دعا كاتب سعودي مقرب من الديوان الملكي إلى تقارب السعودية مع إيران فيما يخص اليمن، عقب الأزمة التي تعيشها الرياض عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول مطلع الشهر الجاري، وما نتج عن الحادثة من تداعيات دولية تطالب بمعاقبة السعودية.
 
وقال الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد "إذا أراد الإيرانيون أن يحصلوا على حل في اليمن، فإنه ربما هذا هو الوقت المناسب دون أن يتوقعوا أن يحصلوا حتى على نصف انتصار" في إشارة إلى قبول السعودية التي تقود التحالف تسوية مع الحوثيين.
 
وأضاف في مقال له بعنوان  «مكاسب إيران في أزمة خاشقجي» اليوم الثلاثاء في صحيفة "الشرق الأوسط" أن الحل في اليمن سيكسب شيء من الشراكة لحليفهم الحوثي (أي إيران) في المشروع السياسي ممكن بناؤه في اليمن في مشروع الحل الموعود.
 
وأشار "عادة في السياسة تخلق الأزمات الفرص، وإيران المحاصرة تعرف ذلك وسبق لها واستفادت من غزو صدام للكويت بالتقارب مع السعودية، لكن محنة السعودية مؤقتة ومدة صلاحيتها محدودة".
 
وعن احتمالات انفتاح الرياض على إيران قال الراشد "هامش المناورة دائماً متاحاً دون القفز على المصالح العليا. قد تكون لدى طهران رغبة في إصلاح العلاقة مع السعوديين لأسباب لا علاقة لها بأزمة خاشقجي".
 
وتابع "اكتشفت طهران أنها في الوقت الذي تريد فيه أن تكسب فيه سوريا أصبحت مهددة بأن تخسر العراق كما بينت نتائج الانتخابات الأخيرة. وإن الحرب في اليمن رغم قسوتها وتكاليفها لم تمنح طهران ما كانت تحصل عليه من «حماس» في غزة أو «حزب الله» في جنوب لبنان" على حد تعبيره.

ويعد الكاتب الراشد من أبرز المثقفين السعوديين المقربين من الديوان الملكي السعودي، حيث كان رئيسا لقناة العربية وصحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن، والتي تعد من كبريات وسائل الإعلام السعودية الغير الرسمية.

منذ بداية أزمة مقتل جمال خاشقجي وإيران تتحاشى التعليق واتخاذ المواقف الرسمية، وإن كانت وسائل إعلامها جعلت الحادثة مادة يومية يشاهدها الملايين على موائد العشاء في تلفزيونها الرسمي، بحسب الراشد.
 
ومنذ مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين أول الجاري، في القنصلية السعودية في إسطنبول تدعو أمريكا دول الإتحاد الأوروبي إلى معاقبة الرياض على الجريمة التي اعترفت بها مؤخراً وقالت انها تحقق من 18 متهم بالجريمة، وطالب أردوغان اليوم الثلاثاء السعودية إلى قبول محاكمة المتهمين في إسطنبول.