زعم موقع Football leaks أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ساعد كلاً من باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنكليزي، على «تغطية» بعض «الانتهاكات المالية الضخمة»، من خلال الاعتماد على صفقات رعاية كبرى.
وتضمنت أحدث نسخة من التحقيقات الأوروبية المشتركة (EIC) تسريبات لوثائق حول هذا الموضوع.
الاتحاد الأوروبي أبرم اتفاقات سرية!
وكشف تحقيق جديد لشبكة التحقيقات الأوروبية المشتركة، أن «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أبرم اتفاقات تسوية سرية مع مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، ما سمح لهذين الناديين بانتهاك قواعد اللعب المالي النظيف بمئات الملايين من اليوروهات».
وأضاف التحقيق، «تدخل كبار مسؤولي UEFA ومن بينهم الأمين العام السابق والرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، شخصياً لتشجيع التوصل إلى اتفاقات تسوية مع الأندية الكبرى، بينما تلاحق هيئة المراقبة المالية للأندية CFCB وقسم UEFA المسؤول عن التحقيق في انتهاكات قواعده، بعض الأندية الأشد فقراً في دول مثل تركيا ورومانيا».
ويكتسي هذا التحقيق أهمية كبرى بالنسبة لأندية مثل ميلان، الذي استُبعد من الدوري الأوروبي هذا الموسم بسبب انتهاكات قواعد اللعب المالي النظيف، قبل قبول قرار الاستئناف الذي تقدم به لاحقاً. وتبقى الأوضاع المالية لهذه الأندية موضع تساؤل لأنها من الممكن أن تسبب لها مشاكل مماثلة خلال الصيف المقبل.
الكشف عن صفقات غير قانونية وسرية؟
وتستند هذه الحقائق الجديدة إلى مجموعة من عشرات الملايين من الوثائق الخاصة بشؤون أندية كرة القدم، التي حصلت عليها مجلة Der Spiegel الألمانية وتشاركتها مع شركائها في شبكة EIC.
تحتوي البيانات على أكثر من 70 مليون ملف يصل حجمها إلى 3.4 تيرابايت، وهي تعتبر أكبر تسريب لبيانات صحافية حتى الآن. وخلال الأشهر الثمانية الماضية، تعاون حوالي 80 صحفياً وتقنياً من 15 مؤسسة إعلامية لتوثيق وعرض الصفقات غير القانونية أو السرية التي تحدث في عالم كرة القدم، وذلك بالاعتماد على البيانات التي تحصلوا عليها من المجلة الألمانية أو مصادر أخرى.
ومع ذلك، استمر أصحاب العديد من الأندية العالمية في تقديم مبالغ إضافية لتغطية الخسائر باستخدام عقود الرعاية الضخمة، في ممارسة تعرف باسم «المنشطات المالية». وتعود ملكية مانشستر سيتي الإنكليزي إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، شقيق ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان الذي يعد الحاكم الفعلي للإمارات منذ العام 2010. في حين تمتلك باريس سان جيرمان شركة «قطر للاستثمارات الرياضية»، ويرأسه رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي.
سيتي وسان جيرمان حصلا على مبالغ ضخمة!
اكتشفت هيئة الرقابة المالية في الاتحاد الأوروبي أثناء تحقيقها في اتفاقيات رعاية النادييْن، أن بعض الأطراف ذات الصلة بالنادييْن كانت تدعمها بمبالغ ضخمة.
فوفقاً للعقد الذي أبرمته مع النادي الفرنسي، قامت الهيئة العامة للسياحة في قطر بدعم النادي الباريسي بمبلغ يتراوح بين 700 مليون يورو و1.125 مليار يورو على مدى 5 سنوات.
وخلصت النتائج الحديثة للتحقيق، إلى أن قيمة هذه الصفقات كان مبالغاً فيها بشكل كبير، حيث ذكر خبراء مستقلون استعان بهم الاتحاد الأوروبي خلال تحقيقاته أن «العقود التي ذُكر أن قيمتها تبلغ حوالي 200 مليون يورو سنوياً، تراوحت في الواقع بين 3 ملايين يورو إلى 5 ملايين يورو، أي أقل بـ 40 إلى 60 مرة».
وشهد نادي مانشستر سيتي قصة مشابهة، حيث ذكر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن الشيخ منصور كان يتمتع بنفوذ كبير في اثنتين من أكبر الشركات الراعية للنادي ومقرها في أبو ظبي، على غرار شركة «آبار للاستثمار» المملوكة لحكومة أبو ظبي، ما ساهم في تضخم العقود بثلاثة أضعاف قيمتها السوقية الأصلية على الأقل.
كما يدّعي تحقيق الاتحاد الأوروبي، أن جياني إنفانتينو، الذي كان رئيساً للاتحاد قبل أن ينتقل إلى رئاسة الاتحاد الدولي في 2015، «دخل في مفاوضات مباشرة مع الأندية التي شملها التحقيق لإبرام صفقات تسوية سرية».