تنوعت ردود الأفعال المحلية والدولية حول ما توصلت اليه الاطراف اليمنية مؤخراً في مشاورات السويد، ما بين التفاؤل باعتباره انجازاً دبلوماسياً واختراقا مهماً على طريق حلحلة الوضع في اليمن وإنقاذ البلد من الكارثة الانسانية الاسوأ في العالم، وبين التخوف من الفشل المحتمل لما تم التوصل اليه نظراً لمعضلات واقعية لاتزال تعترض طريق السلام في اليمن.
 
وتابع "يمن شباب نت" عدد من الصحف الدولية الشهيرة، حيث تباينت آراء وتعليقات كبرى الصحف العالمية الشهيرة بخصوص اتفاق الاطراف اليمنية بمشاورات السويد التي انتهت الخميس الماضي. 

وهنا ينشر "يمن شباب نت" ترجمة خاصة لأبرز وأهم ما ورد من أراء الصحف الدولية بهذا الشأن: 
 
صحيفة واشنطن بوست الامريكية نشرت تقريرا تحت عنوان: "في اليمن شعاع نور يبرز وسط ظلام الحرب"، أشادت فيه باتفاق ستوكهولم، الذي رأت بأنه "منح ملايين اليمنيين شريان حياة باعتباره يمثل إنجازاً كبيراً في صراع قاتم محتدم منذ أربع سنوات، تسبب في انهيار اقتصاد البلد الذي يعاني بالفعل من الفقر المدقع وأدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
 
ومع ذلك رأت الصحيفة أن "هناك العديد من الأسباب التي تثير الشكوك حول الاختراق الدبلوماسي الحالي"، مستشهدة بهذا الصدد بتجارب سابقة في الماضي، حيث "وافقت الأطراف المتحاربة في اليمن على اتفاقات سابقة حول وقف إطلاق النار وتقاسم السلطة وغيرها من الهدنات".
 
وعليه، أشارت الى "أن هنالك أمل ضئيل بأن تأثير القوى الخارجية ربما يميل الآن إلى التوجه باليمن نحو مسار أكثر استقراراً".
 
 وقال المحلل في الصحيفة الامريكية، كريم فهيم: "لقد كانت الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار تنهار بسرعة"، بيد أنه لفت الى أن "الآونة الاخيرة شهدت ضغطاً دولياً أكبر على الأطراف المتحاربة لتهدئة القتال".
 
أما صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، وبالطريقة ذاتها، بدأت بالإشادة بإتفاق وقف النار في الحديدة، الذي وصفته بـ"الخطوة الاكبر في طريق السلام منذ سنوات من الحرب الكارثية".
 
إلا أنها أعتبرت أن بنود الاتفاق التي أعلن عنها السيد غوتيريش "غامضة في بعض اجزاءها"، مع الحديث عن "إعادة الانتشار" المتبادل لوقف القتال في الحديدة وكذلك "الدور القيادي" للأمم المتحدة في المدينة - حسب تعبير الصحيفة.
 
وقالت الصحيفة إن "محللين" حذروا من أن العديد من اتفاقات السلام السابقة قد انهارت بسرعة. لذلك، شددوا على أن هناك حاجة إلى عمل دولي متظافر وعاجل للحفاظ على هذه المبادرة من مصير مماثل بالفشل.
 
وعللت الصحيفة الامريكية، الاحساس الدولي بالحاجة الملحة للتحرك حول اليمن، بأنه كان ناجماً عن تحذيرات أطلقتها العديد من المنظمات الانسانية، من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، جراء استمرار الحرب في اليمن.
 
وبشأن ما افضت إليه مشاورات استوكهولم من اتفاقيات، ترى النيويورك تايمز بأن "الكثير سيعتمد على ما يجري على الأرض في اليمن، نظراً لعجز محادثات السلام السابقة عن تحقيق كل ما كان يأمل منظموها".
 
"صحيفة الغارديان" البريطانية نشرت مقالا للكاتب "باتريك وينتور"- محرر الشؤون الدبلوماسية في الصحيفة، تسائل فيه عن مدى قدرة الأمم المتحدة على إدارة ميناء الحديدة؟ حيث أعتبر أنه "في حال فشلت في ذلك، سيبقى خطر استمرار القتال من أجل السيطرة على الميناء قائماً". بدورها تساءلت
 
وأشار الكاتب الى أنه "ونظرا إلى شكوك الطرفين في أن الطرف الآخر لن يحترم الاتفاقيات التي يتم التوصل إليها، فقد سعى غريفيث لوضع خطط تفصيلية للتنفيذ في محاولة منه لمنع حدوث تراجع ما".
 
مجلة "فورين بوليسي" الامريكية، نشرت من جهتها مقالا تحت عنوان "هل تتجه معاناة اليمن نحو النهاية اخيراً؟"، للخبير الدبلوماسي كولن لاينش بأن "إعلان غوتيريش التوصل لاتفاق حول الحديدة، قدم اخباراً جيدة ونادرة بخصوص صراع انزلق بأفقر دولة بالشرق الأوسط لتشهد أسوأ كارثة انسانية في العالم".
 
ومثل سابقاتها أشادت المجلة باتفاق استوكهولم، الخميس الماضي، الذي قالت إنه شكل "انجازاً دبلوماسياً للأمم المتحدة"، إلا أنها أشارت إلى وجود مخاوف لدى مسؤولين من اندلاع الحرب مجدداً.
 
ونقلت عن الباحث الامريكي في الشأن اليمني غريجوري جونسن قوله إن قيادة الحوثيين في منأىً عن أي شعور "بنقص الغذاء وشح الدواء الى حد كبير في هذه الحرب"، مضيفاً "ومن يدفع الثمن هم المدنيين وحدهم".
 
أما مجلة "ذا ايكونوميست" البريطانية، فتحدثت عن آمال خافته بانتهاء الحرب في اليمن، مع أنها رأت بأن اجتماع الاطراف بحد ذاته "يمثل انجازاً".

غير أن المجلة، التي رأت بأنه "لاتزال هنالك عقبات كثيرة امام السلام"، أعربت عن أملها في أن "يخفف الاتفاق من حدة المعاناة في اليمن". ولفتت إلى أن "الحوثيين مكروهين على نطاق واسع، ومتهمون بتعذيب السجناء واقامة دولة بوليسية".
 
واختتمت الصحيفة مقالتها بالإشارة إلى أن "تنفيذ الاتفاق سيكون صعباً، نظراً لغياب الثقة بين الاطراف". في الوقت الذي نوهت فيه إلى أن "الكثير من اليمنيين لم يعد يهمهم من المنتصر، لكن انهاء القتال سيشكل البداية فقط. حيث ان الحل السياسي سيستغرق بعض الوقت ولا يوجد سوى الامل بحصول الافضل".