كثيرة هي الأسئلة التي تطرحها الصحافة الأرجنتينية والعالمية وخبراء كرة القدم عن تفاوت مستوى ليونيل ميسي مع منتخب بلاده وفريقه برشلونة، فالبرغوث الحاسم والهداف وأفضل لاعب في تاريخ الليغا والفائز بخمس كرات ذهبية والهداف التاريخي لمنتخب بلاده يعاني في الفترة الأخيرة من عقم تهديفي مع منتخب بلاده. ورغم تعاقب المدربين واستبعاد مهاجمين واستدعاء آخرين لكن النتيجة واحدة "شباك لا تهتز".
ويعاني المنتخب الأرجنتيني من ندرة تهديفية مثيرة للقلق قد تطيح بأحلامه في التأهل لمونديال روسيا 2018.
وفي ظل غياب الدقة والقوة في التسديدات الأخيرة، لم يرفض منتخب "التانغو" هدية نظيرة الفنزويلي بتسجيل الأخير هدفا بالخطأ في مرماه، ليقتنص رفقاء ميسي تعادلا صعبا (1-1) على أرضهم وبين جماهيرهم في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة للمونديال.
ووضع هذا الهدف العكسي نهاية لغياب المنتخب الأرجنتيني عن تسجيل الأهداف طوال 308 دقائق، رغم امتلاكه أفضل المهاجمين في العالم مثل ميسي وباولو ديبالا نجم يوفنتوس، وماورو إيكاردي هداف إنتر ميلان.
ولا يزال المنتخب الأرجنتيني بالمركز الخامس في ترتيب التصفيات التي يتبقى منها مرحلتان، يواجه خلالهما "ألباسيليستي" بيرو وإكوادور، في ظل صراع محموم بين المنتخبات التي تحتل المراكز من الثاني إلى الثامن بسبب فارق النقاط الضئيل بينها والذي يصل إلى ست نقاط فقط.
وبدأت الأرجنتين مباراتها أمام فنزويلا بقوة، وقدمت 25 دقيقة رائعة، كانت قادرة خلالها على تسجيل عدة أهداف، ولكن غياب الدقة أبعدت نجوم الفريق عن هز شباك المنافسين.
ووصل الأرجنتينيون في الشوط الأول 11 مرة لمرمى فنزويلا في هجمات واعدة، قاد معظمها الثلاثي ميسي وديبالا وإيكاردي.
ولكن لم يفلح أي من هذا الثلاثي -حتى ميسي- في تسجيل أهداف في مرمى فريق ليس لديه ما يخسره، بعد تأكد خروجه من سباق التأهل قبل فترة طويلة.
وتصدى حارس فنزويلا بأعجوبة لركلة حرة مباشرة نفذها ميسي في الدقيقة 41.
وتأثر المنتخب الأرجنتيني كثيرا بخروج أنخل دي ماريا -اللاعب الأبرز في الشوط الأول- مصابا في الدقيقة 24، ليتراجع مستوى الفريق بشكل كبير في الشوط الثاني.
وندرة الأهداف مشكلة يعاني منها المنتخب الأرجنتيني منذ فترة طويلة، ولم يتمكن من التغلب عليها رغم تعاقب ثلاثة مدربين على قيادته فنيا خلال هذه التصفيات.
وبدأت هذه الظاهرة تتجلى خلال عهد المدرب الأسبق خيراردو مارتينو، وتعمقت بشكل أكبر مع خلفه إدغاردو باوزا.
وجاء خورخي سامباولي بعد ذلك، ولكن حتى الآن لم يقدم حلولا ناجعة لهذه المشكلة، فقد خاض أولى مبارياته الرسمية مع الأرجنتين يوم الخميس الماضي أمام أورغواي وقادها لتحقيق تعادل باهت بنتيجة 1-1، ثم تعادل مرة أخرى بنفس النتيجة أمس مع منتخب فنزويلا المتواضع.
وأثارت ندرة الأهداف قلق سامباولي منذ البداية، مما دفعه إلى إجراء بعض التغييرات وتعديل طريقة اللعب ولكن دون التخلي عن الاعتماد على ميسي في تسجيل الأهداف.
وكانت أول التغييرات التي أجراها سامباولي استبعاد المهاجم سيرجيو أغويرو ومن وراءه غونزالو هيغواين اللذين تعرضا للانتقاد بسبب غياب فاعليتهما في المباريات الأخيرة التي خاضاها بقميص المنتخب الأرجنتيني.
واستدعى المدرب الأرجنتيني المهاجم الشاب باولو ديبالا، كما ضم إيكاردي أيضا متغاضيا عن آراء من سبقوه في هذا اللاعب -الذي اتهم في الماضي بإقامة علاقة عاطفية مع زوجة لاعب آخر- ولكنه في النهاية سجل 26 هدفا في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، وهذا ما دفع سامباولي لضمه.