تمر اليوم ذكرى أول مباراة رسمية خاضها منتخب الفراعنة تحديداً منذ مئة عام عندما كان أول منتخب من خارج أوروبا يشارك في بطولة كرة قدم رسمية، عندما واجه إيطاليا في الألعاب الأولمبية عام 1920. فما قصة هذه المباراة التاريخية؟
تمر اليوم مئة عام على أول مباراة رسمية خاضها منتخب مصر الأول لكرة القدم في تاريخه، هذا المنتخب الذي يعد الأقدم على الإطلاق في قارة إفريقيا وواحد من أقدم المنتخبات العالمية، كما أنه دخل التاريخ كأول منتخب من خارج قارة أوروبا يشارك في بطولة عالمية رسمية، وحدث ذلك عند مشاركته في مسابقة كرة القدم ضمن دورة الألعاب الأولمبية في أنتويرب ببلجيكا عام 1920، وذلك بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
الباحث في تاريخ المنتخب المصري، يجد أنه عام 1920 ولأول مرة يتم اعتماد فريق رسمي لتمثيل الدولة المصرية في المباريات الرسمية مع الدول الأخرى، وكان ذلك بهدف المشاركة في الألعاب الأولمبية وقتها، ومن الغريب أن أول مباراة رسمية للمصريين لم يخوضوها على أرضهم بل كانت خارج الديار وتحديداً في بلجيكا والتي استضافت الأولمبياد الصيفية عام 1920 حيث خاض المنتخب المصري مباراته الأولى على الإطلاق والتي كانت أمام إيطاليا وانتهت بفوز المنتخب الإيطالي بهدفين مقابل هدف، وهي مشاركة وإن كانت قصيرة لمنتخب مصر إلا أنها أدخلته التاريخ بالتأكيد، لأنه وببساطة كانت مسابقة كرة القدم المقامة ضمن الأولمبياد هي البطولة العالمية الرسمية الوحيدة في كرة القدم لأن كأس العالم انطلقت عام 1930، ما يعني أن الفراعنة سبقوا منتخبات إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية في المشاركة في البطولات العالمية على صعيد الساحرة المستديرة.
تفاصيل المواجهة التاريخية
تاريخ الألعاب الأولمبية، يقول إن المباراة أقيمت في مدينة جينت البلجيكية واستضافها استاد جوليس "جوليس أوتينستاديون" الذي كان افتتح عام 1920 وكان يتسع لقرابة 13 ألف متفرجاً وكان يعد الملعب الرسمي لفريق جينت البلجيكي الشهير، علماً أنه تم إغلاقه عام 2013، بعد أن تم بناء ملعب آخر للنادي في المدينة أكبر منه ويتسع لـ 20 ألف متفرجاً.
المباراة وبحسب التقارير المذكورة عنها أقيمت في العاشرة صباحاً بتوقيت وسط أوروبا وقادها الحكم البلجيكي باول بوتس وشهدت حضور 2000 متفرجاً، وافتتح المنتخب الإيطالي التسجيل عن طريق بالونكييري قبل أن يتعادل حسن علوبة لمصر مسجلاً أول هدف على الإطلاق في تاريخ منتخب الفراعنة.
وفي الدقيقة 57 أحرز بيرزي هدف الفوز للمنتخب الإيطالي الذي أكمل بدوره المسيرة إلى ربع النهائي حيث خسر من فرنسا بثلاثة أهداف مقابل هدف، فيما توج المنتخب البلجيكي بالميدالية الذهبية في النهاية بفوزه على تشيكوسلوفاكيا بهدفين دون رد في الملعب الأولمبي بأنتويرب.
والمثير أن المنتخب المصري خاض مباراة أخرى بعد مباراة إيطاليا وكانت أمام يوغوسلافيا وأقيمت في الثالث من أيلول/سبتمبر في الاستاد الأولمبي في أنتويرب وانتهت بفوز مصر (4-2) فحقق بذلك المصريون أول فوز في تاريخهم على الإطلاق، واختلفت المصادر في تحديد "هوية" هذه المباراة فالبعض يقول إنها كانت مباراة ودية أقيمت على سبيل الترضية للمنتخبين فيما تؤكد مصادر أخرى أنها كانت مباراة رسمية أقيمت لتحديد المركز الثامن في مسابقة كرة القدم، وبشكل عام فقد سجل لمصر السيد أباظة هدفين، وأحرز كل من علوبة وحسين حجازي هدفاً.
حسين حجازي رائد الكرة المصرية
نعود إلى التشكيلة التاريخية التي مثلت المنتخب المصري في مباراته الأولى والتي ضمت كل من كامل طه، محمد السيد، عبدالسلام حمدى، رياض شوقى، على الحسني، جميل عثمان، توفيق عبدالله، حسن علوبة، حسين حجازى، السيد أباظة، زكى عثمان.
ولعب حسين حجازي الذي كان يعد أبو الكرة المصرية وأحد أسباب انتشارها في ذاك الوقت، دوراً رئيسياً في تكوين هذا المنتخب بغرض المنافسة في الألعاب الأولمبية والفوز بالميدالية الذهبية، وكان حجازي هو قائد هذا المنتخب ومدربه في الوقت ذاته وهو يعد رسمياً أول مدرب في تاريخ المنتخب المصري وشغل منصبه لمدة 4 سنوات تحديداً من عام 1920 وحتى 1924، علماً بأن منصب مدرب منتخب مصر ظل شاغراً حتى عام 1934 عندما تولى الاسكتلندي جيبمس ماكري تدريب الفريق وقاده في مونديال إيطاليا 1934.
ولد حسين حجازي في الرابع عشر من أيلول/سبتمبر عام 1891 وهو أول لاعب محترف في تاريخ الكرة المصرية إذ احترف في ناديي دوليتش هامليت وفولهام الإنكليزيين قبل أن يعود لمصر ويلعب في نادي السكة الحديد الذي يعد أقدم نادي كرة قدم في تاريخ مصر وأنشئ عام 1903، ثم عقب ذلك انتقل حجازي إلى الاهلي عام 1915 منه إلى الزمالك في عام 1923.
ودخل حسين حجازي تاريخ كرة القدم والألعاب الأولمبية بشكل مبهر إذ أنه وبعد أن قاد منتخب الفراعنة في أولمبياد 1920 ظل مع الفريق قائداً ومدرباً حتى عام 1924 عندما شاركت مصر في مسابقة كرة القدم ضمن أولمبياد 1924 التي أقيمت في فرنسا ووقتها صعد المصريون مباشرة إلى الدور الثاني بدون لعب فواجهوا المجر وحققوا فوزاً تاريخياً عليها بثلاثة أهداف دون رد وأحرز الأهداف وقتها إبراهيم يكن هدفين وحجازي هدفاً فدخل التاريخ لأنه كان أكبر لاعب يسجل هدفاً في تاريخ الأولمبياد بعمر 32 عاماً و243 يوماً وظل هذا الرقم صامداً حتى أولمبياد عام 1912 عندما سجل الاسطورة رايان غيغز لمنتخب بريطانيا في عمر 38 سنة و243 يوماً.
مئة عام من المباريات الرسمية لعبها المنتخب المصري في البطولات المختلفة شهدت تحقيقه لألقاب وأمجاد كثيرة وإيضاً لإخفاقه في مباريات ومسابقات أخرى ولكن ستظل مشاركته الأولى في أولمبياد 1920 ومواجهته الأولى أمام إيطاليا شاهدة على ريادة وعراقة هذا المنتخب.
المصدر: بي إن سبورت