تشهد مدينة المكلا بمحافظة حضرموت (شرق اليمن) انقطاعات متكرر للتيار الكهربائي لساعات طويلة وسط استياء كبير من قبل المواطنين، أفسدت عليهم اليوميات الروحانية لشهر رمضان، في ظل فشل السلطات في معالجة المشكلة. 

 ووصلت ساعات انقطاع الكهرباء إلى أكثر من 15 ساعة يومياً، بالتزامن مع بدء الصيف وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في المدينة الساحلية، والتي تعد العاصمة للمحافظة الأكبر مساحة في اليمن. 

وأدت الانقطاعات المتكررة والطويلة للكهرباء، إلى خروج احتجاجات شعبية غاضية خلال الأسبوعين الماضيين في مديريات الساحل، وعملوا على قطع الشوارع وواصلوا تصعيدهم وصولاً إلى قطع الطريق الدولي الساحلي في مديرية الريدة شرقي المحافظة، ومنع شاحنات النقل من المرور. 

وقالت الصحفية من مدينة المكلا (أماني خليل): " تتفاقم معاناتنا في مدينة المكلا جرَّاء انقطاع الكهرباء، ووصلنا إلى حد لم يعد بمقدورنا تحمله في ظل أزمات ومعاناة متتالية لا نكاد نفيق من إحداها حتى نتفاجأ بالأخرى". 

وأضافت في حديث لـ"يمن شباب نت: "سكان المدينة اعتادوا على انقطاعات متكررة للكهرباء لاسيما في شهر رمضان، ومع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ولا يوجد أي حلول". 

وقالت:" للأسف الشديد انقطاع التيار الكهربائي مأساة قديمة تتجدد باستمرار دون وضع حلول جذرية لحل هذه الأزمة التي طالما سمعنا من الجهات المعنية بذلك من قرارات وتوصيات من شأنها الإسهام في وضع معالجات عاجلة لوضع الكهرباء لكن دون فائدة". 

وتسببت الانقطاعات المتكررة للكهرباء في المكلا بمعاناة جديدة للمواطنين، حيث زادت انقطاعاتها مع بداية شهر رمضان والذي تزيد فيه حاجة المواطنين للكهرباء. 

ويقول أحمد العمودي - مواطن من مدينة المكلا - "نحن في مدينة المكلا محرومون من أبسط الخدمات ومن ضمنها الكهرباء، انقطاعات مستمرة وبصورة ممنهجة لا مراعاة للمرضى ولا للمسنين والأطفال، نفطر في هذا الشهر المبارك على ضوء الشموع، ناهيك عن حرارة الجو، ولا نهنأ بنوم ولا راحة، خاصة ونحن في شهر رمضان". 
 

تبرير السلطة 

لا تختلف المبررات التي تسردها السلطة المحلية للمواطنين عن سابقاتها في الأعوام الماضية، وتبقى المشاكل نفسها بلا حلول، وقالت المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت "أن الانقطاعات المتكررة تأتي بسبب قلة الوقود والعجز في القدرة التوليدية في المحافظة". 

وأشارت في بيان: "أن كمية الوقود الواردة لمحطات شراء الطاقة التي تعمل بوقود الديزل غير كافية لتشغيل الكهرباء لمدة 24 ساعة"، ولفتت "أن هناك عجز كبير في كهرباء ساحل حضرموت إلى جانب التوليد، نظراً لخروج محطات التوليد الحكومي عن الخدمة". 

وأكدت المؤسسة أنها خاطبت الحكومة والجهات المسؤولة لتوفير الوقود، وكذلك صيانة المحطات الحكومية، وتم طرح لهم الحلول السريعة الممكنة ومنها تجديد عقود شركات الكهرباء، "لكن لا توجد أي استجابة" بحسب ما ذكر البيان. 

وفي وقت سابق قام محتجون بقطع الشوارع الرئيسية بالمكلا، وأضرموا النيران في الإطارات، منددين بالانقطاعات المتكررة للكهرباء لساعات طويلة، وما تزال الكهرباء في انقطاعات مستمرة والتي حدَّت من فرحة المواطنين بالشهر الفضيل.