انتقد هوك نيوسم، العضو المؤسس لحركة "حياة السود مهمة" تجاهل الإعلام الأمريكي والدولي لمحرقة الحوثيين ضد المهاجرين الأفارقة في صنعاء مطلع مارس الماضي.
 
وقال نيوسم في مقابلة مع صحيفة "عرب نيوز" الناطقة بالإنجليزية، "إنه صُدم لكنه لم يتفاجأ على الإطلاق من عدم وجود صرخة شديدة ضد القمع المفرط من جانب الحوثيين، وفي رأيه، كان الرد سيكون مختلفًا تمامًا لو كان الضحايا من البيض".
 
وأضاف: "هذه قضية تحتاج إلى الاهتمام، هذا شيء لا يمكن تجاهله، ولن أتجاهله، هناك 44 قتيلاً والأخبار لم تنتهي، لدي سبب قوي للاعتقاد بأن الاخبار لاتُولي اهتماما لأنهم من السود، من واجبي القتال من اجل السود في جميع أنحاء العالم ".
 
وتابع العضو المؤسس في حركة "Black Lives": "تعتبر الوفيات المروعة لعشرات المهاجرين الإثيوبيين في مركز احتجاز بصنعاء، دليلاً آخر على وجود العنصرية ضد السود في كل قارة".
 
ومضى يقول إن المأساة في اليمن تظهر الحاجة إلى التضامن العالمي الأفريقي، مشيراً إلى "إن شيطنة السود وتشويه سمعتهم يحدث في كل قارة على حدة".
 
وقال نيوسوم، إنه يشعر بالذهول من قلة الغضب العام، حتى بين صفوف فروع حركته في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
 
وأضاف: "أنا أزعم بشدة أنه إذا كانت هذه مجموعة من الأشخاص البيض الذين تم وضعهم داخل حظيرة واحدة وكانت هناك صواريخ ومقذوفات أطلقت على هذا المبنى وتوفي 44 شخصًا وكان الأشخاص الذين كانوا يحاولون الفرار يدوسون فوق الجثث، فسيكون هذا مسألة ذات اهتمام دولي، لكن العنصرية في وسائل الإعلام وعلى المسرح العالمي تجعل هذه القضية ليست مهمة..أين الاهتمام الوطني؟ ".
 
وقارن نيوسوم بشكل مباشر بين المواقف العنصرية التي سمحت لرجال الشرطة الأمريكية وميليشيات الحوثي على حد سواء بقتل السود المحتجزين لديهم: "السود الأبرياء الذين يطلبون اللجوء، والسود الأبرياء الذين يبحثون ببساطة عن عمل، يُقتلون ... لأنهم طالبوا بمعاملة أفضل، هذا هو ما لدينا من مشكلة، وهذا ما يجب أن يواجه معه العالم مشكلة أيضًا ".
 
وتابع: "عندما أفكر في أشخاص في مساحة صغيرة يتعرضون للهجوم بأسلحة من الدرجة العسكرية ولديهم عدم القدرة على القتال ويكافحون من أجل البقاء، فإن ذلك يحطم قلبي، يجب أن يكسر قلب أي شخص اخر ".
 
ولعب نيوسوم دورًا رئيسياً في الحركة العالمية التي هزت المدن الأمريكية منذ مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في مينيابوليس في 25 مايو 2020.
 

وأمس دعت الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة ومنظماتها بإدانة واضحة لتعامل الحوثي "العنصري" مع اللاجئين الأفارقة.
 
واعتبر مستشار رئيس الجمهورية، عبدالملك المخلافي، في تغريدات على صفحته بموقع "تويتر"، تعامل ميليشيا الحوثيين العنصري مع اللاجئين الأفارقة وجرائمها في حقهم "امتدادا لجرائمها وعنصريتها في حق اليمنيين".
 
وقال: "الأمم المتحدة ومنظماتها، التي عرف أمينها العام أنطونيو غوتيريش أخلاق اليمنيين في التعامل مع اللاجئين، مُطالَبة بإدانة واضحة لتعامل الحوثي العنصري مع اللاجئين الأفارقة وجرائمهم في حقهم التي هي امتداد لجرائمهم وعنصريتهم في حق اليمنيين".
 
وأكد مستشار الرئيس اليمني أن ما يحدث في صنعاء للاجئين الأفارقة من قبل الحوثيين "ليس من أخلاق اليمنيين".
 
وكانت مليشيا الحوثي قد أحرقت في السابع من مارس الفائت، مئات المهاجرين الأفارقة وفق تقارير حقوقية في هنجر احتجاز بصنعاء، واعترفت المليشيا لاحقاً بمقتل 44 شخصاً وإصابة المئات في حادث وصفته بـ "العرضي".
 
وخلال اليومين الماضيين أقدمت مليشيا الحوثي على تهجير مئات المهاجرين من صنعاء ونقلهم إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية في المناطق المحاددة بين تعز ولحج.