نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تعرض مراسلات الصحف العالمية للتحرش الجنسي، خلال نقل آخر تطورات مونديال روسيا لسنة 2018.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته صحيفة "عربي21"، إن الكثير من الصحفيات تعرضن للتحرش الجنسي خلال النقل المباشر للأخبار الرياضية من روسيا، في محاولة من بعض المشجعين لاكتساب الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت الصحيفة أن مراسلة قناة "غلوبو" البرازيلية، جوليا غيماراس، كانت واحدة من بين 44 صحفية في روسيا اللاتي كن يعملن على تغطية أحداث كأس العالم في روسيا على مدار الساعة. وقد حاول أحد المشجعين تقبيل جوليا على الهواء مباشرة، في مدينة يكاترينبورغ، قُبيل انطلاق المباراة التي جمعت منتخب اليابان بنظيره السنغالي يوم الأحد الماضي.
وأوردت الصحيفة أن ردة فعل المراسلة جوليا كانت عنيفة بعض الشيء، حيث صرخت في وجه المتحرش ونهته عن تصرفه، ووجهت له نعوتا تصفه بأنه "شخص يفتقر للاحترام والتهذيب". ومن خلال تغريدة على حسابها على تويتر، عبرت جوليا عن مدى انزعاجها من حادثة التحرش، قائلة: "تخونني الكلمات للتعبير عن الموقف المحرج الذي تعرضت له، ولحسن الحظ أنني لم أتعرض مطلقا لهذا النوع من الاعتداءات في البرازيل، لكنني عشته مرتين في روسيا، حقا إنه أمر مخجل ومحزن".
وأشارت الصحيفة إلى أن جوليا ليست المراسلة الوحيدة التي تعرضت للتحرش والمضايقات في روسيا. فقبل بضعة أيام، تعرضت الإسبانية جولييت غونزاليس، مراسلة قناة "دويتشه فيليه" الناطقة باللغة الإسبانية، إلى التحرش على الهواء مباشرة، حين قبلها أحد المشجعين على خدها. وقد كتبت جولييت على حسابها الشخصي على إنستغرام أن المراسلات لا يستحققن مثل هذه الممارسات الدنيئة، وأنه يجب تفعيل الإجراءات اللازمة للحد من هذه المضايقات المتكررة.
ونقلت الصحيفة أن جولييت غونزاليس تعاطفت مع زميلتها المراسلة جوليا غيماراس، حيث أنهما ضحيتان لحادثتين متشابهتين. وقد صرحت جولييت على مواقع التواصل الاجتماعي بأن "المضايقات العنيفة للمشجعين أمر محزن، والأسوأ من ذلك بكثير هو أن العديد من الأشخاص لا يرون في هذه التصرفات إزعاجا أو قلة احترام".
من جهتها، أفادت مراسلة القناة السويدية "أفتون بلادت"، مالين وهالبرغ التي تعرضت أيضا للتحرش: "إذا كنت تركزين على عملك، وقام أحدهم بمضايقتك أو محاولة تقبيلك، فهذا التصرف لا يسمى قلة احترام، بل تحرشا جنسيا".
ونوهت الصحيفة بأن تفشي ظاهرة التحرش الجنسي في روسيا تجاوزت مضايقة المراسلات. فبعد فترة وجيزة من انطلاق فعاليات كأس العالم، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض مشجعي المنتخب الكولومبي، يعلمون فيه فتاتين من اليابان شتائم جنسية وهما ترددانها دون أن تعرفا أساسا معنى هذه العبارات. وقد أثار هذا الفيديو جدلا واسعا في الوسط الإعلامي، وقد صرحت الكثير من الجهات بأن هؤلاء المشجعين وصمة عار على بلدهم.
وذكرت الصحيفة أن بعض مشجعي المنتخب البرازيلي نشروا مقطع فيديو لامرأة تعرضت لحادثة مماثلة، وقد تم إبلاغ السلطات بذلك ومن الممكن ترحيلهم من روسيا في أقرب الآجال. علاوة على ذلك، عمد فريق من مشجعي منتخب كوستاريكا إلى شتم امرأة أجنبية بعبارات جنسية فاضحة.
وأكدت الصحيفة أن "منظمة كرة القدم ضد العنصرية" في أوروبا استنكرت التحرش الجنسي في مونديال روسيا لسنة 2018، حيث قالت: "كما هو الحال في كل كؤوس العالم لكرة القدم، تركز الحملات الإعلانية والصور المستخدمة في الإعلام على الصورة النمطية للنساء، ويقدمونها في شكل جميل ومثير". كما سلطت المنظمة الضوء على تقدم المرأة في مجال التغطية الإعلامية خلال السنوات الأخيرة، وهي تتوقع أن عدد المراسلات في روسيا يمكن أن يتجاوز 44 مراسلة.