دفع المدرب الإسباني اوناي ايمري ثمن الفشل القاري الذي اختبره باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم تحت اشرافه، بعد اعلانه الجمعة رسميا بأن الشراكة بين الطرفين ستصل الى نهايتها في ختام الموسم الحالي، وذلك بعد عامين على استلامه المهمة مع النادي الباريسي.
وقال ايمري الذي ينتهي عقده الحالي في حزيران/يونيو المقبل، في مؤتمر صحافي الجمعة أنه "تواصلت مع اللاعبين وعقدنا اجتماعا مع رئيس النادي (القطري) ناصر الخليفي والمدير الرياضي انتيرو هنريكه وقررنا عدم مواصلة المشوار معا".
ويعتقد بأن المدرب السابق لبوروسيا دورتموند الألماني توماس توخل الذي يحب عن فريق منذ ايار/مايو 2017، سيخلف ايمري في هذا المنصب.
وتعاقد سان جرمان في 2016 مع المدرب السابق لفالنسيا واشبيلية على أمل قيادته الى لقبه الأول في دوري الأبطال، لكن النادي الباريسي ودع المسابقة القارية من الدور ثمن النهائي في موسميه مع ايمري رغم الأموال الطائلة التي أنفقها لتعزيز صفوفه.
وأنفق سان جرمان أكثر من 400 مليون يورو الصيف الماضي من أجل تعزيز صفوفه بلاعبين مثل البرازيلي نيمار وكيليان مبابي، ولم يكن هدفه من ذلك استعادة لقب الدوري المحلي من موناكو أو الفوز مجددا بالكأس الفرنسية وكأس الرابطة.
الهدف كان جليا بالنسبة للجميع، وهو أن يدخل سان جرمان نادي كبار القارة العجوز من خلال احراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وبدا، أقله على الورق، قادرا على تكرار انجاز مرسيليا الذي كان ولا يزال الفريق الفرنسي الوحيد الفائز باللقب المرموق (1993).
إن ضم نيمار ومبابي اللذين كلفاه 222 و180 مليون يورو على التوالي للحصول عليهما من برشلونة وموناكو، الى الأوروغوياني ادينسون كافاني والأرجنتينيين أنخل دي ماريا وخافيير باستوري والإيطالي ماركو فيراتي أو ادريان رابيو، جعلا من النادي الباريسي المرشح الأقوى لمحاولة ازاحة ريال مدريد عن عرش القارة.
- الحلم يتحول الى كابوس -
لكن الحلم تحول الى كابوس في أمسية باريسية للنسيان لأن سان جرمان عجز عن تعويض خسارة ذهاب الدور ثمن النهائي أمام ريال الاسباني 1-3، وسقط مجددا أمام بطل الموسمين الماضيين بنتيجة 1-2 في غياب نيمار الذي خضع لعملية جراحية لمعالجة كسر في القدم تعرض له في الدوري المحلي وسيبعده عما تبقى من مشوار الفريق هذا الموسم.
وانتهى مشوار سان جرمان للموسم الثاني على التوالي في الدور ثمن النهائي وعلى يد فريق اسباني آخر، بعد خروجه الموسم الماضي أمام برشلونة الذي حقق انجازا تاريخيا بعدما عوض خسارته ذهابا في باريس صفر-4 وتأهل الى ربع النهائي بحسم الاياب 6-1.
ومنذ الخروج أمام ريال، بدا جليا أن ايمري وصل الى نهاية مشواره في العاصمة الفرنسية، لاسيما أن عقده الحالي ينتهي الصيف المقبل.
وتضمن بند التجديد التلقائي لعقد ايمري شرطا بأن يصل سان جرمان الى الدور نصف النهائي على أقل تقدير، وهو أمر لم يحققه الفريق سوى مرة واحدة في تاريخه كانت عام 1995 حين خسر أمام ميلان الإيطالي.
ورغم احرازه لقب الدوري قبل مراحل عدة على انتهاء الموسم واحتفاظه بلقب كأس الرابطة ووصوله الى نهائي الكأس المقرر في 8 ايار/مايو ضد ليزيربييه (درجة ثالثة)، لن يتمكن ايمري من مواصلة مغامرته الباريسية.
واعتبر المدرب الإسباني الجمعة أنه "بعد (الخروج أمام) ريال مدريد، كان يتوجب علينا المحافظة على وتيرتنا، مستوانا، هذا أمر هام، ونجح الفريق في تحقيقه"، متحدثا عن مستقبله بعد نهاية الموسم بالقول "أنا مركز تماما على يوم الاحد (مباراة الدوري ضد غانغان) ونهائي كأس فرنسا. بعدها، سنرى ما سيحصل".
وعن النصيحة التي يمكن أن يسديها لخلفه، قال ايمري "من المؤكد أنه إذا كان بحاجة الى أي شيء فبإمكاني مساعدته واعطاؤه رأيي. أنا منفتح على مساعدته إذا دعت الحاجة".
ويبقى أمام ايمري الذي جاء الى سان جرمان على خلفية القابه الثلاثة المتتالية مع اشبيلية في مسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ"، اربع مباريات في الدوري مع النادي الباريسي، بينها اثنان في "بارك دي برينس"، اضافة الى مباراة نهائي الكأس الذي توج به الموسم الماضي مع نادي العاصمة.