" قلت لكم مرارا
إن المدافع التي تصطفّ في الحدود،
في الصحاري لا تطلق النيران إلا حين تستدير للوراء،
لا تصنع انتصارا".
هذا هو قانون "أمل دنقل" لفهم الجيش العربي. قبل أيام دمرت مقالات إسرائيلية مواقع عسكرية تتبع النظام السوري. الليلة دمر هجوم دولي عشرات الأهداف العسكرية في سوريا. بقي النظام السوري / جيش النظام السوري مشلولاً، عاجزاً حتى عن الفهم. خلال سبعة أعوام قتل هذا "الجيش السوري العاجز" مليون مواطناً سورياً. إذا تعلق الأمر بمواجهة عسكرية حقيقية فغاية ما يصبو إليه مثل هذا الجيش: أن يشعر المهاجم بالملل.
إنها أنظمة تمارس كل أنواع الجرائم عدا تلك التي تتطلب الشجاعة، بتعبير الروائي غاليانو. كان جيش مماثل، جيش القذافي، قد انهار أمام القوات الجوية الفرنسية في أول ثلاثين دقيقة. وأعلن "الجنرال عسيري" انهيار قوات صالح في أول ?? دقيقة. بينما سيطرت القوات الأميركية على كل العراق خلال ?? يوم. وتحول الجيش العراقي المتوحش والفتاك، الذي لم يتردد لحظة وهو يسحق مواطنيه الأكراد بالأسلحة الكيماوية، إلى ناشط في الجريمة من خلال التحاقه بداعش والقاعدة. الجريمة "التي لا تتطلب الشجاعة" هي ما يجيده الجيش العربي، وحسب.
تعلمنا من فن الرواية: "من بين كل عشرة أشخاص هناك ابن عاهرة"، فيما يتعلق بالشعوب. تصبح هذه القاعدة مقلوبة حين تصعد إلى الأعلى، إذا تعلق الأمر بالأنظمة، وتحديداً نسختنا العالمثالثية.
من بين كل ما قيل الليلة الماضية كان خطاب "ماي" هو الأكثر أخلاقية: تحدثت عن احتياج عام للحفاظ على "القواعد الكونية"، وعن رسالة لا بد من إيصالها لكل العالم: لا يمكن لشخص، أو لجماعة، أن يستخدم سلاح دمار شامل ويفلت من العقاب. داخل هذه المعالجة الأخلاقية الشائكة، والجدلية، جرى هجوم الليلة الماضية على جيش "حيوان الغاز". أعني: الجيش الذي ارتكب كل أنواع الجرائم عدا تلك التي تتطلب الشجاعة.
أتذكر جيداً أني كتبتُ في خريف ????:
سيقودنا المسخ صالح إلى يوم نرى فيه المقاتلات الفرنسية فوق صنعاء، وحينها سيكون هجوماً "غير قانوني لكنه مشروع". وقديماً قالت العرب: الطغاة يجلبون الغزاة.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
تفكك اليمن إلى مستعمرات ثلاث
العودة إلى تفاهة الشر
معضلات لا تستطيع القبة الحديدية حلّها