وصف الباحث والخبير الإستراتيجي اليمني الدكتور علي الذهب، زيارة وزير الخارجية والمغتربين اليمني إلى الإمارات الاسبوع الماضي بـ"التحول المفاجئ" لعلاقة الحكومة اليمنية مع الإمارات.
وأشار الدكتور الذهب في مقاله المنشور في صحيفة "العربي الجديد"، تحت عنوان "أثمان تقارب يمني إماراتي"، إلى زيارة بن مبارك إلى أبو ظبي، الثلاثاء الماضي، ولقائه بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، والتطرق إلى التصعيد العسكري لجماعة الحوثي إزاء محافظة مأرب، وتعثر استكمال تنفيذ الملحقين، العسكري والأمني، لاتفاق الرياض.
ولفت الذهب، إلى أن هذه "الزيارة جاءت بعد أقل من شهر على إصدار فريق خبراء مجلس الأمن تقريره السنوي عن حالة عام 2020، وجاء فيه إن الإمارات تُعدُّ أولى الجهات الخارجية الفاعلة الداعمة لعدد من الكيانات المناوئة للحكومة اليمنية، وأن ذلك يهدّد السلام، والأمن، والاستقرار، وأنها "تتصرّف بشكل يتنافى مع روح قرار 2216".
ورجّح الذهب، أن الحكومة أرادت من خلال هذه الزيارة، التوجه المباشر إلى الممول والمحرك الحقيقي لبعض الكيانات التي وصفها تقرير فريق الخبراء بأنها تهدد السلام والاستقرار في اليمن، وهي الإمارات؛ بعد عجز الحكومة احتواء تلك الكيانات بالقوة، في اشارة إلى المجلس الانتقالي.
وأكد الدكتور الذهب، أن "العروض التي يمكن أن يقدّمها اليمن ثمنًا لتجاوز الخلاف بين البلدين لن تضع حدًا لمطامع الإمارات، ما لم يحقق لها ذلك طموحها الاستراتيجي المتمثل في وجود عسكري دائم، متعدّد الأغراض، في الجزر اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية".
وأشار إلى معوقات هذا التقارب بين الطرفين أبرزها، المصالح السعودية التي لا يمكن تجاوزها، اضافة إلى وجود "عائق داخلي يتمثل في موقف حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يُعدّ الأقوى، سياسيًا وعسكريًا، على الأرض التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، والذي لا تلتقي مصالحه مع مصالح الإمارات عند أي نقطة في الوقت الراهن".
واستدرك: "أن الإمارات لا تزال لديها القدرة على المناورة طويلًا، من خلال وكلائها المحليين الذين أنفقت عليهم بسخاء، وتنتظر منهم ردّ هذا الدَّين، فضلًا عن احتفاظها بقواتٍ رمزيةٍ في عدد من المناطق الاستراتيجية، مثل ميناء بلحاف (شبوة) ومطار الريان (المكلَّا - حضرموت)".
وقال الذهب: ليست مصادفةً أن تتزامن هذه الزيارة مع استكمال الإمارات تفكيك قاعدتها العسكرية في ميناء عصب الإريتري، وما يثار بشأن استقرار أجزاء من معدّاتها وجنودها في جزيرة ميُّون التي تخضع لقوات يمنية موالية للإمارات.
ولفت إلى أنه "وبينما كان وزير الخارجية بن مبارك يعقد لقاء مع نظيره الإماراتي، في أبوظبي، أوقفت سلطات ميناء حديبو في سقطرى إفراغ شحنة مجهولة المحتوى تقلُّها سفينة إماراتية، وتحفظت على سياراتٍ، قالت إنها معدَّة لأغراض عسكرية، وسبق إفراغها من السفينة ذاتها".
وأضاف: "في الوقت ذاته، لوحظ قيام قوات إماراتية كانت متمركزةً في منطقة العَلَم، في محافظة شبوة، بإخلاء مواقعها، وسحب معدّاتها إلى ميناء منشأة بلحاف الغازية الاستراتيجية، في محافظة شبوة نفسها، ما يثير الجدل بشأن الوجهة التالية لها".
وتساءل: هل يرتبط ذلك بزيارة وزير الخارجية اليمني إلى الإمارات، والتفاهمات التي تمخضت عنها، سيما أن هذه القوات، وأخرى مثلها، لا تزال متمركزة في منشأة بلحاف، ومطار الريان في المكلا، تشكل عائقًا كبيرًا أمام خطط التنمية التي تضطلع بتنفيذها السلطات المحلية في محافظتي شبوة وحضرموت، بل والحكومة اليمنية برمتها.
أخبار ذات صلة
الخميس, 25 فبراير, 2021
الإمارات تدفع بتعزيزات عسكرية إلى سقطرى والمحافظ يحمّل التحالف المسؤولية
الجمعة, 29 يناير, 2021
فريق الخبراء: الإمارات تدعم كيانا يهدد الأمن والسلام ويقوض وحدة اليمن