في اليوم الثالث لمحادثات جنيف، تلوح بوادر غير مُبشرة بشأن نجاح الخطة الأممية من أجل التقدم في ملف "الأسرى والمختطفين"، والإفراج عن الآلاف الذين يقبعون في سجون الطرفين، في ظل تسريبات إعلامية حوثية تشكك في القوائم التي قدما وفد الحكومة الشرعية.
ولم تحقق المفاوضات أي اختراقات جوهرية، في حين بدأت بوادر فشل للمحادثات، بعد اتهامات جماعة الحوثيين للحكومة المعترف بها دولياً بتقديم كشوفات تضم أسماء وهمية وغير معروفة، ونقلت قناة "المسيرة" الحوثية "أن الوفد الحكومي "قدّم أسماء وهمية وغير معروفة ضمن الكشوفات التي رفعت من جانبهم"، لافتة "أن الساعات المقبلة ستكون حاسمه".
ويعد المختطفين والمخفيين قسراً من الانتهاكات الواسعة التي نفذتها ميلشيات الحوثي منذ سيطرتها على عدد من المحافظات عقب 21 سبتمبر 2014، حيث اختطفت الآلاف وأخفت قسراً المئات منهم ولا يعرف مصيرهم، منهم السياسي محمد قحطان، وعشرات آخرين.
محاولة حوثية لإفشال المفاوضات
وأبدى مصدر حكومي، تخوف وفد الحكومة الشرعية المفاوض من أن تكون التصريحات الحوثية مقدمة لإفشال المفاوضات التي يعول عليها المجتمع الدولي أن تكون مقدمة لوقف الحرب "وذلك ليس ببعيد". بحسب ما نقلت صحيفة "العربي الجديد".
ونفي المصدر "أن يكون الوفد الحكومي قد قدّم أسماء وهمية، أو غير معروفة في الكشوفات التي ما يزال العمل جاريا على تبادلها، لليوم الثالث على التوالي".
وأضاف "قدمنا لهم كشوفات بأسماء أسراهم لدينا ولكن الوفد الحوثي لا يريد جميع الأسرى، بل يبحث عن أسماء محددة لقيادات ميدانية ويتجاهل مقاتليهم العاديين الذين يصفهم بالوهميين".
وعلى الرغم من التسريبات التي نشرتها وسائل الإعلام الحوثية، أكد المصدر الحكومي، أن وفد الشرعية "لم يتسلم بعد أي رد رسمي من قبل الوفد الحوثي رداً على الكشوفات التي قدمتها الحكومة"، لافتاً إلى أن عملية التبادل لازالت قائمة حتى نهاية جلسات اليوم الأحد.
رفض الافراج عن الأربعة السياسيين والعسكريين
إلى ذلك رفض وفد مليشيا الحوثي الإفراج عن المختطفين الأربعة المشمولين في قرار مجلس الأمن الدولي، وهم: "وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، واللواء ناصر هادي شقيق الرئيس هادي، واللواء فيصل رجب".
وتم التوصل لاتفاق مبدئي يتضمن الإفراج عن كل واحد منهم على حدة ضمن عدة مراحل للتبادل، وسيكون اللواء هادي ضمن المرحلة الأولى. وفق ما نقل الصحفي "فارس الحميري" عن مصدر في المفاوضات.
وانطلقت المحادثات الجمعة الماضية، في مدينة جنيف، وتشهد أيام المحادثات التي من المتوقع أن تستمر لمدة أسبوع، 3 جلسات منفصلة بشكل يومي، برئاسة نائب المبعوث الأممي إلى اليمن، معين شُريم، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث وتأمل الأمم المتحدة، أن تنجز الأطراف اليمنية تفاهمات نهائية لتنفيذ أكبر صفقة تبادل بواقع 1420.
وفي أبريل الماضي، توصل الطرفان إلى اتفاق في العاصمة الأردنية بإشراف من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، نص على "تبادل إطلاق 1420 شخصا في المرحلة الأولى، وصولا إلى إطلاق الكل مقابل الكل عبر مراحل أخرى"، ومنذ ذلك الحين، والاتفاق تعثر تنفيذه، وسط اتهامات حكومية لحوثيين بالتعنت والمراوغة، ومحاولة التملص من التنفيذ.
ويأتي هذا الملف ضمن اتفاق ستوكهولم الذي توصلت إليه الحكومة والحوثيين 13 ديسمبر 2018، والذي يضم ملفات أخرى منها "اتفاق الحديدة" والذي مازال متعثر وسط اتهامات حكومية باستغلال الحوثيين للاتفاق لشن هجوم على جبهات أخرى تتبع الحكومة الشرعية.
أخبار ذات صلة
الأحد, 20 سبتمبر, 2020
الوفد الحوثي بمحادثات جنيف يرفض الإفراج عن قحطان وبقية المشمولين بقرار مجلس الأمن
السبت, 19 سبتمبر, 2020
"محادثات جنيف".. تواصل تبادل قوائم المعتقلين وجدل حول تواجد محافظ "بنك الحوثيين"
الخميس, 17 سبتمبر, 2020
أمهات المختطفين تطالب بإطلاق ذويهن ورد الاعتيار لهم وإغلاق السجون السرية