"مبابي" الفتى الذي لا تزيده الألقاب إلا جوعاً 

"كيليان طفل لا يشبه الآخرين، فهو مجنون وصاحب أحلام مجنونة مثله. ومن الأشياء التي لا تُصدق أنه يستطيع تحقيق ما يصبو إليه". 

هذا تصريح لبيار مبابي مدير ومدرب كرة قدم، وهو عم نجم الفريق الفرنسي الذي شهد التطورات الرهيبة في مسيرة ابن ضاحية بوندي المولود بعد أشهر قليلة من فوز فرنسا بأول مونديال لها عام 1998. 
 

هُمام كدر

ربما كان لولادة مبابي في ظل إحساس الفرنسيين بأنهم أخيراً ظفروا بالكأس المذهبة؛ لعب دوراً ولو في لا وعي الأهل والبيئة المحيطة باللاعب الذي عاد وأهدى بلاده كأسها الثانية، بعد عقدين من الزمن بالتمام والكمال على الأراضي الروسية. 

مبابي تمرّس على البطولات حتى قبل أن يصل لسن البلوغ الكروي، فقد خرج من موناكو بطلاً للدوري 2017، ليتوج بطلاً للمسابقة عينها مع سان جيرمان 2018. 

ثم وقبل أن يبلغ الـ20 من العمر ساهم مع منتخب الديوك الثلاثة بتتويج البلاد بكأس العالم، هذا ما دفع صحفي في فرانس فوتبول لسؤاله (ورد في كتاب تُرجم للعربية ونشر بواسطة دار جامعة حمد بن خليفة للنشر في قطر)؛ مالذي عليه أن يثبته بعد أن فعل تقريباً كل شيء بعمر الـ20 عاماً؟ قال مبابي: "بداية من خلال الفوز بدوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان لأن هذا الفوز سيكون سابقة تاريخية في النادي، وسيترك صدى عظيماً.


على أي حال على كل لاعب محترف أن يضع لنفسه أهدافاً ويسعى لتحقيقها. بعد كأس العالم عليك أن تحلم بكأس ثانية وربما كأس أمم أوروبا لأنه بعد مباراتين تخفق فيهما في المنتخب سينسى كل شيء".  

  

تجربة في مدريد 

قليلون يعرفون أنه بعمر الـ12 حصل مبابي على فرصة للتجريب في ريال مدريد برعاية ابن بلده زين الدين زيدان، ثم جاء خبر القبول ليفتح الباب على مصراعيه أمام النجم الشباب للعبور إلى مدريد لكن المفاجأة كان في جوابه: "بعد أن عدت خفتت نشوة سماع خبر القبول، جل ما كنت أريده هو أن أثبت أنني لاعب جيد وأن أشعر بأنني كنت مرغوباً، يضاف إلى ذلك الخوف من التغيير؛ تغيير البلد والمدرسة لم يكن الأمر متعلقاً بكرة القدم فقط". 

  

البساطة والتواضع

في المؤتمر الصحفي الذي سبق النهائي الحلم أمام بايرن ميونيخ بـ24 ساعة سئل مبابي عن إحساسه بالساعات الأخيرة وعن طقوسه المعتادة قبل خوض نهائي من هذا الثقل فضحك الشاب العشريني وقال: "لست أنا المثال الجيد لذلك، يوم كلاسيكي بالنسبة لي أتحدث مع عائلتي وأصدقائي وأشاهد الأفلام مثل أي يوم آخر ". 

هذا يفسر شخصية مبابي المرحة والتي بطريقة تلقائية ترفض الضغوطات وحتى يبددها عن المحيطين حوله. 

في هذا السياق يقول مبابي: "أنا على سجيتي ولا أسعى لتبني نمط معين، فأنا كما أنا وأعتقد أن هذه الميزة هي ما يحبه الناس فيَّ، مشاعري تبدو واضحة على قسمات وجهي، إن كنت سعيداً أم لا، لا أعتمد على التمثيل أنطق ما أفكر به وما أكنّه في قلبي يظهر على لساني ولكن مراعياً حدود الاحترام. 
 

مبابي - نيمار الثنائي الخارق

حيت ترى جماهير باريس سان جيرمان مبابي يلعب إلى جانب نيمار فإن شعوراً بالفوز يهيمن عليها، مهما كان الفريق المنافس، فاللاعبان يكملان بعضهما البعض بطريقة مذهلة، وليست علاقتهما المتقدمة داخل الملعب إلا انعكاس لاتفاقهما الرائع خارجه. 

عن سر علاقته الوثيقة مع نيمار منذ اليوم الأول له في سان جيرمان يقول مبابي: "علاقتنا ترتكز على الاحترام والإعجاب المتبادل. في كأس العالم 2018 كان يبعث لي بالرسائل بعد كل مباراة وأنا كنت أفعل ذلك، لقد أخبرني أنه سعيد لأجلي وأنا أصدقه فهو صديق جيد، كنت مقتنعاً بعد كأس العالم أن شيئاً من تعاوننا وعيشنا لن يتغيّر لأن الأمور كانت واضحة فيما بيننا، ما يؤسفني حقاً أن الأمور لم تجرِ كما خططنا لها أن نتواجه في نصف نهائي كأس العالم بين فرنسا والبرازيل". 

يؤكد مبابي أن بعد الفوز بكأس العالم سعى للفوز بدروي أبطال أوروبا وهاهو على مرمى حجر من تحقيق أحد أهم أهدافه اليوم في لشبونة البرتغالية؛ فهل تبتسم له كرة القدم مثلما فعلت في السنوات القليلة الماضية؟؟.
 

المصدر: بي إن سبورت 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر