يستعد فريق مانشستر يونايتد لظهور نجمه السابق، كريستيانو رونالدو، في أول مباراة ضمن صفوف الفريق في ثاني تجربة له مع الفريق الانجليزي، نهاية هذا الأسبوع.
لا يمكن أن يتهم أحد مانشستر يونايتد بالتقصير أو التقليل من حدث عودة رونالدو، فاللاعب ذاته هو الحدث أينما حل وارتحل بل احتلت تحركاته واتصالاته العناوين الرئيسية للصحف فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي.
وحرص مسؤولو النادي أيضا على تعديل اللافتة العملاقة الشهير على ملعب يونايتد لتضيف صورة واضحة للاعب، وخصصت التغطية الإعلامية لمباراة يونايتد ونيوكاسل للنجم البرتغالي البالغ من العمر 36 عاما تحت عنوان: "عودة ميمونة إلى بيتك رونالدو".
ويقارن أندي كيلدوف وهو أحد مؤسسي رابطة تشجيع الفريق، عودة رونالدو إلى مانشستر يونايتد بحدث واحد في تاريخ الفريق وهو عودة إيريك كانتونا إلى النادي بعد انقضاء مدة إيقافه.
ويقول: "كانت المباراة أمام ليفربول وكنا نتساءل، هل سيدخل في التشكيلة الأساسية، أم في الاحتياط. وكان متوقفا عن اللعب لمدة شهور. وعندما برز من نفق الملعب، اشتعل الجمهور بالأهازيج والهتافات".
ويتساءل كيلدوف "كيف سيتعامل الجمهور مع أول ظهور لرونالدو أمام نيوكاسل؟ سوف نرى. فمحبة الجماهير له لم تنقطع أبدا".
وأضاف "عندما لعبنا أمام ريال مدريد في عام 2013، وكان رونالدو يلعب في صفوف الفريق الإسباني آنذاك، قرأ المذيع الداخلي في الملعب أسماء اللاعبين بترتيب الأرقام ولكنه ترك رونالدو أخيرا، رغم أنه يحمل القميص رقم 7، وقال "عودة ميمونة رونالدو".
البداية الأولى
كانت الظروف مختلفة تماما عندما دشن رونالدو مشوراه الأول مع مانشستر يونايتد منذ 18 عاما.
فصيف 2003 لم يكن مريحا للنادي. فقد رحل ديفيد بيكهام إلى ريال مدريد، ولم يتمكن مانشستر يونايتد من ضم رونالدينيو الذي انتقل إلى برشلونة من باريس سان جيرمان.
وباستثناء الساحر البرازيلي كانت صفقات مانشستر يونايتد ستقتصر على ديفيد بيليون، وإيريك جامبا جامبا، وتيم هاورد، وكليبرسون. ولم ينجح في الفريق الأول إلا الحارس تيم هاورد.
وانضم ورنالدو إلى مانشستر يونايتد بمبلغ 12,24 مليون جنيه استرليني، أربعة أيام قبل المباراة الافتتاحية أمام بولتون التي فاز بها يونايتد بأربعة أهداف مقابل لا شيء.
وعلى الرغم من أن اللاعب البالغ من العمر 18 عاما أظهر إمكانيات كبيرة، فإن التركيز كله انصب على مبلغ العقد، الذي جعل منه أغلى لاعب شاب في تاريخ كرة القدم البريطانية. وكان سيغادر سبورتنغ لشبونة مجانا بعد 12 شهرا فقط.
يقول نيكي هانت الذي لعب وقتها أول مباراة له في الدوري الانجليزي مع بولتون: "لم نكن تعرف عنه الشيء الكثير. وكان عمره 19 عاما".
وبعد 61 دقيقة كان بولتون متأخرا بهدف لصفر، ولكن مانشستر يونايتد لم يكن مقنعا في تفوقه. كما بدأ الزوار يكتسبون الثقة ويصنعون الفرص.
ولعل المدرب أليكس فيرغسون تحدث إلى نفسه، حسب هانت، قائلا "لست راضيا على ما يجري، سأدفع بأحسن لاعب في العالم".
وأضاف هانت "لقد لعبت كثيرا في مواجهة الأجنحة والمهاجمين، فاللاعب الجناح آنذاك كان غالبا ينظر إلى الأرض ويركز على الجري بالكرة وركلها وتمريرها. عندما دخل رونالدو أرض الملعب كان كل تركيزي أن أضربه. فعلتها مرتين، فانزعج ثم بدأ يدور بالكرة ويتلاعب بها، كنت أتابع حركة رجليه بدل التركيز على الكرة. تشعر بالدوران أحيانا أمام هذا الموقف".
وقال "كان يتلاعب برجليه في مراوغات ومباغتات يفعل مثلها تييري هنري وريان غيغز ولكن ليس بنفس السرعة. كما أنه لا يتوقف، مستعملا رجليه الاثنين يراوغك من الجهتين. يصعب عليك متابعة رجليه والكرة أيضا".
"لعبت ضده 5 أو 6 مرات، وتعبت من ملاحقته".
المتعة في اللعب
عندما نراجع مشوار رونالدو الأول في مانشستر يونايتد نجد فيه بعض الفترات الصعبة، فلم يكن أداؤه جيدا باستمرار، حتى موسم 2006 -2007، عندما أظهر إمكانيات اللاعب ذي المستوى العالمي.
ويقول كيلدوف: "يرى بعض الناس أن بداية رونالدو مع مانشستر يونايتد كانت الأفضل في تاريخ النادي، ما رأيهم في بداية وين روني، وقد سجل ثلاثية في دوري أبطال أوروبا؟ لا يكاد أحد يتذكر ذلك".
"مباراة بولتون لم تكن جيدة. كانت فيها المتعة. وهذا كان يبحث عنه الجمهور، فوجد في فنيات رونالدو ما كان يبحث عنه".
"كان متميزا أمام بولتون، ولكن مشواره أخذ بعض الوقت لينطلق انطلاقة قوية. اكتسب إعجاب الناس. ولكن لم يقدم الكثير. كان يدور ويتلوى 20 مرة على الأرض كلما أصيب بضربة ويشكو الحكم. وبعد فترة من مباراة بولتون، لعبنا أمام تشارلتون وكان جمهوره يتهكمون علينا، قائلين "لقد اشتريتم رونالدو مزيفا".
وسجل رونالدو 118 هدفا لمانشستر يونايتد 91 منها أي نسبة 77 في المئة سجلها في المواسم الثلاثة الأخيرة، وفاز فيها يونايتد بالدوري الانجليزي، ودوري أبطال أوروبا. ووصل إلى النهائي ونصف النهائي، كما فاز بكأس العالم للأندية. وكأس الرابطة الانجليزية ولعب النهائي ونصف النهائي في كأس الاتحاد.
الاستقبال الحار مضمون
هل ستكون عودة رونالدو إلى مانشستر يونايتد طاقة إيجابية للفريق أم أنه سيكون مصدر إزعاج لزملائه الجدد؟.
عندما سجل مرتين في الدقائق الأخيرة ليمنح الفوز لمنتخب البرتغال أمام إيرلندا في تصفيات كأس العالم، كان قد أضاع ركلة جزاء بعد أن سددها على الرغم أن تلك الركلات غالبا من نصيب زميله برونو فرنانديز المعروف بتسجيل نسبة عالية من ضربات الجزاء مع مانشستر يونايتد.
وعلى المدرب سولشاير أن يتعامل مع هذه الأمر في يونايتد. لأنه الآن تحت ضغط رهيب.
ويتوقع أن تكون المباراة أمام نيوكاسل احتفالية. فآخر مرة لعب رونالدو ضدهم سجل ثلاثية وفاز يونايتد يومها بستة أهداف مقابل لا شيء.
ولا يريد المشجعون أن تنتهي المباراة، بعد كل ما أحيط بها، من أجواء احتفالية بالتعادل أو بهزيمة يونايتد.
المصدر: بي بي سي