حرية الصحفيين ليست شأنا خاصا بهم، ولا تهمهم دون غيرهم، بل هي قضية كل المجتمع، وبدون الحرية لا يمكن أن تكون هناك حياة كريمة ولا حقوق مصانة ولا شعور بالأمان، ولذلك فهي قضيتنا جميعا.
وكون الصحفيين أحد الأركان لهذا الحرية، فإن مصادرة حريتهم هي مصادرة لحرية المجتمع ككل، ليس فقط لكونهم جزءا منه ومن فئاته، وإنما أيضا لأنهم أهم عوامل قوته السلمية وصوته الحقيقي في أحزانهم وأفراحهم.
ومن البديهيات أنه لا ديمقراطية بدون حرية الصحفيين والصحافة، وبخلاف ذلك يبقى أي إدعاء بوجودها محل شك، على افتراض صحته، مع أن التجارب القديمة والحديثة تخبرنا بأنه بغياب حرية الصحفيين، فلا مجال للسؤال: هل ثمة ديمقراطية هنا أو هناك؟
مرت علينا مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وهي مناسبة دولية للتذكير بمعاناة وظروف الصحفيين في سبيل أداء عملهم حول العالم، وكذا للاعتراف بدورهم في كشف الحقيقة والدفاع عن الحقوق والحريات ومسائلة الحكومات على سياساتها بالنيابة عن مجتمعاتهم.
وهذا اليوم يهمنا في اليمن أكثر من غيرنا بالنظر للحرب غير المسبوقة التي يعاني منها الصحفيون منذ سنوات والتي يتصدرها الحوثيون من خلال ارتكاب أبشع الجرائم بحق الصحفيين من اختطاف وقتل وملاحقات ومصادرة الأعمال وتجريف الحياة العامة.
ينبغي أن تذكرنا هذه المناسبة بقضية زملائنا الصحفيين المختطفين لدى الحوثيين منذ سبع سنوات وغيرهم لدى أي جهة كانت؛ هم جميعا مسؤولية الحكومة التي كانت من أسباب اختطافهم لأنهم دافعوا عنها كسلطة شرعية، وبالتالي لابد أن يكونوا في أجندتها على الدوام لا في مناسبات معينة أو بيانات عابرة.
هذه المسؤولية تقع على عاتق المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والتي يُفترض أن تدافع عنهم بشكل مستمر وتستخدم علاقاتها ونفوذها للضغط على الحوثيين وغيرهم للإفراج عن الصحفيين دون قيد أو شرط وعدم ربطهم بأي مساومات سياسية.
هذه قضية الجميع، بما في ذلك الصحفيين الذين يتعين عليهم التذكير بمعاناة زملائهم في كل وقت ودون انتظار ماذا ستفعل الجهات الأخرى، وهنا لابد لنقابة الصحفيين اليمنيين تبني حملة ذات أثر تفضي لحرية الصحفيين المغيبين ظلما خلف القضبان.
لقد دفعوا الثمن لوحدهم،ولم يفيدهم يوم الصحافة غير مزيدٍ من الألم، وتجديد العذاب حين يمر عليهم سجانيهم ليخرجهم ويجازيهم،ويضحك بوجوههم ساخراً"هذا يومكم"؟!.
هذه هي رسالتي بمناسبة يوم الصحافة لجميع الجهات التي ذكرتها وأضيف لها المبعوث الأممي لليمن وكذا المبعوث الأمريكي.
من صفحته على "الفيس بوك"
اقراء أيضاً