كما كان متوقعاً، تمت إقالة جولين لوبيتيغي وإعلان الأرجنتيني سانتياغو سولاري مدرباً جديداً لريال مدريد ليقود الفريق مؤقتاً. مدرب ريال مدريد الجديد لا يملك تجارب ثرية في عالم التدريب؛ لكن رئيس نادي العاصمة فلورنتينو بيريز، الذي منح الفرصة للفرنسي زين الدين زيدان لتولي المهمة في ظروف مشابهة، يأمل أن تتكرر نفس التجربة مع المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري البالغ من العمر 42 عاماً، والقادم من قيادة الفريق الرديف للنادي الملكي.
لعب سولاري في ريال مدريد خلال حقبة ذهبية امتدت بين عامي 2000 و2005، ساهم خلالها بحصد لقب دوري أبطال أوروبا في 2002، وفاز بلقبين لبطولة الدوري الإسباني، فضلاً عن لقب في كأس السوبر الأوروبي وآخرين في كأس السوبر الإسباني وكأس العالم للأندية. 208 مباريات و22 هدفاً، هي حصيلة سولاري مع ريال مدريد، وتميز دائماً بلمساته اليسارية الساحرة التي لا تزال عالقة في أذهان جماهير نادي العاصمة الإسبانية، رغم أن الفريق كان وقتها يعج بعدد كبير من النجوم.
مسيرة سولاري الكروية بدأت من نادٍ كبير في الأرجنتين هو ريفر بليت، إذ لعب في صفوفه بين موسمي 1996 و1998، لينتقل إلى أتلتيكو مدريد في أولى محطاته الأوروبية، دون أن يستمر مع الـ «روخيلانكوس» سوى موسم واحد، خطفه بعده القطب الأكبر في العاصمة الإسبانية.
بعد 5 مواسم متتالية مع ريال مدريد، انتقل سولاري إلى إنتر ميلان الإيطالي، في تجربة لم تكن ناجحة، فخلال الفترة من موسم 2005 إلى 2008، خاض مع الـ «نيراتزوري» 71 مباراة، سجل فيها 7 أهداف، لتنتهي إلى هنا رحلته في القارة الأوروبية، إذ عاد إلى الأرجنتين من جديد.
انضم سولاري إلى سان لورينزو لموسم واحد، ثم تحوّل إلى المكسيك عبر نادي أتلانتي لموسم واحد أيضاً، ليكون بعد ذلك نادي بينارول الأوروغوياني هو المحطة الأخيرة في مشواره كلاعب، وكذلك لموسم واحد فقط.
لم ينتظر مدرب ريال مدريد الجديد كثيراً ليقتحم مجال التدريب بعد الاعتزال، وكانت محطته الأولى في ريال مدريد، فتولى قيادة فريق الشباب لثلاثة موسم (2013-2016)، ثم تمت ترقيته ليقود الفريق الثاني «ريال مدريد كاستيا» اعتباراً من الموسم الماضي، وخلال النصف الأول من موسمه الثاني، اختير لقيادة الفريق الأول للريال.
في موسمه الأول مع ريال مدريد كاستيا قاد الفريق في 38 مباراة في دوري الدرجة الثانية، فاز خلالها في 14 مباراة، وتعادل في 13 وخسر في 11 مواجهة، لينهي الفريق الدوري محتلاً المركز الثامن في مجموعته.
وخلال الموسم الحالي خاض الفريق لحد الآن 10 مباريات، فاز في 5 منها، وتعادل في 4، وخسر في مباراة واحدة، وحالياً يحتل المركز الرابع في مجموعته، وبالطبع انتهت مهمته مع الفريق الثاني عقب توليه تدريب الفريق الأول.
يُعتبر مدرب ريال مدريد الجديد من اللاعبين القلائل على مر التاريخ، الذين ارتدوا قميصي الغريمين اللدودين في العاصمة الإسبانية، أتلتيكو مدريد وريال مدريد، وسولاري تحديداً انتقل بشكل مباشر من الأول إلى الثاني، بطريقة أثارت الكثير من الجدل، خصوصاً أن الانتقال جاء بعد موسم وحيد له في أتلتيكو مدريد.
لكنه لن يكون المدرب الأول الذي لعب في أتلتيكو مدريد ثم قاد ريال مدريد، فقد سبقه في ذلك خوان أنطونيو إيبينا، الذي لعب للفريقين ثم تولى تدريب ريال مدريد في العام 1952، ورامون غروسو الذي لعب أيضاً للفريقين وبعد اعتزاله قاد النادي الأبيض في العام 1991، وأخيراً الألماني بيرند شوستر الذي لعب للفريقين وأشرف على تدريب الـ «ميرينغي» في العام 2007.
ولعل ما لا يُبشّر بالخير لسولاري أن المدربين الثلاثة الذين سبقوه لم تطل رحلتهم مع ريال مدريد، وجميعهم رحلوا بعد موسم واحد فقط عن الفريق بسبب فشلهم في تحسين نتائج الفريق على الصعيدين المحلي والأوروبي. كما أن سولاري سيكون الأرجنتيني الرابع الذي يشرف على تدريب ريال مدريد على مر التاريخ، فقد سبقه كل من لويس أنطونيو كانيغيليا وألفريدو دي ستيفانو وخورخي فالدانو.
لا يخفي سولاري إعجابه بمواطنه ليونيل ميسي نجم وأسطورة برشلونة، ولطالما صرّح بأن «البرغوث» لاعب من كوكب آخر، وهو ما جلب له بعض الانتقادات من جماهير ريال مدريد، في الفترة التي سبقت رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن الفريق الملكي نحو يوفنتوس الإيطالي.
وخلال مقالة قديمة لمدرب ريال مدريد الجديد في صحيفة El Pais الإسبانية وأُعيد هذه الفترة تداولها في الصحف الإسبانية، قال المدرب الأرجنتيني إن ميسي «هداف لكن لا يمكنك تحديد مركزه. ميسي كالبرق والرعد. عندما يستلم الكرة الأرض تهتز والجميع يصمت».
وعن المقارنة مع رونالدو أدلى سولاري برأي صريح في هذا الجانب في العام 2013، في تصريحات قال فيها إن «كريستيانو أفضل لاعب في العالم، لأن ميسي يمارس رياضة أخرى؛ الأمر الذي يميّز ميسي هو استمراريته الرائعة لـ4 أو 5 سنوات، إنه لا يتوقف، هذا أمر غير إنساني.
معدّله في السنوات الأخيرة يصنع فارقاً مع كريستيانو رونالدو». واعترف سولاري في تصريحات أخرى في العام 2016، بأنه تمنى أن يكون ميسي لاعباً في صفوف ريال مدريد، وليس الغريم برشلونة، قائلاً: «من المؤسف أن ميسي في برشلونة، تمنيت لو كان في ريال مدريد. أنا سعيد بليونيل بصفتي أرجنتينياً، ولكن ريال مدريد يضم الأفضل دوماً، ومن سوء الحظ أنه لم يضع يده على ميسي».
قد يكون المدرّب الشاب معروفاً لدى الكثير من متابعي كرة القدم الأوروبية، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن عمّه (أخو والده) أشرف على تدريب المنتخب السعودي في العام 1994. خورخي سولاري (عمّ سانتياغو سولاري) كان مدرباً لتينيريفي الإسباني في العام 1994، لكنه تسلّم تدريب المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم التي أُقيمت في الولايات المتحدة.
وتحت إشراف سولاري «العم»، خسر «الأخضر» أولى مبارياته في تاريخ كأس العالم بصعوبة 1-2 أمام هولندا، قبل أن يفوز على المغرب 2-1، ثم على بلجيكا 1-0. وفي الدور الثاني، خسرت السعودية أمام السويد 1-3، لتحقق أفضل مشاركة لها في تاريخ النهائيات العالمية حتى الآن.
المصدر: عربي بوست
أخبار ذات صلة
الإثنين, 29 أكتوبر, 2018
ريال مدريد يقيل لوبيتيجي رسميا ويعلن اسم مدربه الجديد
الإثنين, 29 أكتوبر, 2018
كريستيانو رونالدو ينتقد "بيريز" ويكشف سبب رحيله من ريال مدريد
الأحد, 28 أكتوبر, 2018
برشلونة يعمق جراح ريال مدريد بخماسية مُذلة ويحسم "كلاسيكو الأرض"