في الطغيان يكمن مكر التاريخ، والطغاة وإن حاولوا أن يجعلوا من أنفسهم هذا التاريخ، إلا أنهم في حقيقة الأمر ليسوا سوى الوجه المخادع منه، ذلك الوجه الذي تتكور في قسماته البشعة فضاءات مضيئة من نضالات الشعوب وتضحياتها.
يكمن مكر التاريخ في أن الطغاة إننا يصنعون بأيدي الخائفين والمرتجفين، فإذا رأيت طاغية يتنطع فوق شعبه فاعرف أن كل من حواليه جبناء ، خائفون، مرتجفون، فهؤلاء هم الذين يقبل الطاغية أن يبقيهم إلى جواره، لا يقبل الطاغية الشجاع إلى جانبه ،كما أن الشجاع لا يقبل أن يبقى في كنف الطغيان.
لا بد أن نكون قد تعلمنا أن الشجاعة والطغيان لا يلتقيان، الشجاعة قيمة نبيلة لا تتعايش إلا مع العدل، بينما الطغيان رذيلة لا تقبل إلا الجبناء والخائفين.
ولا بد أن نكون قد تعلمنا أن الطغيان عملية لا تسير في اتجاه واحد ، فهو يرتد ليحصد من مارسوه وصفقوا له في تجارب تاريخية عديدة.
ولا بد أن نكون قد تعلمنا أنه لا إستثناء من النهايات التي تنتظر الطغاة، ولن يكون هناك استثناء من مكر التاريخ .
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
لا تراجع.. بل المزيد من فرض قيم وسيادة الدولة
البنك المركزي اليمني.. وقرار توسيع وترشيد المعركة
هل تعلمنا من الدرس؟!