يواجه نادي برشلونة الاسباني لكرة القدم، المتخمة حساباته بمبلغ 222 مليون يورو، تحديا لايجاد ببديل لنجمه البرازيلي نيمار المنتقل الى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة تاريخية.
تجد إدارة النادي الكاتالوني نفسها أمام ضرورة التحرك بسرعة، اذ ان سوق الانتقالات الصيفية تقفل بنهاية آب/أغسطس، الا انه لا يزال في امكانه الاعتماد على عدد من أكثر اللاعبين موهبة في العالم، بقيادة لاعبين أمثال الارجنتيني ليونيل ميسي والاوروغوياني لويس سواريز.
في ما يأتي بعض الترجيحات لما سيقوم به برشلونة لتعويض غياب نيمار (25 عاما)، ومواجهة غريمه التقليدي ريال مدريد الذي حقق في الموسم المنصرم ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا.
أزمة رحيل فيغو
سيعاني برشلونة من غياب نيمار على أرض الملعب، الا ان انتقال نجمه الى بطولة أدنى مستوى يعد أيضا ضربة قوية لهيبة برشلونة وتذكيرا بأيام اعتقدوا انها ولت.
غالبا ما عانى النادي الكاتالوني للاحتفاظ بنجومه، لاسيما أمام العروض المغرية لريال مدريد. وعبر لويس ميا والدنمركي مايكل لاودروب، والاكثر شهرة البرتغالي لويس فيغو، من "ضفة الى أخرى" في كرة القدم الاسبانية، أي من برشلونة الى غريمه الأكبر ريال.
فعندما غادر فيغو في ظروف مماثلة لرحيل نيمار بعد ان دفع ريال مدريد قيمة البند الجزائي في عقده في حينها عام 2000، أربك برشلونة على أرض الملعب وفي مجلس الادارة. ذهبت أموال الصفقة هدرا، ولم يفز برشلونة بأي لقب كبير لمدة خمسة مواسم.
ثم جاء ميسي ومجموعة من المواهب العالمية لقيادة الفريق الى انجح فترة في تاريخه، بفوزه بثمانية ألقاب في الدوري الاسباني واربعة في دوري ابطال اوروبا في الاعوام الـ12 الاخيرة.
ومنذ رحيل فيغو قبل 17 عاما، أصبح برشلونة علامة تجارية وأحد اغنى الاندية في العالم، اضافة الى انه لا يزال محتفظا بـ "درة تاجه" ميسي. ويبدو برشلونة في هذه الفترة أمام تحد مماثل، لعدم تكرار تجربة ما بعد رحيل فيغو.
الانفاق بحكمة
التحدي الاكبر لرئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو هو المبلغ الذي سيدفعه في الاسابيع الاربعة المقبلة، خاصة بعد عامين من انفاق النادي مبالغ كبيرة مقابل مردود قليل لضم لاعبين امثال البرتغالي اندريه غوميش وباكو ألكاسير والتركي اردا توران.
وتجد إدارة برشلونة نفسها في مواجهة ضغوط للتعاقد مع لاعب مميز، وترددت في هذا الاطار اسماء البرازيلي فيليبي كويتيو والفرنسيين عثماني ديمبيلي وكيليان مبابي والارجنتيني باولو ديبالا.
الا ان إيجاد بديل من طينة نيمار سيكون مستحيلا، وهذا ما دفع النادي لوضع بند جزائي مرتفع القيمة، مقارنة بصفقاته السابقة.
الا انه يجب الاخذ في الاعتبار ان برشلونة سيكون في وضع أفضل على المدى البعيد، لتوفير الاموال لفترات الانتقالات المقبلة في حال عدم تمكنه من تعزيز فريقه على أرض الملعب في الوقت الراهن.
منح الشباب الفرصة
الامر الاكثر قلقا لبرشلونة هو ان نيمار غادر وهو في الخامسة والعشرين، تاركا وراءه فريقا أعمار لاعبيه متقدمة. فميسي وسواريز والمدافع جيرار بيكيه في الثلاثين، وقائد الفريق اندريس انييستا في الرابعة والثلاثين وسينتهي عقده في نهاية الموسم.
احد الانتقادات لتطور برشلونة في المواسم الاخيرة منذ مغادرة المدرب جوسيب غوارديولا في 2012، هو ان متخرجي أكاديمية النادي لم يمنحوا فرصتهم في ظل تركيز الفريق على ضم النجوم.
وقال قائد الفريق السابق تشافي هرنانديز في هذا الصدد "كان برشلونة نائما. يجب ان يعززوا اكاديمية الشباب".
ونظرا لحاجته الى دماء جديدة، يمكن لبرشلونة تفعيل الاكاديمية التي خرجت ميسي وتشافي وانييستا.
إعادة التوازن
قال نيمار في كلماته الوداعية لناديه السابق "شكلت ثلاثيا مع ميسي وسواريز صنع التاريخ، وحققنا كل ما يمكن للاعب ان يحققه".
على مدى ثلاثة اعوام، شكل ميسي وسواريز ونيمار ثلاثيا خطيرا عرف اختصارا بـ "ام اس ان"، وسجلوا 228 هدفا في 110 مباريات.
ولكن، ومن خلال بناء الفريق حول ثلاثة مهاجمين، فان اللاعبين الاخرين كافحوا كثيرا خاصة في خط الوسط الذي كان مصدر قوة برشلونة في حقبة غوارديولا. انفرط عقد الثلاثي الهجومي، ولكن في حال استعمل برشلونة عائدات صفقة نيمار لتعزيز خط الوسط ومساندة القوة الهجومية لميسي وسواريز، فان الفريق سيبقى قوة مرعبة في "لا ليغا" ودوري ابطال اوروبا.