فجأة ودون سابق إنذار، سارع الحوثيون إلى مغاسل السيارات وعمال التنظيف الذين يعملون بهذه المهنة على أرصفة شوارع العاصمة صنعاء لإزالة الطلاء الأخضر من سياراتهم كي لا يسهل تمييزهم بعد تصاعد الاشتباكات مع حليفهم صالح منذ الأربعاء الماضي.
 
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر عمالا في مغاسل السيارات وعلى أرصفة الشوارع وهم يقومون بغسل اللون الأخضر من سيارات الحوثيين ومنها نوع هايلكوس وفيتارا وتاكسي.
 
ويُعتقد أن وراء هذا الموقف الذي يعكس خوفا من تمييزهم وبالتالي الانتقام منهم في الشارع تسارع الأحداث التي شهدتها صنعاء منذ الأربعاء وبلغت ذروتها اليوم السبت عندما دعا حليفهم صالح أنصاره لقتال الحوثيين وتمكنه من السيطرة على معسكر 48 الذي كان تابعا للحرس الجمهوري في منطقة السواد جنوب العاصمة.
 
وتفاعلت العديد من الشخصيات على مواقع التواصل مع الصور المتداولة وطغى على تعليقها السخرية واعتبرها البعض تعبيرا عن حالة التخفي التي يلجأ لها الحوثيون كلما شعروا بالخوف والتهديد الوجودي ويستدل هؤلاء بإزالة الشعارات في المناطق التي حضورهم فيها ضعيف.
 
وكتب خالد الرويشان وزير الثقافة السابق، على حسابه بتويتر قائلا" اندحار الاخضر من شوارع صنعاء.. يزيلونه حتى من السيارات!" مضيفا" سنحتاج لمعجزات وسنوات كي نغسلها من أدرانها بالضوء واحترام القانون والمواطنة والمعرفة..وقبل ذلك بالصابون!".

 
أما د. عبدالقادر الجنيد الطبيب والناشط السياسي الذي تعرض للاختطاف لعدة أشهر، فكتب على حسابه بتويتر" ميليشيا الحوثي يغسلون اللون الأخضر من عرباتهم، كي لا يسهل تمييزهم".
 
وأشار إلى أن هذه الخطوة جاءت تزامنا مع الحرب التي يخوضونها مع قوات صالح.

 
وخلال الأيام الماضية طغى اللون الأخضر على المباني واللوحات الإعلانية واللافتات العملاقة، التي تميّزت بصبغة خضراء على جنبات الشوارع الرئيسية والطرقات العامة، بالإضافة إلى السيارات والشوارع والأرصفة والمنازل والمحلات التجارية كتقليد سنوي اعتاد الحوثيون على القيام به مع احتفالهم بالمولد النبوي.
 
وهذا اللون هو السائد على شعارهم المعروف بـ" الصرخة" واستخدامه بكثافة بهذه المناسبة محاولة إعلامية توهم الآخرين بقوة انتشارهم وقبول الناس لهم.