تنطلق السبت مباريات الدور ربع النهائي في كأس الامم الافريقية المقامة في الغابون، بلقاء اشبه بنهائي مبكر بين السنغال والكاميرون حاملة اللقب اربع مرات، بينما تبدو تونس امام فرصة ملائمة للتأهل عندما تلاقي بوركينا فاسو.
وتصدرت السنغال المجموعة الثانية في الدور الاول امام تونس، بينما تصدرت بوركينا فاسو المجموعة الاولى على حساب الكاميرون.
ويبدو لقاء السنغال والكاميرون اشبه بنهائي مبكر، نظرا لقوة المنتخبين وترشيح كليهما لاحراز لقب النسخة الحادية والثلاثين المقامة حتى الخامس من شباط/فبراير. فهما يتمتعان بقدر عال من الموهبة، واللقاء بينهما هو اعادة لنهائي بطولة 2002، عندما فازت الكاميرون بركلات الترجيح 3-2 وأحرزت آخر ألقابها الاربعة.
في المقابل، كان النهائي افضل نتيجة للسنغال في تاريخ البطولة. وفي النسخة الحالية، تصدرت السنغال مجموعتها بفوزين بنتيجة 2-صفر على تونس وزيمبابوي، والتعادل 2-2 مع الجزائر بتشكيلة معظمها من الاحتياطيين، بعدما كانت ضمنت التأهل.
اما الكاميرون، فحلت ثانية في مجموعتها بالتعادل 1-1 مع بوركينا فاسو، والتغلب على غينيا بيساو 2-1، والتعادل سلبا مع الغابون.
وعلى رغم التفوق السنغالي في الدور الاول، رشح مدربها أليو سيسيه الكاميرون لعبور ربع النهائي، علما ان الاخيرة تتفوق في المواجهات المباشرة (ثلاثة) بين المنتخبين في أمم افريقيا، بفوزين مقابل خسارة.
وقال سيسيه للصحافيين "الكاميرون هي المرشحة (...) احزرت كأس الامم الافريقية اربع مرات بينما السنغال لم تحرزها اي مرة. لذا اذا كان ثمة من منتخب مرشح، فهو الكاميرون".
اضاف "لمنتخب +الاسود غير المروضة+ لاعبون كبار ومدرب مخضرم (البلجيكي هوغو بروس). انا وفريقي فخورون بمواجهتهم".
ورفض سيسيه الذي كان قائدا لمنتخب بلاده في نهائي 2002، اعتبار السنغال من المرشحين البارزين لاحراز اللقب، قائلا "كيف نكون مرشحين في حين ان منتخبات مثل غانا والمغرب وجمهورية الكونغو الديموقراطية لا تزال في المنافسة؟ (...) غانا بلغت نهائي البطولة الماضية، المغرب يقدم اداء لافتا، والكونغو اظهرت امكانات هائلة".
وعلى رغم هذا الاطراء، يؤثر المدرب البلجيكي للمنتخب الكاميروني عدم الافراط في التفاؤل. وقال هوغو بروس بعد حصة تدريبية، ردا على سؤال عما اذا كانت الكاميرون مرشحة، "لا، لا على الاطلاق".
اضاف المدرب الذي يعتمد على مجموعة شابة بمعظمها بعدما آثر اللاعبون الاكثر خبرة البقاء مع انديتهم، "انه تحد كبير لنا ان نلعب مع منتخب من مستوى السنغال وان نحقق نتيجة طيبة امامه".
واوضح ان 14 لاعبا من منتخبه لم يسبق ان شاركوا في كأس الامم الافريقية "وهذا يعني اننا لا نتمتع بالخبرة في بطولات من هذا القبيل".
وخاضت الكاميرون نسخة 2015 في غينيا الاستوائية بعد غياب عن دورتي 2012 و2013، وخرجت من الدور الاول.
ويرى لاعب الوسط السنغالي ادريسا غييه ان ربع النهائي "هو بداية الطريق. يجب ان نخوض كل المباريات بقوة حتى بلوغ النهائي لان هدفنا هو كتابة التاريخ".
- تونس في "بطولة جديدة" -
وفي المباراة الثانية السبت، تبدو تونس مصممة على بلوغ نصف نهائي بطولة التي احرزتها مرة واحدة عام 2004 عندما استضافتها.
وتلتقي تونس التي حلت ثانية في المجموعة الثانية خلف السنغال، بوركينا فاسو متصدرة المجموعة الاولى. وفازت تونس في الدور الاول على الجزائر 2-1 وزيمبابوي 4-2، وخسرت امام السنغال 2-صفر. اما بوركينا فاسو، فتعادلت مع الكاميرون والغابون 1-1، وفازت على غينيا بيساو 2-صفر.
وشدد مدرب تونس الفرنسي البولندي هنري كاسبرجاك (70 عاما) بعد التأهل الى ربع النهائي، على أهمية الاستمرار بالمستوى نفسه.
وقال "تونس وبوركينا فاسو منتخبان يملكان عناصر موهوبة لديها مؤهلات كبيرة، لذلك ستكون المباراة من مستوى عال خاصة على الصعيد الهجومي".
اما لاعب الوسط وهبي الخزري فقال في تصريحات لقناة "كنال بلوس" الفرنسية، "ان بطولة جديدة بدأت مع ربع النهائي لان كل منتخب يملك فرصة واحدة وعليه استغلالها وعدم التفريط بها".
وهي المرة الثالثة تبلغ بوركينا فاسو الدور ربع النهائي في تسع مشاركات لها في البطولة الافريقية. وهي حلت رابعة في 1998، ووصيفة عام 2013، وخرجت من الدور الاول في نسخة 2015.
وجدد المدرب البرتغالي باولو دوارتي الذي يقود منتخبا "في طور التجديد"، ثقته بلاعبيه على المضي قدما الى ابعد من ربع النهائي، رغم ارغام الاصابة مهاجميه البارزين جوناثان بيترويبا وجوناثان زونغو على الانسحاب من البطولة.
والتقى الطرفان خمس مرات، ففازت بوركينا فاسو مرتين، وتعادلت مثلهما، وخسرت مرة واحدة.