حذرت منظمة سام للحقوق والحريات، اليوم الثلاثاء، من خطورة المراكز الصيفية التي أعلنت جماعة الحوثي عن تدشينها هذا العام مستهدفة ما يزيد على مليون طفل ونصف من طلاب المدارس.
وشددت المنظمة في بيان لها، أن "تلك المخيمات عبارة عن قنابل موقوتة لما تتضمنه من ممارسات خطيرة مثل التعبئة الطائفية واستقطاب الأطفال للقتال الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إطالة أمد الصراع وإنشاء جيل يحمل أفكارا مسمومة".
وأشار البيان، إلى ظهور "يحيى بدر الدين الحوثي" شقيق زعيم الجماعة والمُعين كوزير للتربية والتعليم في حكومة الحوثي (غير المعترف بها) وهو يتوسط حشداً من الأطفال داخل أحد المراكز الصيفية.
وأكد أن ذلك "يعتبر تأكيدا على الحشد للمخيمات الصيفية والذي أصبح يحظى بتقدير كبير في سياسة الجماعة التي تهدف إلى ممارسة غسيل ثقافي لعقول الأطفال، وغرس التطرف والكراهية في عقولهم لأجل هذه الحرب وضمان حضانة مستقبلية".
كما أكد أن العدد الإجمالي للمستهدفين في هذه المخيمات حسب وسائل إعلامية تابعة لجماعة الحوثي "يصل إلى مليون و500 ألف طالب وطالبة، في 9 آلاف و100 مدرسة مفتوحة ومغلقة خصصتها لهذا الشأن، يعمل فيها 20000 عاملا ومديرا ومدرسا في المحافظات والمديريات".
قال توفيق الحميدي رئيس منظمة سام " إن الإصرار على هذه المخيمات والإنفاق الكبير في ظل وضع اقتصادي خانق وانقطاع الرواتب يؤكد علي إيلاء جماعة الحوثي قطاع النشء أهمية في معركتها الحالية".
وأضاف، أن الحوثية جعلت من المخيمات حسب تقارير أممية محاضن لطمس الهوية الحقيقية للشعب اليمني، ونشر ثقافة العنف، وزرع الأفكار المسمومة، والعبث بعقول الجيل الحالي.
وأوضح الحميدي، أن المخيمات الصيفية تتضمن التشجيع على الكراهية وممارسة العنف ضد جماعات محددة. وتصدر تعليمات للأطفال بالهتاف بشعار الحوثيين "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام، اللعنة على اليهود".
وأشار رئيس منظمة سام إلى أنه وفي أحد المخيمات كان الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 7 أعوام يتعلمون تنظيف الأسلحة وتفادي الصواريخ.
وقالت المنظمة في بيانها إن جماعة الحوثي لم تكتف بالشحن الطائفي ودوراتها المكثفة عبر تلك المخيمات، بل طالبت الآباء وأولياء الأمور بالمشاركة في دورات مخصصة لهم في المعسكرات الصيفية، حتى يمكنهم المساعدة في عملية التعبئة الفكرية الهادفة إلى غسل أدمغة الأطفال بأفكار متطرفة والتحريض الطائفي والمذهبي.
وأبرزت "سام" إلى أن عمليات التدشين رافقها تحركات حوثية مكثفة في أوساط المشرفين وعقال الحارات ومسؤولي المساجد وشيوخ القبائل، لمطالبة الآباء وأولياء الأمور بإلحاق أبنائهم بهذه المعسكرات.
بالإضافة إلى تبني مليشيا الحوثي، حملة إعلامية تشارك فيها قنوات فضائية وإذاعات محلية إلى جانب اللوحات الدعائية الضخمة التي نُصبت في شوارع المدن والملصقات التي وزعت على الجدران في كل الأحياء.
ولفتت أنه بالرغم من توقيع جماعة الحوثي اتفاقًا مع الأمم المتحدة يهدف إلى منع المليشيا الحوثية من تجنيد الأطفال واستغلالهم في الحروب، إلا أنها شرعت في تدشين مخيماتها الصيفية والتي تتسم بالطائفية، مستهدفة آلاف الطلاب في المحافظات الواقعة في نطاق سيطرتها.
وأشارت المنظمة إلى ما جاء في إحاطة تقرير فريق الخبراء لمجلس الأمن الصادر بتاريخ 25/1/2022، والذي ذكر أنه "تشكل المخيمات الصيفية والدورات الثقافية التي تستهدف الأطفال والبالغين جزءا من استراتيجية الحوثيين الرامية إلى كسب الدعم لأيدلوجيتهم وتحفيز الناس للمشاركة معهم في القتال".
وشدد البيان، على أن مثل هذه المراكز تُعد بمثابة قنابل موقوتة غير متوقعة النتائج لما تتضمنه من ممارسات خطيرة كزراعة الأفكار المسمومة والطائفية وحث الأطفال على القتال، إلى جانب خطاب الكراهية وإقصاء الطرف الآخر وإشراكهم بالعمليات القتالية وإنشاء جيل مُشوه هدفه القتل واتباع الأوامر.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي والدول العربية المتدخلة في الصراع اليمني إلى ضرورة ممارسة كافة الضغوطات على جماعة الحوثي لإيقاف هذه المراكز الصيفية الطائفية والتوقف عن استقطاب الأطفال.
وشددت أيضا، على أن المجتمع الدولي مطالب بإنشاء مخيمات ومراكز صيفية تُشرف عليها لجان الطفولة والتعليم التابعة للأمم المتحدة من أجل الارتقاء بأطفال اليمن بدلًا من تركهم عرضة لخطر تشويه الأفكار والإشراك في القتال.
أخبار ذات صلة
الأحد, 30 أبريل, 2023
"وثقنا اعتداءات جسدية وجنسية".. منظمة حقوقية تُحذّر من خطورة التحاق الأطفال بمراكز الحوثيين الصيفية
السبت, 29 أبريل, 2023
اليمن.. مليشيا الحوثي تدشن مراكزها الطائفية الصيفية وسط تحذيرات من مخاطرها على عقول وحياة الأطفال