أصدر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، اليوم الخميس، أمراً أميرياً بتعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح رئيساً لمجلس الوزراء، وتكليفه بترشيح أعضاء الحكومة الجديدة، بحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
ويعود الشيخ محمد صباح السالم الصباح (68 عاماً)، نجل أمير الكويت السابق الحاكم الثاني عشر، الشيخ صباح السالم المبارك الصباح، إلى الحكومة من جديد، بعد غياب دام أكثر من 12 عاماً، عندما استقال في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2011 من منصبه وزيراً للخارجية، في استقالة وُصفت بـ"التاريخية" من قِبل الشارع الكويتي، قيل إنها جاءت احتجاجاً على اتهامات طاولت رئيس الوزراء السابق آنذاك، الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، بضلوعه في قضايا فساد مالية، تتعلق برشوة عدد من أعضاء البرلمان، في قضية عُرفت محلياً باسم "الإيداعات المليونية".
وفي حينها، قاد أعضاء المعارضة في مجلس الأمة (البرلمان)، أبرزهم النوّاب السابقون مسلّم البراك وفيصل المسلم وجمعان الحربش، حراكاً احتجاجياً ضخماً ضد رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح، وأدى استمراره متأثراً بزخم أحداث الربيع العربي، إلى المطالبة للمرة الأولى في تاريخ البلاد بالإطاحة برئيس مجلس الوزراء من منصبه، وهو ما تحقق بعد اقتحام المعارضة مبنى البرلمان في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2011، بعد نحو شهر تقريباً من استقالة الشيخ محمد صباح السالم عن منصب وزير الخارجية.
وأكسب قرار الاستقالة، حينها، الشيخ محمد صباح السالم الصباح شعبية واسعة في الشارع الكويتي، وظلّ اسمه يُطرح طوال الأزمات السياسية الحادة بين الحكومة والبرلمان، التي شهدتها الكويت في الأعوام الماضية، كشخصية توافقية عليها شبه إجماع شعبي، وقادرة على إنهاء مسلسل الصراع السياسي، وإدارة حكومة إصلاحية في البلاد.
ووُلد الشيخ محمد صباح السالم الصباح في 10 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1955، وحصل على تعليمه العالي في الولايات المتحدة الأميركية، وتخرّج بدرجة بكالوريوس آداب في تخصص علم الاقتصاد مع مرتبة الشرف في كلية "كليرمونت" في كاليفورنيا عام 1978، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد ودراسات الشرق الأوسط من جامعة "هارفرد" عام 1985.
ومارس الشيخ محمد صباح السالم العمل الأكاديمي في بدايات حياته العامة، حيث كان معيد عضو بعثة في قسم الاقتصاد بكلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الكويت في الأعوام بين 1979 و1985، ثم عُيّن عام 1985 أستاذاً في الاقتصاد في نفس الكلية، قبل أن يُنتدب إلى معهد الكويت للأبحاث العلمية من عام 1987 إلى عام 1988.
وخلال فترة الغزو العراقي على الكويت عام 1990، شغل الشيخ محمد صباح السالم عضوية وفد المؤتمر الكويتي الشعبي، وكان من الأعضاء الذين أُوكلت إليهم مهمة زيارة دول أميركا الشمالية، لكسب التأييد الدولي من أجل تحرير البلاد، كما كان عضواً في المجلس الاستشاري الأعلى الذي نسق أعمال حكومة الكويت في المنفى أثناء الاحتلال العراقي، وعضواً في لجنة إعادة الإعمار، ما أكسبه حضورا سياسيا وازنا بين أبناء الأسرة الحاكمة، وهو ما انعكس على أدواره بعد التحرير عام 1991.
وعُيّن الشيخ محمد صباح السالم الصباح بعد تحرير الكويت، تحديداً في يناير/ كانون الثاني 1993، سفيراً للكويت لدى الولايات المتحدة، وعمل في هذه الفترة على التركيز من قلب واشنطن على الطابع الديمقراطي للحكم في الكويت في العلاقات مع المجتمع الدولي، وقضية الأسرى الكويتيين في السجون العراقية، والتأكيد على التهديد المستمر من قِبل النظام العراقي في عهد الرئيس صدام حسين. واستمر الشيخ محمد صباح السالم في منصبه هذا إلى أن عُيّن وزيراً للدولة للشؤون الخارجية في مطلع عام 2001.
وفي عام 2003، وبعد فصل منصب ولاية العهد عن منصب رئيس مجلس الوزراء في الكويت، في ظل الحالة الصحية الحرجة لوليّ العهد آنذاك، الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، وتولّي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح منصب رئيس الحكومة، عيّن الأخير الشيخ محمد صباح السالم الصباح وزيراً للخارجية، ليُصبح أول من يتقلّد منصب وزير الخارجية بعد الشيخ صباح الأحمد (أمير الكويت لاحقاً من 2006 إلى 2020)، الذي تولّى هذا المنصب منذ الستينيات من القرن الماضي إلى عام 2003 (أُبعد عن المنصب فقط لفترة عام تقريباً بعد تحرير الكويت).
واستمر الشيخ محمد صباح السالم، في منصب وزير الخارجية من عام 2003، وحتى استقالته من الحكومة عام 2011.
وخلال عمله الحكومي، تقلّد الشيخ محمد صباح السالم الصباح عددا من المناصب، من بينها وزير المالية ووزير التخطيط بالوكالة، من يناير/ كانون الثاني إلى يوليو/ تموز من عام 2003، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل بالوكالة، ووزير النفط بالوكالة، ووزير الدولة لشؤون الإسكان ووزير الدولة لشؤون التنمية بالوكالة.
وابتعد الشيخ محمد صباح السالم من عام 2011 تماماً عن المنصب الحكومي والمشهد السياسي في الكويت، ليعود اليوم رئيساً لمجلس الوزراء، وهو أول من يتقلّد هذا المنصب في عهد حاكم الكويت الجديد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي أدى اليمين الدستورية أمام البرلمان في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في جلسة خاصة علنية، لممارسة صلاحيته حاكماً للبلاد، عملاً بأحكام المادة 60 من الدستور الكويتي.
العربي الجديد
أخبار ذات صلة
السبت, 16 ديسمبر, 2023
الشيخ مشعل الأحمد الصباح.. أمير الكويت وقائدها الجديد
السبت, 16 ديسمبر, 2023
وفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح