمنية الأمريكية السعودية علنيًا وربما يحتاج إلى تصديق مجلس الشيوخ.
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 04 يونيو, 2024
ميرسك: استقرار سلاسل التوريد لن يتم قريباً مع استمرار التهديدات الحوثية في البحر الأحمر
الاربعاء, 29 مايو, 2024
هل تحاول روسيا استغلال الأهمية الجيوسياسية لليمن والبحر الأحمر في "حروب الممرات"؟