قبل أشهر بدا ريال مدريد وكأنه فقد هيبته وسطوته محليا وقاريا، بدا وكأنه جريح ومن دون روح ولا يقدم المتعة الكروية التي ظهرت مع الفريق الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا لثلاث نسخ متتالية.. أمور أشرت إلى أن الفريق ما زال يعاني في غرفة الملابس.
الأمور لم تكن محصورة فقط بالمستويين الفني والكروي بل أضيف إليهما عامل الإصابات، إذ ازدحمت عيادة الملكي باللاعبين المصابين قبل انطلاق الموسم، وأغلب هذه الإصابات كانت عضلية.
غير أن الفرنسي زين الدين زيدان انطلق برحلة علاج الفريق وإخراجه من كبوته واستعادة بريقه، فشرع ببث الروح وإحياء الرغبة والمنافسة والأهم إعادة الثقة للاعبين.
وجاءت الخسارة أمام مايوركا وكأنها الانتكاسة التي ستقضي على الفريق، ولكنها على العكس قوّته وأعطته دافعا، وشكلت نقطة انطلاق لـ 12 مباراة متتالية دون هزيمة، وفي هذه الفترة خيم التفاؤل على أجواء النادي.
وما كان ينقص الفريق هو إثبات هذه الانتفاضة وعودة البريق والروح واللعب ضد فريق قوي، وجاءت مباراة باريس سان جيرمان في وقتها، فقد استطاع الفريق الملكي فرض سيطرته على الفريق الفرنسي وكان يستحق أكثر من التعادل، وكان المحك الحقيقي هو مباراة كلاسيكو الأرض في "الكامب نو" أمس التي استعد لها زيدان جيدا، وظهر تحضير زيزو ببصمته الواضحة في المواجهة التي كان فريقه هو الطرف الأفضل فيها، وكان قاب قوسين من انتزاع النقاط الثلاث.
ونجح زيدان بشكل كبير في تغيير موقف بعض اللاعبين وإعادتهم لمستواهم وثقتهم بأنهم مهمون بالنسبة للفريق، وفي مقدمة هؤلاء يأتي الفرنسي رافاييل فاران والكرواتي لوكا مودريتش والإسباني إيسكو والويلزي غاريث بيل.
أما القطعة التي اكتشفها "زيزو" وكانت حاسمة في إعادة الفريق للسكة الصحيحة، هي تألق الأورغوياني فيديريكو فالفيردي الذي كان أحد أفضل اللاعبين في الفريق هذا الموسم، وفالفيردي منح الفريق الروح والسعادة والقوة الديناميكية، وكان عاملا رئيسيا في هذه النهضة.
وأكثر من ذلك فقد أسهم فالفيردي أيضا في تحسن مستوى البرازيلي كاسيميرو والألماني توني كروس.
والأهم أن الفريق استعاد روحه الانتصارية والقتالية وبات يقاتل حتى اللحظات الأخيرة، وهذا ما ظهر في الهدف القاتل الذي سجله الفرنسي كريم بنزيمة ضد فالنسيا والروح في كلاسيكو الأرض.
المصدر: الصحافة الإسبانية