طلبت الولايات المتحدة وبريطانيا من مواطنيهما مغادرة أفغانستان بشكل فوري بعد تدهور الأوضاع الأمنية هناك.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت حركة طالبان سيطرتها على مدينة شيبرغان، عاصمة إقليم جوزجان، وهي ثاني عاصمة للأقاليم تسقط في أيدي الحركة في غضون 24 ساعة.
وعرضت السفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول تقديم المساعدة المالية لمواطنيها لتسهيل حصولهم على تذاكر طيران لمغادرة البلاد، بينما أشارت الخارجية البريطانية إلى إمكانية قيام "إرهابيين" بعمليات في أفغانستان خلال الفترة المقبلة.
وحذرت الخارجية البريطانية مواطنيها من الاعتماد على سفارتها في كابول في عمليات الإخلاء في ظروف الطوارئ.
وقالت الحركة إنها سيطرت على السجن الرئيسي في عاصمة الإقليم، الواقع شمالي البلاد، و "حررت " جميع السجناء.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات المساجين يخرجون من السجن في شيبرغان، بعدما شن مقاتلو طالبان هجوما على المدينة.
ولاقى القرار الأمريكي البريطاني استهجانا من بعض الأفغان على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب صحفي بارز على حسابه مشيرا إلى أنه من الواضح أن عملية السلام التي أعلنت الولايات المتحدة أنها تقودها في البلاد ليست سوى مزحة.
وتعتبر سيطرة طالبان على ثاني عاصمة ضربة قوية للقوات الحكومية، وتصعيدا للصراع العسكري في البلاد.
وتعد شيبرغان معقل نائب الرئيس السابق للبلاد عبد الرشيد دوستم، والذي كان أتباعه يقودون المعارك ضد مقاتلي الحركة المتشددة.
وقالت وسائل إعلام محلية إن 150 مقاتلا سافروا إلى شيبرغان لمساعدة القوات الحكومية التي كانت متمركزة في المدينة في صد هجوم مسلحي طالبان.
وسيطرت طالبان في البداية، على المجمع السكني الذي يقيم فيه حاكم الإقليم، وقال باربور إيشي، مدير المجلس المحلي في المدينة، إن طالبان تسيطر على المدينة بالكامل باستثناء قاعدة عسكرية لايزال القتال مستمرا حولها.
ويأتي ذلك وسط تقدم سريع لقوات طالبان للسيطرة على مناطق واسعة من البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، ما أدى لنزوح الآلاف من السكان عن منازلهم.
وبدأت الولايات المتحدة قبل أسابيع برنامجا لنقل آلاف المتعاونين معها من الأفغانيين إلى خارج البلاد.
وسيطرت طالبان على مدينة زرنج عاصمة إقليم نيمروز قبل ساعات كأول عاصمة إقليمية تسيطر عليها بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وتشهد عواصم الأقاليم ضغطا متزايدا من قوات طالبان، خاصة مدن هيرات غربي البلاد، وقندهار ولاشكارجاه عاصمة إقليم هلمند، في الجنوب.
من جانبها قالت القوات الحكومية إن عشرات من مقاتلي طالبان وعددا من قادتها قد قتلوا في المعارك الجارية حول مدينة لاشكارجاه، لكن طالبان تنفي هذه الرواية بالكامل.
وتعدّ زرنج مركزا تجاريا رئيسيا على مقربة من الحدود مع إيران. وبعد الاستيلاء على مناطق محيطة، واصل مسلحو طالبان الزحف إلى المدينة قبل السيطرة عليها.
وقال متحدث باسم شرطة نيمروز لوكالة رويترز للأنباء إن طالبان تمكّنت من الاستيلاء على زرنج بسبب نقص التعزيزات من جانب الحكومة.
وأفادت تقارير باستيلاء مسلّحي طالبان كذلك على المطار، في ضربة قوية للقوات الحكومية.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لمدنيين ينهبون منقولات من مبان حكومية.
ومن شأن السيطرة على زرنج تعزيز زخم انتصارات طالبان التي أخذت في التوسع في هجمات تشنها بأنحاء متفرقة من أفغانستان على مدى الأشهر الأخيرة.
وأعلنت الولايات المتحدة سحب جميع قواتها من أفغانستان بعد اتفاق وقعته مع طالبان التي بدأت توسيع نطاق سيطرتها على أقاليم البلاد المختلفة بشكل متزامن.
المصدر: وكالات
أخبار ذات صلة
الجمعة, 06 أغسطس, 2021
سقوط أولى عواصم الولايات الأفغانية بأيدي مسلحي حركة طالبان