صنع جمهور فريق مولودية الجزائر أجواء خيالية في المدرجات، بتقديم أكبر تيفو على الإطلاق للشخصية البارزة في المقاومة أبو عبيدة، مع هتافات تؤكد دعم المناصرين للقضية الفلسطينية وإدانتهم للعدوان الصهيوني على غزة.
وخلال المقابلة التي جمعت فريق مولودية الجزائر مع شباب الساورة برسم البطولة الجزائرية، على ملعب 5 تموز/ يوليو الذي يرمز لتاريخ استقلال الجزائر، شكّل الجمهور لوحات رائعة، يصاحبها الهتاف الشهير “فلسطين الشهداء” الذي يعبر عن تعلقهم الوجداني بالقضية المركزية.
وبدا مذهلا الدقة التي رسم بها الجمهور ملامح أبو عبيدة وهو يحدق بنظرات واثقة في محاكاة لإطلالاته على الشاشة، حيث ظهرت الكوفية التي يغطي بها وجهه وبذلته العسكرية وعيناه بشكل واضح، في مشهد حبس الأنفاس على مدرجات الملعب.
وكان أبو عبيدة وفق الصورة التي قدمها الجمهور محاطا بألوان الأحمر والأبيض والأسود والأخضر التي تجسد شكل علم فلسطين. وعلى الأسفل من ذلك، رفعت لافتة عملاقة مكتوب عليها “المولودية الثورية فداك يا أرض الثوار”.
وهذه المرة الأولى التي يتعاطى فيها جمهور المولودية بهذا الشكل المنظم مع الأحداث الجارية في غزة، بعد استئناف البطولة الجزائرية لكرة القدم، حيث كانت قبل ذلك المباريات متوقفة بقرار من السلطات العليا في سياق وقف كل التظاهرات تضامنا مع فلسطين، وهو القرار الذي كان قد انتقد في الجزائر من قبل سياسيين رأوا أن جمهور كرة القدم هو الأكثر تعبيرا عن مناصرة القضية الفلسطينية أسوة بما يحدث في ملاعب كثيرة بالعالم.
ويُظهر جمهور مولودية الجزائر تعلقا شديدا بالقضية الفلسطينية، ويرفع في كل المباريات هتافات تمجد فلسطين وتضحيات شعبها من أجل الحرية. وأبدى جمهوره في بداية العدوان على غزة، غضبا شديدا على المدرب الفرنسي باتريس بوميل عقب منشوراته التي اعتبرت مساوية بين “الضحية والجلاد” فيما يجري على أراضي فلسطين المحتلة.
وأعلنت إدارة النادي قبل ذلك المشاركة في المسيرات الوطنية دعما للشعب الفلسطيني. وقالت إدارة الفريق العاصمي، إنّ القرار اتخذ تماشيا مع موقف الحكومة الجزائرية وشعبها اتجاه القضية العادلة في صراعها الوجودي مع قوى الشر والظلم.
ويعد نادي مولودية الجزائر أعرق الأندية الجزائرية وأكثرها جماهيرية، فقد تأسس عام 1921، في فترة الاستعمار الفرنسي، وكان من المدافعين بقوة عن الهوية الإسلامية للجزائر. وتنسب تسميته بالمولودية إلى المولد النبوي الشريف.
(القدس العربي)