قال مدربون مغاربة ولاعبون سابقون، إن حلم تتويج منتخب بلادهم بالكأس الإفريقية يبقى مشروعاً ورهيناً بحجم المجهودات التي سيبذلها "أسود الأطلس"، ومقدار الاستماتة التي سيعبرون عنها، خلال مباراتهم مع منتخب مصر، صاحب الخبرة الكبيرة وإن كان يعتمد على جيل جديد.
وطالب المدربون، لاعبي منتخب "أسود الأطلس" بتوخي الحيطة والحذر، خلال مباراتهم الحاسمة أمام "الفراعنة"، غداً الأحد، بالدور ربع النهائي لكأس أمم الإفريقية لكرة القدم المقامة بالغابون، مشيرين إلى قدرة منتخب المغرب على تحقيق الفوز.
هشام جدران، المدرب المغربي السابق لأندية ألميريا الإسباني، والرفاع البحريني والنهضة العماني، وصف القمة الكروية العربية بـ"الصعبة"، مطالباً لاعبي منتخب بلاده بتوخي الحيطة والحذر، وتفادي الأخطاء قدر الإمكان للحيلولة دون منح الفرصة للمصريين من أجل كسب الثقة.
وفي اتصال هاتفي مع الأناضول من البحرين، قال جدران: "من الصعب التكهن بنتيجة المباراة بين فريقين عريقين، ولو أن الكفة تميل دائما لمصلحة المنتخب المغربي".
وأضاف: "الفريقان متقاربان بشكل كبير في كل شيء، في طريقة اللعب، وتوفرهما على لاعبين شباب، ومدربين محنكين، وهو ما يوحي بالندية والاندفاع البدني".
ووفق جدران، فإن "جزئيات صغيرة هي من ستحسم المباراة وترجح كفة منتخب على حساب الآخر، مدرب مصر (هيكتور كوبر) سيحرص على أن يكون هو صاحب المبادرة".
واستدرك: "أما مدرب الأسود هيرفي رونارد، فلديه قراءة مغايرة، نظرة أخرى ستتجه نحو الاعتماد على المرتدات، واستثمار الكرات الثابتة، وتضييق المساحة على اللاعبين المصريين حتى لا يلعبوا بالطريقة التي يفضلونها".
وتابع: "رهان الفوز بكأس إفريقيا يبقى مشروعا ويمكن تحقيقه رغم صعوبة المهمة، المنتخب يجب أن يلعب مباراة بمباراة. ملاقاة مصر وتجاوزهاعغ في محطة الربع وبعدها التفكير في القادم".
من جهته، قال عبد المالك العزيز، مدرب فريق شباب المسيرة (مغربي) والربان السابق لفريق الجيش الملكي المغربي، إن منتخب بلاده بإمكانه تحقيق الرهان القاري، والتتويج بلقب أمجد الكؤوس بالقارة السمراء شريطة مواصلة العمل على نفس النهج، والحفاظ على القتالية وحسن التعامل مع ما تبقى من مباريات.
وبحسب العزيز، فإن "المباراة أمام منتخب مصر ستكون صعبة للمنتخب المغربي في ظل رغبتهما المشتركة في بلوغ محطة النصف نهائي، والاقتراب من تحقيق رهان التتويج باللقب القاري، وهو ما سيرفع حتما من درجات الترقب".
وفي حديثه مع الأناضول رأى أن "الرغبة المشتركة بين المنتخبين في مواصلة المشوار القاري ستصعب من مهمتهما، وستجعل الترقب يبلغ مستويات متقدمة في انتظار أن تبوح القمة بكل أسرارها".
فمنتخب الفراعنة، وفق العزيز، "متمرس على المستوى القاري، وحضوره يكون وازناً، ولا أدل على ذلك من عدد المرات التي تربع فيها على عرش الكرة بالقارة، وعليه فالحيطة والحذر، واستغلال أنصاف الفرص ستكون عوامل حاسمة في إنجاز الأسود مهمة عبور البوابة المصرية".
ومتفقا مع العزيز، شدد اللاعب السابق للمنتخب المغربي مصطفى الحداوي، على كون الديربيات العربية، التي يكون طرفها المنتخبين المغربي والمصري، دائما ما تتميز بالندية والحماس.
وطالب بـ"ضرورة التعامل الجيد مع فصول المواجهة، وتوخي الحيطة بالنظر إلى الصعوبة التي قد يشكلها المنتخب المصري للاعبي المنتخب المغربي".
وأضاف للأناضول: "المنتخب المصري راكم تجارب إفريقية مهمة، ويجب الإعداد له بشكل جيد رغم كونه يعاني من عقدة اسمها المنتخب المغربي نتيجة الانتصارات التي يحققها الأسود، والتي تؤثر فيه كثيرا".
وزاد قائلا: "المنتخب المصري الشقيق غيّر جلده رغم إبقائه على بعض عناصر التجربة بقيادة المخضرم عصام الحضري، وتوفره على لاعب مميز من قيمة محمد صلاح".
ولفت إلى أن منتخب الفراعنة "قدم إشارات قوية على رغبته الجامحة في العودة إلى سكة التتويجات لربط الماضي بالحاضر واستعادة توهجه القاري، الفائز في المباراة سيقوى حظوظه للمنافسة على لقب النسخة الحالية، وكلنا أمل في أن يكون التوفيق حليف منتخبنا".
الطرح ذاته زكّاه الهدّاف المغربي السابق مصطفى بيضوضان، الذي قال إن الديربيات العربية لها خصوصياتها التي تميزها عن باقي مباريات القارة السمراء.
وأوضح للأناضول أن "المنتخب الذي سيكون حاضرا بقوة على امتداد دقائق المواجهة، والطرف الأكثر استثمارا لأنصاف الفرص، هو من سيكون الأقرب إلى الظفر بتأشيرة التأهل إلى مباراة نصف النهائي".
وأشار إلى أن "المنتخب المغربي يتوفر على المقومات التي تخول له الاستمرار في المسابقة، والتتويج بلقبها، وهو ما يجب أن يكون مقرونا بالحذر وتجنب الأخطاء التي قد تربك الحسابات، لتقليص هامش الخطورة، مقابل التحلي بالنجاعة الهجومية، التي تشكل مفتاح العبور.
وفي رأي بيضوضان فإن "الأسود يتوجب عليهم مناقشة كل مباراة على حدة، والبداية من الدقائق الـ90 لمباراة مصر، وبعدها التفكير في اللقب".
وتأهل المنتخب المغربي للدور ربع النهائي برصيد 6 نقاط وبفارق نقطة واحدة عن منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي احتل صدارة المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، بينما ودعت كوت ديفوار وتوغو البطولة بعد حصولهما على المركزين الثالث والرابع على التوالي.
ونجح المغربي في انتزاع بطاقة التأهل لربع النهائي للمرة الأولى بعد غياب 13 عامًا وتحديدا منذ عام 2004.
بينما تأهل المصري بعد احتلاله صدارة المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط، بفارق نقطة واحدة عن غانا الذي تأهل أيضا، بينما ودعت مالي وأوغندا البطولة بعد احتلالهما المركزين الثالث والرابع على التوالي.
ويسعى منتخب مصر لمواصلة مسيرته المميزة بالتتويج بالبطولة الإفريقية الثامنة في تاريخه بعد سبعة ألقاب توجوا بها ملوكاً على عرش القارة السمراء.