شيء جميل حينما لا تتوقف الحياة مع الحرب، ذلك ما يبعث على الأمل بأن التمسك بالحياة بمعناها الوجودي الأشمل ، الذي يتضمن العمران والعمل ومواصلة الحلم ، هو وحده القادر على إنهاء الحرب.
الحروب التي اقترنت بالعمران كانت شاهداً على أن الحياة هي موضوع التاريخ وليس سواها، الحياة قيمة إنسانية تتجدد من داخلها وتتفوق على كل من يقف في مواجهتها، المهم هو أن نفهمها في حركتها لا في سكونها.
ستنتهي الحرب، وهي لا بد أن تنتهي ، لكننا لا نريدها أن تنتهي وقد انتزعت منا هذا المضمون الوجودي للحياة في صلته الوثيقة بالعمران والذي لا زال يتدفق في شرايين اليمنيين كعنوان لأصالة ارتباطهم بهذه الأرض التي تنتظر الاعمار والنهوض بها كوطن طال انتظاره.
يتوجب علينا أن نبدأ الاعمار في المناطق التي تتوفر فيها الشروط للقيام بهذه المهمة الخالدة ولو بالحد الأدنى، لنطوق الحرب بالإعمار والبناء والعمل، يحب أن لا نترك في حياتنا مساحة تسلل منها تجاعيد الحرب لتقتل الخلايا التي تختزن الأمل وتمد بقية الجسم بالصمود.
لنبدأ، إذا لم يكن قد تم البدء بذلك، بإعداد المخططات ، أو ما يسمى The Master Plan لكل مدينة أو منطقة يراد إعمارها بحيث تتضمن كل ما يراد بناؤه أو إعادة بنائه من مساكن ومنشئات وخدمات وطرقات ومدارس ومراكز صحية وبنى وهياكل وغيره حتى أنه عندما نتحدث عن إعادة الإعمار تكون هذه المخططات جاهزة ويتم عرضها للتمويل والتنفيذ لأنه سيفهم معنى الإعمار فقط بهذه المخططات.
وبهذا يتم تطويق الحرب بالإعمار بدلاً أن تواصل الحرب تطويقنا بفسادها وبقيمها القبيحة.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
لا تراجع.. بل المزيد من فرض قيم وسيادة الدولة
البنك المركزي اليمني.. وقرار توسيع وترشيد المعركة
هل تعلمنا من الدرس؟!