ينطلق الموسم الكروي في إنكلترا السبت بمواجهة مرتقبة تجمع بطل الدوري مانشستر سيتي بوصيفه وبطل كأس إنكلترا ليفربول. وستكون المباراة محط أنظار متابعي الكرة حول العالم لأنها أول مباراة رسمية تجمع الفريقين اللذين هيمنا على الكرة الإنكليزية في الأعوام الأخيرة، بعد وصول المهاجمين الجديدين للفريقين، النرويجي إرلينغ هالاند إلى السيتي والأوروغوياني داروين نونييس إلى ليفربول. كذلك بعد رحيل نجوم عن الفريقين أبرزهم ساديو مانيه من ليفربول ورحيم ستيرلينغ من سيتي.
يلتقي مانشستر سيتي وليفربول السبت في مباراة "درع المجتمع" التي تجمع سنويا بين بطلي الدوري الممتاز ومسابقة الكأس، وتأتي هذا العام على وقع الصراع المبكر بين الوافدين الجديدين مهاجمي "سيتيزنس" النرويجي إرلينغ هالاند و"ريدز" الأوروغوياني داروين نونييس.
وستكون الأنظار شاخصة على ملعب "كينغ باور ستايدوم" قبل أسبوع على انطلاق الموسم الجديد من الدوري، والضغوطات كبيرة على هالاند ونونييس اللذين يسعيان في الأشهر المقبلة لإثبات أحقية التعاقد معهما مقابل مبالغ طائلة.
وضع سيتي وليفربول على طاولة المفاوضات خلال سوق الانتقالات الصيفية أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني (121 مليون دولار) لاستقطاب مهاجمين من بين الأفضل في القارة الأوروبية مع احتدام المنافسة بينهما في الأعوام الأخيرة على زعامة الكرة الإنكليزية.
غير أن العديد من الأمور تغيرت في الناديين، وتحديدا منذ أن تُوج فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا في الموسم الماضي بلقب الدوري على حساب الريدز بفارق نقطة يتيمة بعدما قلب تخلفه أمام أستون فيلا في المرحلة الأخيرة إلى فوز تاريخي.
عكس اللقب الرابع لسيتي للدوري في المواسم الخمسة الأخيرة صورة مستقرة مذهلة لـ"سيتيزنس"، غير أن شخصية غوارديولا المثالية وفلسفته الكروية لا تسمحان له بالاكتفاء بما حققه من أمجاد.
شرّع مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني السابق باب المغادرة أمام العديد من كوادره، فرحل المهاجم البرازيلي غابريال جيزوس والمدافع الأوكراني أولكسندر زينتشينكو إلى أرسنال، في حين انضم رحيم سترلينغ إلى تشيلسي وعاد البرازيلي فرناندينيو إلى أتلتيكو باراناينسي.
وإدراكا منه أن نجاح سيتي في الموسم الماضي قد تحقق على الرغم من افتقاره لمهاجم صريح، أقدم غوارديولا على خطوة استقطاب أحد ألمع النجوم الشباب في القارة القديمة وهو رأس الحربة النرويجي هالاند (22 عاما) من بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 51 مليون جنيه إسترليني.
وبعدما فشل في انتزاع المهاجم الدولي هاري كاين من براثن توتنهام قبل 12 شهرا، يأمل غوارديولا في أن يتمكن هالاند من محاكاة مستواه التهديفي الغزير في دورتموند، في الدوري الإنكليزي الممتاز الأكثر تطلبا.
كما أن قدرة اللاعب العملاق الشاب (1,94 م و88 كلغ) على الاندماج مع مجموعة المواهب الإبداعية في سيتي ستكون العنصر الأساسي الذي سيحدد وجهة السباق على الألقاب المحلية والقارية.
وبالفعل، تبدو العلامات المبكرة واعدة إذ احتاج هالاند إلى مجرد 12 دقيقة ليفتتح رصيده التهديفي بقميص فريقه الجديد في أول مباراة له مع سيتي بتسجيله هدف الفوز في لقاء ودي أمام بايرن ميونيخ.
قال هالاند "كما تعلمون جميعا، كنت أشاهد الكثير من مباريات سيتي على مدار السنوات الماضية".
وتابع "خلال الأعوام الماضية (هم) كانوا يفتقدون لمهاجم، لذلك بالطبع كنت أرى نفسي في مثل هذه المواقف. لست مندهشا. الجودة جيدة".
وتعززت طموحات سيتي بحصد الألقاب خارج حدود إنكلترا وتحديدا مطاردة حلم الفوز بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة في النهائي قبل عامين أمام تشلسي، عبر تعزيز صفوفه بلاعب خط الوسط الدولي كالفين فيليبس من ليدز مقابل 42 مليون جنيه إسترليني.
ويأمل سيتي في أن يحرز الدرع للمرة السابعة في تاريخه، وللمرة الثالثة في الأعوام الخمسة الأخيرة، بعد فوزه أعوام 1937 و1968 و1972 و2012 و2018 و2019.
نونييس بحاجة إلى مزيد من الدعم
وفي حين يستهل سيتي الموسم الجديد كأبرز المرشحين للاحتفاظ بلقبه للموسم الثالث تواليا، ومهما كانت النتيجة على ملعب "كينغ باور"، لا يزال تهديد ليفربول لتفوقه واضحا وحاضرا.
كاد فريق المدرب الألماني يورغن كلوب يلامس المجد الكروي بعدما قضى النصف الثاني من الموسم الماضي في مطاردة مثيرة لحلم تحقيق رباعية تاريخية غير مسبوقة، إلا أنه فشل في الدوري والمسابقة القارية الأم بعدما جمع لقبي الكأس وكأس الرابطة.
في الدوري، سقط ليفربول أمام سيتي، في حين تغلب عليه ريال مدريد الإسباني 1-صفر في نهائي دوري أبطال أوروبا. واعتبر الفوز بالكأس وكأس الرابطة أمام المنافس نفسه تشلسي وبالأسلوب ذاته بسيناريو ركلات الترجيح، عزاء ضئيلا لمدرب بشراهة كلوب.
وعاش ليفربول أيضاً فصلاً مثيراً من الشائعات والتكهنات حول رحيل أبرز نجومه، وفي مقدمتهم المهاجم المصري محمد صلاح لينهي النادي أخيرا التكهنات حول مستقبل أفضل لاعب في الدوري العام الماضي بربطه بعقد جديد.
ومقابل الاحتفاظ بنجمه المصري، فشل ليفربول في القيام بالمثل مع السنغالي ساديو مانيه الذي قرر الرحيل إلى بايرن ميونيخ، ليتلقى النادي صفعة قوية، إلا أن كلوب ملأ الفراغ الذي تركه المهاجم الدولي عندما دفع 64 مليون جنيه إسترليني مبدئيا، إذ من الممكن أن ترتفع قيمة الصفقة إلى رقم قياسي للنادي يبلغ 85 مليون جنيه إسترليني، للتعاقد مع نونييس من بنفيكا.
استهل المهاجم الأوروغوياني البالغ 23 عاما مسيرته مع ناديه الجديد في جولته الاستعدادية على وقع الانتقادات جراء إهداره العديد من الفرص السهلة في الخسارة وديا أمام مانشستر يونايتد صفر-4، قبل أن يكشّر عن أنيابه بتسجيله رباعية من خماسية الفوز على لايبزيغ الألماني، ليعود ويصوم مجددا عن التهديف في خسارة ليفربول أمام سالزبورغ النمساوي صفر-1.
سارع كلوب للدفاع عن مهاجمه الأوروغوياني قائلا "يحتاج إلى مزيد من الدعم من حوله. عليك أن تبقي لاعبين آخرين تحت الأضواء كي لا يتم التركيز عليه. الأمر كما هو، لا يجعلك ذلك تشعر بالارتياح ولكننا نتعامل مع الأمر كما هو عليه".
وعلى الرغم من أن الفوز بمسابقة الدرع الخيرية، التي يحمل ليفربول لقبها 15 مرة أخرها في عام 2006، يعتبر هامشيا عندما تدق ساعة التتويج بالألقاب المهمة نهاية الموسم الجديد، إلا أن كلوب يدرك جيدا الأهمية النفسية لأي فوز على منافسه الأشرس سيتي، قائلا "هي مباراة مهمة للغاية، لكن المسألة تكمن في أنه ما زال يتوجب علينا الاستعداد لموسم، لذلك لا يمكننا تجاهل ذلك".
وختم قائلا "هل ستعكس (الدرع الخيرية) الكثير عن الموسم؟ أتوقع أن نشاهد فريقين جيدين" على أرض الملعب.
(فرانس برس)