أنا بداية بريء من عنوان هذه المقالة الذي اقتبسته في الأساس من عنوان ندوة نظمتها وزارة صحة "أعلام الهدى"، في صنعاء.
ليس غريباً أن ترعى وزارة صحة الحوثيين ندوة بهذا العنوان، فهم جماعة مهجوسة بنظرية المؤامرة التي تَعُد اللقاحات جزءاً من مؤامرة كونية على الشعوب، وهي "نظرية خامنئية" بامتياز، لأن ولي الله الآخر في إيران صرح بشيء من هذا القبيل، إبان تفشي كورونا في بلاده، وقد اقتبس "الخامنئيون" في اليمن هذه الفكرة من معلمهم الأكبر.
المهم...
يقول أحد "الباحثين" الحوثيين في مداخلة له، ضمن الندوة: "إن الطب الحديث، بما فيه من اللقاحات والطب الكيميائي عبارة عن فكرة يهودية، هدفها الاستثمار والتجارة والاستهداف العدواني للشعوب"!
دعونا نقبل - جدلاً - مثل هذا الطرح من أحد كهنة الملازم الصفراء، لكن كيف يتهم هذا الباحث منظمة الصحة العالمية بعدم توفير اللقاحات اللازمة التي حجبتها "المنظمة الصهيونية" عن الشعب اليمني؟!
كيف نلوم المنظمة على عدم توفير "الأفكار اليهودية"؟!
تناقض، أو لا؟!
الجواب عندكم حول أفكار "الباحث الصحي" سليم السياني. التي أتحف بها الحضور.
طيب...خذوا هذه:
"باحث" آخر في زي أستاذ مساعد في كلية طب صنعاء، هو عبد العزيز الديلمي، يؤكد أن "اللقاحات ليست إلا شماعة، ليست لها صحة أو أساس علمي، وبالتالي لسنا على المسار الصحيح للحفاظ على البشرية"، وركزوا على قضية "الحفاظ على البشرية"، ضد "مؤامرة اللقاحات" التي يدعو لها الديلمي!
الفكرة إلى حد الآن مقبولة ومهضومة: اليهود يقودون مؤامرة على البشرية عن طريق اللقاحات، حسب "أبقراط الديلمي"!
جميل جدا...!
طيب...
شوفوا هذه الفكرة المبتكرة لـ"الباحث" الديلمي حول "وسائل تقوية المناعة" لدى البشرية، حيث قال إن المناعة تكمن في "قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأعلام الهدى" التي تشكل وسيلة لزيادة المناعة!
لا تستغربوا...
هذه الأفكار تناقش اليوم في الصروح الأكاديمية اليمنية من طرف "باحثي الغفلة"، و"منقذي البشرية" الجدد بكبسولات مناعة "أعلام الهدى سلام الله عليهم"!
ما علينا...
خذوا هذه كذلك: كان على رأس الحاضرين والمستفيدين من هذه الندوة التي نظمتها وزارة "أعلام الهدى"، الدكتور عبد العزيز بن حبتور رئيس وزراء "أعلام الضلال"، ذلك الرجل الزئبقي المستعد لمسايرة الكهان، حتى وهم يتحدثون عن "مؤامرة عالمية" على اليمن تنظمها شركات إنتاج الأمصال واللقاحات.
دعونا لا نتحدث عن بقة من حضر الندوة من الأسماء، ويكفي أن نستشهد بهذا الكيان الهلامي المسمى بن حبتور، الذي يمثل كماً كبيراً من الكائنات الرخوية العجيبة.
هل عرفتم الآن لماذا عادت الكوليرا التي كانت على أيام أحمد ويحيى حميد الدين؟!
لماذا عاد شلل الأطفال الذي تخلصنا منه منذ فترة طويلة؟!
شلل العقول - يا سادة - هو السبب الرئيس وراء شلل الأطفال في اليمن، وشلل مختلف جوانب الحياة في هذا البلد "السعيد جداً" بـ"أعلام الهدى" المباركين.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
*من صفحة الكاتب على "فيسبوك"
اقراء أيضاً
عن المقاومة «الإرهابية» والاحتلال «الديمقراطي»!
كذبة فصل الدين عن الدولة
عدالة بيضاء.. لتذهب المحكمة إلى الجحيم