يسعى المنتخب الفرنسي، بطل العالم في كرة القدم، الى تعويض خسارته المفاجئة أمام نظيره التركي في تصفيات كأس أوروبا 2020، عندما يحل ضيفا على منتخب أندورا المتواضع الثلاثاء ضمن منافسات المجموعة الثامنة.
وينتظر مدرب المنتخب ديدييه ديشان ردة فعل من لاعبيه الذين قدموا أداء سيئا ضد تركيا السبت الماضي بخسارتهم بهدفين نظيفين في قونيا، في خسارة وصفها بأنها "صفعة".
وقال ديشان في مؤتمر صحافي الإثنين، إن المهم بالنسبة إليه عدم التركيز على ما حصل ضد تركيا السبت "بل مباراة الغد: سياق مختلف، منافس مختلف، وملعب مختلف".
وإذا كان منتخب "الديوك" واجه أجواء عدائية في مدينة قونيا التركية، فإنه سيخوض مباراته ضد أندورا في ملعب يتسع لـ3300 متفرج فقط وأرضه من العشب الاصطناعي.
ويبلغ تعداد سكان أندورا 80 ألف نسمة فقط، أي ما يوازي تقريبا سعة ملعب ستاد دو فرانس في ضواحي العاصمة الفرنسية، والذي عادة ما يستضيف المباريات التي تقام على أرض المنتخب الأزرق.
وشدد ديشان الذي قاد فرنسا الى لقب كأس العالم كمدرب في 2018 بعدما حمل شارة القيادة كلاعب في التتويج الأول عام 1998 "يعود إلينا العثور على حلول ضد منتخب أندروا الذي يتمتع بخطة لعب واضحة المعالم مع لاعبين يطبقونها من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة".
من جهته، اعتبر قائد المنتخب حارس المرمى هوغو لوريس في المؤتمر الصحافي ذاته أنه بعد الأداء المقدم أمام تركيا "الأمر الأول هو إجراء تقييم على المستوى الشخصي. النقاش مهم، وهذا ما كان عليه الوضع في غرفة الملابس بعد المباراة وخلال رحلة السفر أمس. فوجئنا بعض الشيء من الأداء الذي قدمناه، كنا نتوقع أكثر من ذلك".
وكان المهاجم الدولي أنطوان غريزمان قد قلل في تصريحات سابقة من تأثير الخسارة أمام تركيا، معتبرا أن الفرصة متاحة أمام فريقه للتعويض في إشارة الى تواضع مستوى أندورا بقوله "لدينا الفرصة للانتقال الى أمر آخر بسرعة".
وبحسب موقع "أوبتا" للإحصائيات، فإن المنتخب الفرنسي لم يسدد أي كرة بين الخشبات الثلاث طوال المباراة، وهو ما يحصل له للمرة الأولى منذ 10 سنوات.
- تغييرات في التشكيلة -
وانفردت تركيا بصدارة المجموعة الثامنة متقدمة بفارق ثلاث نقاط عن كل من فرنسا وإيسلندا علما بأن صاحبي المركزين الأول والثاني يتأهلان مباشرة الى النهائيات.
وكان المنتخب الفرنسي بطل العالم، استهل مشواره في التصفيات بفوزين عريضين على مولدافيا 4-1 ثم إيسلندا 4-صفر في آذار/مارس الماضي قبل ان يسقط أمام تركيا أقوى منافسيه في المجموعة.
ويمثل منتخب أندورا، المنافس المثالي للمنتخب الفرنسي لكي يعوض خيبة الأمل الاخيرة ويصالح جماهيره ومدربه الذي قال بعد المباراة ضد تركيا "لم نكن جيدين من الناحية الدفاعية وغير فعَالين من الناحية الهجومية. من النادر الا يسجل المنتخب الفرنسي، لكننا واجهنا صعوبات ضد تركيا ولم تسنح لنا أي فرصة".
واضاف "انها مباراة للنسيان، قمنا بجميع الأمور بشكل سيئ".
وأغلب الظن أن ديشان سيلجأ الى اجراء تغييرات على تشكيلته لا سيما بعد الانتقادات التي وجهها الى لاعبيه. وقد يدفع مدافع برشلونة صامويل أومتيتي ثمن ذلك لصالح زميله في الفريق الكاتالوني كليمان لانغليه، وقد يتخلى لوكاس ديني عن مركزه لصالح الظهير الأيسر فرلان مندي. وفي الوسط قد يشرك بليز ماتويدي أو تانغي ندومبيلي بدلا من موسى سيسوكو ليلعب الى جانب بول بوغبا، علما بأن نغولو كانتي يغيب بداعي الاصابة.
وترسم علامة استفهام حول مشاركة كيليان مبابي الذي بدا متعبا ضد تركيا وربما يلجأ ديشان الى إراحته واشراك مهاجم إشبيلية وسام بن يدر الذي شارك في اواخر المباراة ضد تركيا.
وفي تصريحاته الإثنين، أكد ديشان أنه يعتزم بالفعل إجراء تغييرات في التشكيلة "لأنه يبدو من المنطقي بالنسبة إلي توفير بعض الحيوية على المستوى النفسي والبدني أيضا. سأقوم بتغييرات عدة بصرف النظر عن الأداء الجماعي والفردي للاعبين السبت (ضد تركيا)".
من جهته، أكد مدرب أندورا كولدو ألفاريز أن على منتخب بلاده "تحين الفرص ومعرفة استغلالها" في المباراة ضد فرنسا، معتبرا أن المنتخب التركي "قدم لنا مجالات عدة" لاسيما من خلال الهجمات المرتدة.
وتابع "لكن في الوقت عينه علينا ألا ننسى أننا نتحدث عن إيقاف لاعبين من طراز مبابي وغريزمان و(توما) ليمار... لذلك لا يمكننا أن نكون واثقين جدا، يجب أن نكون حذرين".
وفي أبرز المباريات الأخرى التي تقام الثلاثاء ضمن التصفيات، تستضيف بلجيكا ثالثة مونديال روسيا 2018، المنتخب الاسكتلندي ضمن المجموعة التاسعة، بينما تلعب ألمانيا مع ضيفتها استونيا ضمن المجموعة الثالثة.
المصدر: فرانس برس