حتى محطة الدور ربع النهائي لكأس العالم قطر 2022، التي بلغها بفوزه على منتخب إسبانيا بركلات الترجيح؛ تبدو مسيرة المنتخب المغربي ملهمة بكل المقاييس، فبجانب كونه أول منتخب عربي يبلغ ذلك الإنجاز في تاريخ المسابقة، فقد حقّق مكاسب وأرقامًا عدة، كشفتها المباراة البطولية التي واجه فيها إسبانيا بطل العالم 2010.
وكشفت الصحف الإسبانية -التي أسهبت في الحديث عن المباراة وأشادت بما عدّته روحًا قتالية لأسود الأطلس- عن إحصاءات مثيرة للمنتخب المغربي، جعلته يدخل سجلات المسابقة.
وقالت صحيفة "موندو ديبورتيفو" (Mundo Deportivo) إن منتخب المغرب أصبح ثاني منتخب في تاريخ كأس العالم يتأهل لدور ربع النهائي بركلات الترجيح دون أن تهتز شباكه ولو بهدف واحد في الوقتين: الأصلي والإضافي، وكذلك في حصة الركلات الترجيحية.
وعلى ملعب المدينة التعليمية، حسم التعادل دون أهداف المباراة في الوقتين الأصلي والإضافي، ليلجأ المنتخبان إلى حصة الركلات الترجيحية، التي قال فيها المنتخب المغربي كلمته (3-صفر) بفضل تألق الحارس ياسين بونو، الذي تصدّى لضربتين ترجيحيتين، في حين صد القائم الضربة الأولى لإسبانيا.
وكان منتخب أوكرانيا الوحيد الذي سبق له تحقيق إنجاز مماثل، وذلك بالتأهل إلى ربع نهائي مونديال 2006 مع عدم تلقيه أهداف في المباراة، أو في حصة ضربات الترجيح.
وقالت "موندو ديبورتيفو" إن "حارس مرمى المغرب ياسين بونو أبدع في مواجهة أسبانيا، حيث لم تهتزّ شباكه في أي ركلة من ركلات الترجيح لأبناء لويس إنريكي، ليوقّع المغرب على إحصائية تدخل في سجلات التاريخ".
لكن الإحصاءات المغربية لم تقف عند ذلك الحد، إذ نجح منتخب أسود الأطلس في الخروج في 3 مباريات من أصل 4 خاضها -حتى الآن في قطر- بشباك نظيفة.
وبرزت صلابة المغرب وقوته الدفاعية التي قادته إلى صناعة التاريخ، في مواجهات قوية أمام كبار القارة العجوز، إذ تعادل مع كرواتيا -وصيف بطل نسخة 2018- دون أهداف في افتتاح مشاركته المونديالية للمجموعة السادسة، ثم فاز على بلجيكا -ثالث مونديال روسيا 2018- (2 ـصفر)، قبل أن تتلقى شباكه هدفًا وحيدًا أمام كندا في مباراة فاز فيها زملاء "أوناحي" (2ـ1)، ثم جاء الدور على إسبانيا، التي خضعت لسيطرة المغاربة بعد 120 دقيقة من الإثارة.
ويعدّ الحفاظ على نظافة الشباك في 3 من أصل 4 مباريات، ميزة ورقمًا باهرًا لأسود الأطلس، حسب الصحيفة الإسبانية.
ومن جهتها، أشارت صحيفة "آس" (AS) إلى أنه "في نهاية المرحلة الأولى، قدّم المدربان الفرنسي أرسين فينغر والألماني يورجن كلينسمان، رؤية فنية لمباريات الدور الأول، وتوصّلوا إلى نتيجة واضحة جدًا؛ وهي أن اللعب في عمق الدفاع لم يَعُد يجدي نفعًا، وأن اللجوء إلى الأروقة أصبح الحل لاختراق الدفاع وتسجيل الأهداف.
وقالت الصحيفة "كل ذلك لم تفعله إسبانيا ضد المغرب، أو فعلته بشكل متأخر، الأمر الذي أفاد المغرب دفاعيًا، كما استفاد لاعبو خط الوسط، وخاصة أمرابط لفرض سيطرته على وسط الميدان".
(الجزيرة)