في عالم كرة القدم هناك الكثير من الشائعات الممزوجة ببعض الحقائق، لكن ثمة ملايين حول العالم يؤمنون بأشياء قد تكون عبارة عن خيال لا علاقة له بالواقع في أحيان كثيرة.
"بين الحقيقة والخيال" سلسلة جديدة يقدمها كووورة، نستعيد من خلالها بعض الأفكار الشائعة، للفصل فيها ووضعها في سياقها الحقيقي، إما الحقيقة أو الخيال.
والليلة موعدنا مع المقولة المتداولة في آخر 10 سنوات والتي تنص على أن "كريستيانو رونالدو سرق الكرة الذهبية من فرانك ريبيري في 2013"، فهل هي حقيقة أم خيال؟
عام 2013 توج البرتغالي كريستيانو رونالدو بجائزة الكرة الذهبية بعدما حصد 27.99% من الأصوات، وحل خلفه غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي بنسبة 24.72%.
المثير أن ريبيري الذي يقول البعض إنه حُرم من الجائزة لصالح رونالدو، لم يتفوق في الأساس على ميسي، ليحل ثالثا في التصويت بنسبة 23.36%.
ويعني ذلك، أنه لو حذفت أصوات رونالدو، لتوج ميسي بالجائزة وليس ريبيري، الذي لم يقنع المصوتين بوضعه في أول مركزين.
هل ظُلم ريبيري؟
موسم 2012-2013 شهد تتويج بايرن ميونخ بثلاثية الدوري الألماني، الكأس ودوري أبطال أوروبا، حيث كان ريبيري أحد ركائز البافاري الأساسية.
لكن الواقع يقول إن ريبيري لم يكن النجم الأوحد في تشكيلة بطل أوروبا آنذاك، بل كان الفريق يمتلك أسلحة وفيرة في خط الهجوم، فضلا عن عدم كونه الهداف الأول للفريق حينها.
وأنهى ريبيري ذلك الموسم بتسجيله 11 هدفا وصناعته 23 أخرى خلال 43 مباراة، بينما اكتفى بهدف وحيد سجله بنفسه في دوري الأبطال، فيما أهدى زملاءه 5 تمريرات حاسمة.
هذا يعني أن اللقب الأهم في موسم ريبيري حينها، لم يسهم فيه سوى بـ6 أهداف، سجل منها هدفا واحدا.
في المقابل، كان زميله الهولندي آريين روبن أكثر تأثيرا منه في البطولة بعدما سجل 4 أهداف بنفسه، 3 منها جاءت في آخر 3 مباريات، حيث أحرز هدفين في برشلونة بالمربع الذهبي وآخر اقتنص به اللقب في شباك بوروسيا دورتموند.
ماذا قدم رونالدو وميسي؟
وبمقارنة ما قدمه ريبيري على الصعيد الفردي، بما فعله رونالدو وميسي في ذلك الموسم، سيتضح أن النجم الفرنسي كان بعيدا بفارق كبير عن منافسة الثنائي.
بل أن أرقامه الفردية أقل بكثير من ميسي، الذي سجل 60 هدفا وصنع 17 أخرى في ذلك الموسم خلال 50 مباراة.
أما رونالدو، فأحرز 55 هدفا وصنع 13 أخرى لزملائه في 55 مباراة بمختلف البطولات.
هذا يعني أن ريبيري لم يتفوق على الثنائي سوى من ناحية صناعة الأهداف بفارق طفيف، فيما يتأخر عنهما بفارق كبير جدا على صعيد التهديف.
وفيما يتعلق بالألقاب الجماعية، فإن ريبيري يملك الأفضلية، لكن ما لا يجعل ذلك مؤثرا بشكل كبير، هو عدم كونه الأكثر تأثيرا في فريقه نفسه، بل إنه يأتي خلف آخرين، وفي مقدمتهم روبن.
وفي النهاية، فإن الأرقام تؤكد أن ميسي كان الأحق بالكرة الذهبية حال لم يفز بها رونالدو، لأننا نتحدث عن جائزة تمنح لأفضل لاعب في العالم، مبنية على الأفضلية الفردية، وهو ما يصب في صالح الأسطورتين.
لكن اختلاف المعايير في سنوات أخرى، جعل هناك بعض التضارب الذي يفتح الباب أمام مشجعي بايرن ميونخ لاتهام الفيفا ومجلة "فرانس فوتبول" بالتناقض، حيث تصب الألقاب الجماعية تارة في صالح المتوج بالجائزة، وأخرى تُمنح فقط لصاحب أفضل أداء فردي.
لذا إن اختزلنا الجائزة في الألقاب الجماعية فقط، فإن ريبيري هو الأحق بها، وإن ذهبنا للأداء الفردي، فإن الجائزة ستكون منحصرة بين رونالدو وميسي.
كورة